واصلت وسائل إعلام أمريكية، التحقيق في فرضية شبكة "سي.ان.ان" الأمريكية التي رفضها المتحدث باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد ابو زيد حول احتمال انتحار قائد الطائرة المنكوبة. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول بوزارة الداخلية أن الطيار محمد سعيد شقير ٣٦ عامًا، لم يكن له أي انتماءات سياسية وأنه اجتاز الفحص الأمني الدوري الذي تجريه الأجهزة الأمنية. ووصف مسؤول بمطار القاهرة شقير، بأنه شخص لطيف ومسؤول، مشيرًا إلى أنه من غير المعقول افتراض تعمده إسقاط الطائرة، وعقب أنباء وفاة شقير نشر معظم زملائه والعاملين بشركة مصر للطيران صورة على مواقع التواصل الاجتماعي مصحوبة بمربعات سوداء مكتوب عليها عبارات عزاء. كما قال نائب رئيس شركة مصر للطيران أحمد عادل، إن شقير كان يتمتع بسمعة طيبة. ومع ذلك، قالت الصحيفة إن الطائرة آيرباص ايه ٣٢٠ التابعة لمصر للطيران شهدت في رحلتها ال٨٠٤ سلسلة من الاخفاقات المتوالية قبل تحطمها.. ونقلت عن سلطات التحقيق ان الطقس كان ملائما للملاحة الجوية, الا ان الطائرة ترنحت جهة اليسار ثم اليمين قبل ان تدار بشكل كامل وتسقط من ارتفاع ٣٨ الف قدم في البحر, وكل هذا دون ان تصدر اشارة استغاثة واحدة. وأضافت الصحيفة أن أجهزة الاتصال الخاصة بالطائرة كشفت أعطال في عدد من نوافذها وكذلك صعود أدخنة من محراض وصندوق الكترونيات الطائرة ومن المرجح أنها ناتجة عن عملية تخفيف مفاجئة للضغط في كبينة القيادة. ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتهم فيها الجانب الأمريكي طيارين مصريين بالانتحار في حوادث مشابهة، فعندما سقطت طائرة مصرية في 1999 بعد أن أقلعت من الولاياتالمتحدة، اتهم الجانب الأمريكي مساعد الطيار المصري جميل البطوطي بإسقاط الطائرة لرغبته في الانتحار بعد أن قال "توكلت على الله". فيما قال صلاح أبو النجا وهو كبير باحثين في الشؤون السياسية، إنه بعد 2011 أصبحت الاتهامات في كل حادث "على الكيف"، وتوجه الاتهامات لمصر والمطارات المصرية وشركة مصر للطيران، وتحولت وجهة النظر وسط هذا الجنون الذي نعيش فيه إلى حقيقة تتناقلها وسائل الإعلام المختلفة. من جهته، أكد المتحدث باسم وكالة التحقيقات في الحوادث الجوية الفرنسية سباتسيا بارث، لمجلة "دويتش فيل" الألمانية إن الرسائل التي تلقتها أجهزة اتصال الطائرة تفسر بشكل عام بداية حريق إلا أنه لم يتم التوصل إلى استنتاج بشكل كامل. وأضاف أن نظام اتصال الطائرة بعث رسائل واضحة بأنه كان هناك دخان يتصاعد من مرحاض الطائرة وتبعه بعد دقيقة صعود دخان من صندوق الالكترونيات بقمرة القيادة. وأوضح موقع صحيفة "ديلي بيست" أن والد مساعد الطيار "محمد أحمد ممدوح" ٢٤ عامًا كان يعمل ضمن الطاقم الجوي بمصر للطيران، ونقل الموقع عن صديقه عمر ناصف أن محمد كان يريد أن يصبح طيارًا منذ كان في الخامسة من عمره وأنه كان اجتماعيا، كما كشفت منى والدة مساعد الطيار أن نجلها نجا من صراعه مع مرض السرطان قبل سنوات قليلة، قائلا: "والدته انفقت كل مدخراتها على تعليمه". واستكمالا لترويج الشائعات والأكاذيب، نقلت شبكة "سي بي اس" نيوز عن مصادر حكومية مصرية لم تحددها أنه تم تحديد موقع الصندوقين الأسودين في البحر المتوسط وأنه يجرى العمل للكشف عنهما. كما رفض المتحدث العسكري التعليق على تقرير الشبكة الإخبارية، إلا أن مصدر بالطيران المدني نفى صحة تقرير سي بي اس نيوز، وتقول الشبكة إن الكشف عن صندوقي البيانات سيوضح للمحققين ما جرى في الدقائق الاخيرة بقمرة القيادة قبل تحطم الطائرة. في الوقت الذي ترجح فيه السلطات المصرية احتمال وقوف عمل إرهابي وراء تحطم الطائرة على فرضية وجود عطل فني، بدأ محققو الطيران الفرنسيون فحص واستجواب كل من تعامل مع أمتعة الركاب وعمال الصيانة ومسؤولي التفتيش بالبوابات الإلكترونية، بالإضافة إلى الطاقم الأرضي في مطار شارل ديجول الفرنسي الذي اقلعت منه الطائ رة، وكذلك كل من له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالطائرة.