مثلت سيمون جباجبو سيدة ساحل العاج الأولى سابقا أمام المحكمة لاتهامها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بسبب ما تردد بشأن دورها في الحرب الأهلية عام 2011. وجاءت المحاكمة المحلية بعد رفض الحكومة ترحيلها للمثول أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وتجرى محاكمة زوجها الرئيس السابق لوران جباجبو أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم متصلة بنزاع قصير نشب بعد رفضه القبول بهزيمته أمام الحسن واتارا في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسية في نهاية عام 2010. وقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في أحداث العنف. ولوحت سيمون التي أحاطها رجال الشرطة بيدها لعشرات المؤيدين الذين تجمعوا أمام مدخل المحكمة في العاصمة أبيدجان وبدت مبتسمة. وقال الإدعاء إنها كانت جزءا من دائرة داخلية تضم أهم داعمي زوجها الذين خططوا لاستخدام العنف ضد مؤيدي واتارا كوسيلة للإبقاء على جباجبو في السلطة. يأتي بدء المحاكمة بعد يوم واحد من إدانة رئيس تشاد حسين حبري في محكمة خاصة في السنغال لإصداره أمرا بقتل وتعذيب الآلاف من المعارضين السياسيين خلال فترة حكمه التي استمرت ثمانية أعوام. وسيعزز نجاح هذه المحاكمة موقف القادة الأفارقة الذين لديهم ميول رافضة متزايدة للمحكمة الجنائية الدولية ودعوا لأن تحقق أفريقيا عدالتها بيديها. ورفض الرئيس الحسن واتارا طلب المحكمة الجنائية الدولية بمثول سيمون أمامها وقال إن النظام القضائي في ساحل العاج قادر على محاكمتها الآن. وأدينت سيمون في محاكمة سابقة في مارس آذار 2015 بتهم ضد الدولة وصدر عليها حكما بالسجن 20 عاما ثم ألغى النقض هذا الحكم في الشهر الحالي. لكن على الرغم من إدانتها انتقد حقوقيون ومراقبون المحاكمة لعدم تقديم أدلة كافية على صلتها وغيرها من الزعماء السياسيين بالعنف الذي ارتكبه مؤيدوهم. وأعلنت جماعات حقوق إنسان منها الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان الذي يمثل الضحايا في القضية المحلية ضد سيمون جباجبو انسحابهم من المشاركة في محاكمة جرائم الحرب. وقالوا إن تحقيقات الإدعاء انتهت بشكل متعجل ردا على طلب الاستدعاء من المحكمة الجنائية الدولية وإن المحاكمة لن تقدم للضحايا صورة كاملة لتخطيط حكومة جباجبو للعنف الذي أعقب الانتخابات.