يسعى قادة الحزب الجمهوري الأمريكي، إلى استغلال الانتقادات التى يتعرض لها الرئيس الأمريكي جو بايدن وحزبه الديمقراطي، بسبب إدارته للانسحاب من أفغانستان، لاستعادة الأغلبية فى الكونجرس خلال الانتخابات التشريعية المقررة فى نوفمبر بعد المقبل. ويعكف الجمهوريون على وضع استراتيجية تعمل على توحيد صفوفهم بعد الانقسامات التى حدثت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية وما تم خلالها من اقتحام لمقر الكونجرس «الكابيتول» ومناصرة البعض منهم للرئيس السابق دونالد ترامب وهجوم البعض الآخر عليه. وتعد هذه هى المرة الأولى التي يجتمع فيها الحزب الجمهورى فى الكونجرس بكل أطيافه، من مؤيدى الرئيس السابق دونالد ترامب والمعارضين له، على أن تعامل الإدارة الحالية مع ملف أفغانستان يحوى عيوبا كثيرة، و بدأ زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس النواب كيفين مكارثى رسم خطة متكاملة لاستغلال الغضب من أفغانستان وانتزاع الأغلبية من الديمقراطيين فى انتخابات نوفمبر 2022. وانضم زعيم الأقلية فى الشيوخ ميتش مكونيل إلى هذه الجهود، حيث طلب الرجلان إحاطة مغلقة من الإدارة لمجموعة ال8فى الكونجرس التى تضم قيادات ورؤساء لجنتى الاستخبارات فى الكونجرس، للاطلاع على تفاصيل الانسحاب إلى جانب الزعيمين الجمهوريين،حيث تشير المؤشرات إلى وجود خطة مدروسة من قبل الجمهوريين للإطاحة بالديمقراطيين يشارك فيها مايك بنس نائب الرئيس الأمريكى السابق. فى المقابل يسعى الديمقراطيون جاهدين لمواجهة الحملة الجمهورية المكثفة ضدهم، من خلال التذكير بالاتفاق الذى عقدته إدارة ترمب مع حركة طالبان، وهو ما أعاد ترامب للساحة السياسية بقوة فى ظل هذه التطورات فظهر فى عدة مقابلات تلفزيونية وأدلى بتصريحات تحدث فيها عن قضية اللاجئين الأفغان. كما نشر على أحد مواقعه «أنقذوا أمريكا» صورة الطائرة الأمريكية التى نقلت نحو 600 أفغانى فى عملية الإجلاء معلقاً: «هذه الطائرة كان يجب أن تكون مليئة بالأمريكيين». وأضاف: «أمريكا أولاً!» فى إشارة إلى شعاره الانتخابي. وقد طلبت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى عدة إحاطات من الإدارة الأمريكية، منها إحاطات سرية ستبدأ خلال أيام. وقد جمدت إدارة بايدن مليارات الدولارات من الاحتياطيات الأفغانية، وحرمت طالبان من السيولة المالية كما جمدت وزارة الخزانة الأمريكية أصول البنك المركزى الأفغانى الموجودة فى الولاياتالمتحدة، وهو ما سيمنع طالبان من الوصول إلى الجزء الأكبر من احتياطيات البنك المركزى الأفغانى التى تقدرب 9 مليارات دولار . كذلك أعلن صندوق النقد الدولى هذا الأسبوع أن أفغانستان لن تتمكن من الوصول إلى مئات الملايين من الدولارات من أموال الطوارئ التى كان من المقرر صرفها الأسبوع المقبل.
