* المكان سقوط الطائرة في منطقة تمتلئ بالقواعد الأمريكية والبريطانية والتركية رغبة بحقول الغاز رسالة مقصودة * جيرار فيلدزر خبير الطيران: استهداف الطائرة بالخطأ احتمال لايمكن إغفاله جان بول المدير السابق لمكتب التحقيقات BEA: مستوي الصيانة للطائرة ليس محل شك وسيناريو العمل الإرهابي غير مستبعد دائما هناك ما تكتب عنه في ظروف مختلفة لكن هذه المرة تكتب في ظروف تتخللها أجواء غامضة وأجواء أشد عمقا وعنفا لما أصبحنا نشاهده يوميا وضمن هذه المشاهد القاسية مشهد البحث عن حطام الطائرة المصرية بمياه المتوسط في جنح الليل بعد إقلاعها من مطار شارل ديجول الدولي وكأن من وقف خلف هذا العمل اختار هذا التوقيت ومنطقة التنفيذ بعناية من حيث التوقيت: اختيار توقيت تمر العلاقات المصرية - الفرنسية بأفضل حالتها من التعاون والرضا بين الجانبين وكأن هناك من لايرضي بهذا التعاون نهائيا وكذلك لايريد استمراره ويرغب في إيقاف الصفقات التي تم التعاقد عليها ويرغب بإعادة فرنسا إلي العباءة الأمريكية مرة أخري وتحت ضغط يتعلق بالإضرار بالأمن القومي الفرنسي داخليا وخارجيا وضرب الاقتصاد الفرنسي خاصة في هذه المرحلة وقبل انطلاق بطولة لكرة القدم بأسبوعين وهذه ضربات في العمق حيث يضرب فكرة الشعور بالأمان في فرنسا داخل الذاكرة الذهنية للسياح الأجانب القادمين إلي فرنسا وتصعيد الشعور لديهم بعدم الأمان وبالتالي ضرب التدفق السياحي والتدفقات النقدية القادمة والتي تعول عليها فرنسا في هذه المرحلة. اختيار المنطقة : فهي منطقة شديدة الحساسية حيث يتواجد في هذه المنطقة وبالقرب منها قواعد امريكية وبريطانية وأساطيل لهذه الدول وكذلك القوات التركية. و تجدر الإشارة هنا إلي ان هذه المنطقة هي منطقة الثروات الطبيعية الخاصة بالمتوسط حيث حقول الغاز الطبيعي العملاقة وهي المستقبل بالنسبة لأوروبا من حيث ضمان الإمدادات. بالطبع هذه الثروات واستخراجها والتحالف الاستراتيجي المصري - القبرصي - اليوناني. يؤلم التحالف السابق تحالفا آخر كانت أنشأته أمريكا مع قطر - تركيا - إيران - إسرائيل لتمرير الغاز عبر ما أطلقوا عليه إقليم قناة السويس وأنفقوا عليه مليارات للإعداد له وبالطبع بعد 30/6 و3/7 دمر هذا الحلم تماما وتحول هؤلاء للعمل المباشر ضد القاهرة. لهذا تم اختيار هذه العملية لضرب العلاقات بين مصر واليونان وقبرص ووضعهم في دائرة الشك مع القوات الدولية المتواجدة في المنطقة من قبل القاهرة بهذه المنطقة وبالتالي لن تستطيع كل من مصر وفرنسا اتهام كل هذه القوي الدولية مباشرة حتي ولو كان لديهما تأكد كامل من شخصية من خطط ودعم ونفذ هذه العملية. وهناك مشاهد يجب أن نتذكرها لأهميتها : المشهد الأول: عندما حدث تعاون مصري - روسي ومع بدء التدفق السياحي الروسي ومزيد من البروتوكولات وصفقات عسكرية واقتصادية تم العمل المباشر علي ضرب وإيقاف التدفقات النقدية لقطاع السياحة لضرب هذا القطاع الحيوي والإضرار بالاقتصاد المصري وبناء عليه تم إسقاط الطائرة الروسية. المشهد الثاني: في نفس يوم توقيع بروتوكولات وصفقات مع وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية في القاهرة ظهر فجاة مقتل الشاب الإيطالي وبناء عليه انسحب الوفد الإيطالي وتم إيقاف كل شيء. المشهد الثالث: تشويه كامل العلاقات المصرية - السعودية قبل زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلي مصر بهدف إلغاء الزيارة وإيقاف أي سبل للتعاون بين البلدين. و لنلقي نظرة علي بعض ما نشر في الإعلام الفرنسي وكيف تم تناول موضوع سقوط الطائرة المصرية. 