لا تتوقف مظاهر الحياة في رمضان داخل وخارج جامع «الفولى» بالمنيا،واسمه الرسمي هو «مسجد سيدي أحمد الفولى»، ويعد الأشهر في كل المحافظة، كما يعتبر المسجد الرئيسي الذي تقام فيه المناسبات الرسمية،سواء لموقعه على كورنيش النيل أو لمكانته بين الأهالي، وتتحول ساحته خلال شهر رمضان إلى مزار من كل أهالي مدن المحافظة التسع. وترجع شهرة ومكانة المسجد إلى شهرة صاحب الضريح الموجود في الجامع، والذي يعرفه أهل المنيا بمقام «سيدي أحمد الفولي»، وكان الأهالي قد عثروا على جثمان الإمام الفولى، قادمة من على مياه النيل نحو الشاطئ، وهى ساكنة لا تتحرك، وقرروا إقامة ضريح لصاحب هذه الجثة، ثم أقيم المسجد على الضريح في عام 1365 هجرية الموافق 1946 ميلادية. وفى وسط مدينة المنيا تسطع أنوار مسجد «سيدي أحمد الفولي»،حيث يزينه الأهالي بالزينة والبخور، ويأتي الآلاف إلى ساحة ولى الله سيدي الفولى للتقرب إلى الله وخدمة العباد، لا فرق بين طبيب، وضابط، وخفير، ومريض، وجائع، وفقير وغنى، فكلهم سواسية في ساحة المسجد لخدمة عباد الله الفقراء. وتتفاوت مظاهر الاحتفال بشهر رمضان مثل وضع البخور بشكل كثيف، بالإضافة إلى التواجد الكثيف للباعة الجائلين حول المسجد،ويبقى المشهد اللافت،وهو قيام بعض السيدات بإطلاق الزغاريد خلال زيارة المسجد. وتشهد أيام ما قبل رمضان سباقا بين أهالي المنيا فى التسابق من أجل حجز «الشيوخ والمداحين»، حيث تحتفل العائلات الكبرى،بقدوم رمضان طوال أيام الشهر المبارك، وتكون على شكل إقامة السرادقات في الميادين والشوارع، وإقامة موائد الإفطار، وتنظيم مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم، ويأتي في مقدمة هذه الميادين ساحة مسجد الفولي، حيث قام عمال المسجد، بوضع الأنوار الملونة وشرائط الزينة. ويقول الشيخ حسن محمد مقيم شعائر المسجد أن الشيخ أحمد الفولى رحمه الله،كان كريم الأخلاق،وأشتهر بالتواضع والكرم وله مؤلفات أشهرها كتاب «تحفة الأكياس في حسن الظن بالناس «وهذا الكتاب مازال محفوظاً بمكتبه بدمشق،وله عدة تفاسير لبعض الآيات والسور أفصح فيها عن آراء جيدة غابت عن الكثيرين.