الخائنة لم تتذكر لزوجها صنيعا طيبا أو معروفا، بل جعلته يعيش لحظات من رعب وهلع لا يوصف مرت عليه كالدهر بعدما فوجئ بشخصان يقتحمان عليه غرفة نومه، وقبل أن ينتقض من فوق سريره انقضا عليه، وتمكنا من شل حركته، وكمما فمه بشريط لاصق، وقيدا يداه وقدميه من خلاف. ارتجفت أنامله كرجف الأوراق في الأشجار، ولم يرحما أنينه الذي لا يكاد يتجاوز صدره، ويتصدع له القلب، ويذوب له الصخر، وأخذ يتلوى ذات اليمين وذات الشمال في محاولة للهرب من بين براثنهما، تتصبب حبات العرق فوق جبينه رافعا بصره إليهما أملا في نظرة عطف أو صفح، وفي لمح البصر تحولت نطراته كنظرات سقيم يرى الحياة من وراء نقاب الموت.
عندما وقعت عيناه علي وميض نصل السكين بيد أحدهما، وأخذ يسدد له الطعنات في رقبته وأماكن متفرقة من جسده، وسقط على الأرض كعصفور صغير ينتفض لأعلى وأسفل يتأوه، ويئن، ويتوجع من شدة الألام وسط بركة من الدماء، ولم يتركاه إلا وهو جثة هامدة.
بينما قامت الزوجة الخائنة بعدما تحجر قلبها، ولبست أيضا عباءة إبليس، وتسللت إلى غرفة أطفالها الثلات وقيدت أيديهم من خلاف أثناء نومهم، وطلبت من المتهمين الجاحدين أن يوثقا يديها أيضا، وما إن تأكدت من انصرافهما أطلقت صرخات مدوية تجمع على إثرها الجيران الذين هرولوا بالاطمئنان على الأطفال الصغار بينما سارع البعض في فك وثاقها، تشير بيدبها لهم إلى غرفة نوم الزوج ليجدوه غارقا وسط بركة من الدماء ومقيد اليدين والقدمين، ومكمم الفم.
وبدموع التماسيح تبكي بكاء البائس المتوسل من شدة ارتباكه وخوفه تروي لرجال مباحث قسم شرطة إمبابة بأنها فوجئت بعد منتصف الليل بثلاثة أشخاص ملثمين اقتحموا عليها الشقة، وقاموا بتقييدها وأطفالها الصغار، وانقضوا على زوجها أثناء نومه وأنهوا حياته، واستولوا على ٥٠ ألف جنيه، وبعض من مشغولاتها الذهبية، وشاشة التليفزبون، و ٤ هواتف محمولة.
وبذكاء رجال المباحث لم بقتنعوا بروايتها، وتم تشكيل فربق بحث على مستوى عال، لجمع التحريات التي أفادت بأن الزوجة تربطها علاقة محرمة بعشيقها صاحب ورشة خراطة، واتفقا معا للتخلص من الزوج، وسلمته مفتاح الشقة، واستعان بصديق له عاطل لارتكاب الجريمة، وبمواجهتها، وتضييق الخناق عليها اعترفت بما جاءت به التحريات، وقيامها بتقييد أطفالها الصغار، وإيثاقها بمساعدة العشيق للإيهام بأن الجريمة حدثت بغرض السرقة.
تمكن رجال المباحث من القبض على المتهم العاطل صديق العشيق الذي تمكن من الهرب، وأحيل والزوجة الخائنة إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الزوج بعد العرض على الطب الشرعي، وحبسهما ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وسرعة ضبط العشيق الهارب.
