حذر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من "التصرفات المتهورة والأعمال الإجرامية" التي تستهدف المؤسسات العامة ومكاتب الأحزاب السياسية في العراق، وقال: "إننا سنقف بقوة وحزم لردع المتجاوزين على النظام العام وأرواح الأبرياء". وقال العبادي إنه في الوقت الذي تتقدم فيه قواتنا الأمنية في الفلوجة بالأنبار، ونحقق الانتصارات المتتالية لنعيد الأرض العراقية المغتصبة إلى حضن الوطن تقوم بعض الجهات المجهولة بحرق مقار ومكاتب الكتل السياسية تحت غطاء التظاهرات. وطالب العبادي، في تصريح صحفي، قادة الكتل السياسية برفض هذه الأفعال واستنكارها، داعيا المتظاهرين الوطنيين إعلان البراءة من هذه الأفعال المتطرفة التي تسببت بوقوع ضحايا وإشاعة الرعب والقلق في صفوف المواطنين. وكان مئات العراقيين وغالبيتهم من التيار الصدري الشيعي تظاهروا في مدن جنوبالعراق الليلة الماضية، وأغلقوا مقرا فرعيا لمجلس النواب في الناصرية ومقرات لحزب الدعوة الشيعي بزعامة نوري المالكي ولحزب الفضيلة التابع للمرجع الشيعي محمد اليعقوبي، ومقر للمجلس الإسلامي الأعلى بزعامة عمار الحكيم، ومقر حركة الإصلاح التابعة لوزير الخارجية إبراهيم الجعفري في مدن البصرة والناصرية والديوانية وأحياء في ضواحي العاصمة بغداد، الأمر الذي اعتبره مراقبون تصعيدا خطيرا داخل "البيت الشيعي" بين من يشاركون في الحكومة وأنصار التيار الصدري المطالبين بإنهاء المحاصصة الحزبية واستهداف القوى السياسية التي تعرقل الإصلاح ومحاربة الفساد. وأشارت مصادر محلية أن عشرات المتظاهرين هاجموا مساء اليوم مقرا لحزب الدعوة في النجف، وأن قوات الأمن أطلقت النار في الهواء لتفريق المتظاهرين لإبعادهم عن المقر، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من المتظاهرين خلال محاولتهم الاقتراب من مقر الحزب.