تمر بعد أسابيع الذكرى العاشرة لانتقال تمثال الملك رمسيس لموقعه الجديد فى المتحف المصرى الكبير بالرماية،بعد عقود قضاها مرفوع الرأس فى الميدان الذى حمل اسمه،يستظل ويسترشد به العشرات من القادمين والمسافرين إلى العاصمة من كل أنحاء المحافظات،تلقت «الأخبار» عدة تساؤلات من القراء عن «التمثال». وقررنا زيارته فى سكنه الجديد، حيث كان لا حول له ولا قوة،مكبلاً ومقيدا بثوابت حديدية ومغطى بستارة بلاستيكية،لا تفارق جسده أشعة الشمس من لحظة شروقها وحتى غروبها ،هذا التمثال يبلغ عمره 3200 عام،وارتفاعه 11.35 متر، ويزن 83طنا.. ولم يكن «جيوفانى باتيستا كافيليا» الذى اكتشفه عام 1880 فى ميت رهينة،ولا العالم الراحل احمد عثمان الذى قام بترميمه بعد قرار مجلس قيادة الثورة بنقله ووضعه فى ميدانه القديم،يتخيلان أن يظل عشر سنوات على ذلك الحال،منذ نقله فى25 أغسطس 2006،بتكلفة لا تقل عن 6 ملايين جنيه، وكان منظر الثمثال كما شاهدناه غير سار،بعد أن تسببت العوامل المناخية المتغيرة فى «تسويده» واختفاء ملامح وجهه لدرجة كبيرة. ومن جانبها توضح د. منى حجاح رئيس قسم الآثار بجامعة الأسكندرية، أن الغرض من نقل التمثال،كان حمايته من التلوث البيئى والبصرى الذى كان يعانى منه فى موقعه القديم بميدان رمسيس، وتقول:»لكننا للأسف لم نحمه ولم نغير البيئة التى كان فيها من قبل،فما كان يعانى منه استمر فيه، ولكنه وضع مؤقت،لحين الانتهاء من المتحف، وأضاف ان التمثال موجود فى سيناريو العرض بالمتحف، ولكن تأخر عمليات انشاء المتحف تسببت فى تأجيل ترميمه،ودعت إلى الإسراع فى إدخال التمثال مرحلة الترميم، وأضافت: « الحاجة بتاعتنا غالية علينا قوى ومينفعش تتعامل بهذه المعاملة الرديئة «، وفى نفس الوقت لا بد ان نعترف ان إمكانيات وزارة الآثار دخلت مرحلة أزمة مالية كبرى بعد ثورة 25 يناير، وأصبحت مديونة للدولة بمايقرب من 4 مليارات جنيه. أما د. طارق توفيق أستاذ الآثار بجامعة القاهرة والمشرف العام على المتحف الكبير فيؤكد ل«الأخبار» أن تمثال رمسيس أجريت له عملية ترميم بعد نقله مباشرة لمكانه الحالى للتأكد من استقرار وثبات موضعه، كما تم وضع مادة عازلة عليه لحمايته من تغيرات الجو والتلوث البيئى،ويقول:» التمثال فى وضع أفضل واَمن ومستقر»،ويشدد على أنه لا خطورة أو ضررعليه،خاصة أن مثل هذه التماثيل كانت موجودة فى العراء منذ آلاف السنين،وتتعرض لكل عوامل التعرية، وبالتالى فوجوده فى مكانه المؤقت لا يمثل خطورة عليه،موضحا أن الأرضية التى يقف عليها التمثال خرسانية،ويطمئن الجميع ويقول:» تمثال رمسيس مُعد لنقله مرة أخرى إلى موقعه النهائى فى مدخل بهو المتحف الكبير من الداخل،وبدون أى تكلفة زائدة خلال عام واحد فقط.