كيف نجحت مصر الشبابية فى تحويل محنة كورونا إلى منحة؟ تجارب مصرية دولية مبهرة تساهم فى الانفتاح الشبابي مع الدول العظمى تعد الدبلوماسية الشبابية إحدى الركائز والقوى الناعمة التى تسهم فى توطيد العلاقات بين الدول من خلال الشباب، وحققت جمهورية مصر العربية نجاحات عديدة من خلال الدبلوماسية الشبابية خلال السبع سنوات الماضية، من خلال المؤتمرات والملتقيات وورش العمل والمنتديات الإقليمية والدولية والتى من بينها منتدى شباب العالم، والتبادلات الشبابية التى تقوم بها وزارة الشباب والرياضة وبروتوكولات التعاون الثنائية مع دول العالم. ولعل من التجارب الناجحة لوزارة الشباب والرياضة فى هذا المجال، التجربة المصرية الروسية وهى المنتدى الشبابى المصرى الروسى الأول والذى عقد فى مدينتى موسكو وكازان بروسيا الاتحادية، والتى كانت نقطة فارقة فى الدبلوماسية الشبابية المصرية الروسية، وجسراً لتنشيط الدبلوماسية الشبابية، وتصادف اقامته فى الذكرى 78 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، وتخلله تبادل الخبرات بين شباب البلدين فى الصناعات الابداعية وريادة العمال والتطوع، وطرح اول خارطة طريق لتطوير مشاريع وبرامج مشتركة بين الشباب المصرى والروسى. وكللت هذه التجربة بإشادات واسعة من الجانب الروسى ومن الخارجية المصرية باعتبارها تجربة فريدة واولى من نوعها، لأن هذه التجربة جاءت بعد توقف استمر اكثر من عام ونصف العام بسبب فيروس كورونا والذى اجتاح العالم فى عام 2020، وتسبب فى تعطيل العديد من الأنشطة والبرامج على مستوى العالم، والتى من ضمنها التبادل الشبابى والذى يعد إحدى أهم ركائز تدعيم العلاقات بين الدول وتبادل الثقافات. وصممت وزارة الشباب والرياضة المصرية على تحويل محنة كورونا إلى منحة، فبادرت وزارة الشباب والرياضة برئاسة الوزير د.أشرف صبحى، وفقا للاجراءات الاحترازية، بإيفاد أكبر وفد شبابى مصرى مكون من 27 شابا وفتاة من مختلف المحافظات والتخصصات الى روسيا الاتحادية، للمشاركة فى المنتدى الشبابى الروسى المصرى، الذى نظمته الوكالة الفيدرالية الروسية لشئون الشباب بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة المصرية ووزارة الخارجية. جاءت الزيارة فى اطار اهتمام القيادة السياسية بالتواجد الشبابى فى المحافل الدولية، وفى ضوء دعم وزارة الشباب والرياضة لعام التبادل الانسانى المصرى الروسى من خلال الشباب. ويعد المنتدى أول نشاط فى عام التبادل الانسانى والذى اتفق عليه الزعيمان الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس فلاديمير بوتين، ويعد المنتدى منصة حوارية هى الأولى من نوعها بين الشباب المصرى والروسى، أسهم فى إيجاد مساحة كبيرة لزيادة الترابط بين الشباب المصرى والشباب الروسى، وحقق المنتدى تنشيطاً للدبلوماسية الشبابية فى خدمة البلدين، وإشراك الشباب فى تنمية التعاون بين مصر وروسيا. وأسهم المنتدى فى تهيئة المناخ لتطوير مشاريع وبرامج مشتركة بين الشباب المصرى والروسى، وبناء جسور بين الشباب المصرى والقيادات الشبابية الروسية،و زيادة احتكاك الشباب المصرى بالمؤسسات الروسية العاملة فى مجالات التطوع، والصناعات الابداعية،وريادة الأعمال، والدبلوماسية الشبابية. وتخلل المنتدى ايضا مناقشة التبادل الشبابى فى مجال القيادات الشبابية، إدارة مراكز الشباب، وكيفية الاستفادة من استراتيجية وزارة الشباب والرياضة «مراكز الشباب ومراكز خدمة مجتمعية»، وكيفية تبادل الخبرات مع الاتحاد العام لمراكز شباب مصر، وتبادل الخبرات فى مجال التعليم النوعى والمهنى، وتبادل الخبرات فى مجال الابتكارات العلمية الشبابية، وتبادل اسابيع الإخاء بين البلدين فى منتدى التطوع العالمى، بالاضافة إلى التطرق إلى جائزة «نحن معاً». كما استعرض المنتدى التجربة المصرية فى مجال تمكين الشباب والاستثمار فى الموارد البشرية والتى من بين أهم أولويات الرئيس السيسى، وهو ما يتضح جليّاً فى «استراتيجية بناء الإنسان المصري» التى أعلنها. وصادف الذكرى الثامنة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وروسيا، وسيكون هذا المنتدى امتداداً لها من خلال الدبلوماسية الشبابية، والذى من شأنه أن يُزيد من تنمية التعاون بين البلدين. زيارات المنتدى: تم خلال المنتدى عقد العديد من الزيارات لمؤسسات شبابية روسية بالإضافة الى زيارة مجمع المؤسسات غير الهادفة للربح. مخرجات المنتدى: بعد عقد عدة جلسات فى دور الشباب فى تنمية التعاون الدولى، وورش عمل فى مجالات التطوع، والصناعات الابداعية، وريادة الأعمال، خرج المنتدى بخارطة طريق ستعمل على تبنى فعاليات وبرامج مختلفة فى المحاور الأربعة التى تم طرحها، وهو ما يحقق أحد أهم الأهداف لعام التبادل الإنسانى بين مصر وروسيا. وبعد نجاح المنتدى الأول ورغبة فى استدامة التعاون بين الشباب المصرى والروسى وتحقيقاً لأهداف الدبلوماسية الشبابية، تستضيف وزارة الشباب والرياضة المصرية وفدا شبابيا من روسيا الاتحادية ضمن فعاليات منتدى الشباب المصرى الروسى الثانى المقرر اقامته فى القاهرة والعلمين الجديدة شهر أكتوبر الجارى، ويأتى موضوع المنتدى الشبابى المصرى الروسى فى نسخته الثانية تحت عنوان «الشباب والذكاء الاصطناعى»، والذى يعد إحدى الركائز الأساسية التى تقوم عليها صناعة التكنولوجيا فى العصر الحالى، وأصبح ضروريا لتعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير، وتسهيل العديد من الإجراءات فى كافة مناحى الحياة، علاوة على كونه يقدم قيمة لمعظم الوظائف والأعمال والمجالات.