تحدت الجماهير الفرنسية الإضرابات، زحفت احتفالا باستضافة بلادها كأس الامم الأوروبية قبل ساعات من انطلاقها مساء اليوم . وتدفق المئات من المشجعين في الساحة المخصصة للجماهير أسفل برج إيفل الشهير بالعاصمة الفرنسية باريس ، حيث أقيم حفل موسيقي عشية افتتاح بطولة كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم (يورو 2016). وشددت السلطات الفرنسية الإجراءات الأمنية في ساحة شامب دي مارس، التي تم احاطتها بسياجات لاستقبال ما يصل إلى 92 ألف متفرج تقريباً. وخضعت الجماهير لعمليات تدقيق من جانب رجال الشرطة وحراس الأمن، كما تم وضع حواجز للسيطرة على الجماهير المحتشدة. ولكن الأمور داخل الساحة كانت مختلفة تماماً، حيث سيطرت عليها الأجواء الاحتفالية رغم أشعة الشمس الحارقة. وقال يوهان مورتاس، 31 عامًا، أحد الذين حرصوا على حضور الحفل: "أنا من عشاق كرة القدم الكبار ولكنني أريد أيضا متابعة الحفل الموسيقي". ورداً عن سؤال حول شعوره بالقلق بسبب التهديدات الإرهابية، أكد مورتاس أن الحياة ينبغي أن تستمر، حيث قال: "نحن من باريس، والعمليات الإرهابية التي جرت العام الماضي لم تغير أي شيء بالنسبة لنا". من جانبها، قالت فيكتوريا بيريو، 27 عامًا، إنها جاءت لمتابعة الحفل وليس لمشاهدة مباريات الكرة، موضحة أنها ليست من محبي كرة القدم، ولكنها أشارت إلى رغبتها في العودة إلى الساحة المخصصة للجماهير مجددا لتجربة حضور المزيد من الفعاليات. وتزامن التدفق الجماهيري مع وجود موجة من الإضرابات ضربت فرنسا ، وهي ما وصفها وزير الرياضة الفرنسي باتريك كانر، بأنها تكتيكات "حرب عصابات" من جانب النقابات. وقال وزير الرياضة لراديو "فرانس انتر"، إن الإضرابات قد يفسد البطولة ويشوه صورة فرنسا. وتواجه فرنسا، إجراء جديدًا من جانب نقابات الطيارين، وعدم انتظام حركة القطارات وتراكم القمامة في باريس، مع إضراب العاملين في مراكز معالجة النفايات عن العمل قبل ساعات من افتتاح بطولة كأس أمم أوروبا "اليورو". وكان من المتوقع أن تعلن الخطوط الجوية الفرنسية، إضرابًا بداية من مطلع الأسبوع، بعد انهيار المحادثات بين الإدارة واتحادات الطيارين الثلاثة. وأعرب قائد منتخب فرنسا وحارس مرماه، هوجو لوريس، عن قلقه من إضرابات السكك الحديدية وتأثيرها على نقل المشجعين المتجهين لحضور المباراة الافتتاحية بين فرنسا ورومانيا على ستاد فرنسا اليوم الجمعة. وأضاف لوريس في مؤتمر صحفي "آمل ألا تفسد الحفل، يجب أن تظهر المسابقات من هذا القبيل على الأراضي الفرنسية، في صورة عظيمة لبلادنا". وحذرت النقابات، الأسبوع الماضي، من الإضرابات حال فشل المحادثات بشأن ظروف العمل وإعادة الهيكلة. واستمر إضراب الشركة الوطنية للسكك الحديدية، والذي بدأ مطلع يونيو الجاري، مما تسبب في عدم انتظام حركة القطارات، وترك نحو 40% من القطارات الإقليمية خارج الخدمة. وأعلنت مراكز معالجة النفايات في جميع أنحاء باريس الإضراب أيضًا، وامتنعت عن جمع القمامة مما أدى إلى تراكم أكوام القمامة على الأرصفة.