1- الموقع الإخباري فرنسا 2 ( France 2 ) في افتتاحية عامة علي صدر الصفحة الأولي : عن تحطم طائرة مصر للطيران يري الموقع أن العلاقات المصرية - الفرنسية ورغم قسوة ظروف الحادثة فإن العلاقات لن تنال من العلاقات المصرية - الفرنسية وأنهما شريكان حقيقيان ولديهما علاقات وثيقة جدا عبر عقود طويلة جدا توجت بعلاقات اقتصادية وعقود عسكرية وتبادل معلوماتي ومكافحة مشتركة للإرهاب وأنهما قادران علي تجاوز هذه الأزمة معا. 2 - جزء من تقرير علي موقع ( Les echos ) للمحلل السياسي / برومو تريفيديك إنه لايوجد بلد محصن ضد الإرهاب بنسبة 100% سواء في فرنسا أو مصر أو غيرهما والحوادث تتكرر في كل أنحاء العالم وأميل إلي فرضية حدوث عمل إرهابي وأؤكد ان إجراءات الأمن في المطارات الفرنسية جيدة جدا ولابد من التأني وعدم إصدار أحكام نهائية علي الأمر قبل صدور بيانات رسمية. 3- افتتاحية Journal le Parisian الصحفي / ميشال بولاكو المتخصص في شئون الطيران كارثة ميتروجت كانت أسوأ كارثة جوية علي الإطلاق في مصر ودول أخري وأستغرب استعجال النتائج والتقرير النهائي وأن هناك حوادث في مناطق لم تظهر تقاريرها حتي الآن وربما لن تظهر ولابد من أن نتعلم من الكوارث الجوية السابقة وان نفرق بين الحادث الفني والحادث الإرهابي ولكل طريقة تعامل وإدارة خاصة. 4- في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية (AFP) قال خبير الطيران جيرار فيلدزر « عطب تقني كبير، انفجار محرك، أو تفجير داخلي، كلها احتمالات ضئيلة « وقال أيضا أن الطائرة A320 التي كانت تقل 66 مسافرا «كانت حديثة نسبيا « لانها خرجت عام 2003. بشكل آخر ال A320 تعتبر طائرة آمنة. « انها من بين طائرات المسافات المتوسطة الاكثر مبيعا في العالم، في كل 30 ثانية تقلع A320 أو تهبط «. نحن أمام طائرة حديثة، والحادثة كانت خلال رحلة في ظروف جد مستقرة. وفي جواب علي سؤال حول ما إذا كانت الطائرة قد اسقطت خلال الطيران بشكل متعمد أو بسبب خطأ أجاب فيلدرز: سواء كان عبر اطلاق صاروخ أرض جو مثل الذي تم الحديث عنه في الرحلة 17 التابعة لماليزيا ايرلاينز فوق أوكرانيا عام 2014 او بحر جو مثل الرحلة 655 لإيران إير التي اسقطت بخطأ من طراد أمريكي سنة 1988 كلها سيناريوهات ضئيلة الاحتمال. لان اعلي ارتفاع 37000 قدم أي ما يفوق 11000 ارتفاعا وبعيدا عن الشواطئ، الطائرة كانت بعيدة عن صواريخ أرض جو من النوع المحمول الذي تملكه الجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط. « صاروخ من الأرض، لا، لكن ان تكون استهدفت من طائرة خطأ، احتمال لا يمكن ازاحته، ولكني اظن انه سيكون قد عرف «. وقد اتفق مع هذا الرأي تصريحات جان بول تروادك المدير السابق لمكتب التحقيقات والتحليل (BEA) لإذاعة أوروبا1حيث قال بان مستوي الصيانة ومستوي الطائرة ليسا محل شك في هذه الحادثة. وقال بان مصر للطيران شركة لديها تصاريح لدخول أوروبا، اذن هي ليست في اللوائح السوداء. كما أن شمال مصر قريبة من ضفة إسرائيل وقطاع غزة وهو ما يشكل المكان الأكثر مراقبة في العالم وبما في ذلك عبر الأقمار الصناعية ، ومن الصعب إخفاء مثل هذا الأمر كما أن هذا السيناريو صعب جدا. وقد اجمع الخبيران علي ان الاحتمال الأقرب هو العمل الإرهابي. لأنه وحسب رأي تروادك لم يصل من ربان الطائرة أي رسالة استنجاد وهو ما يؤكد ان الحادثة كانت سريعة. وهو ما لا يختلف فيه مع فيلدزر حيث صرح بان « أي عطب تقني طبيعي، أو حريق أو أي عطل في المحرك أسباب لا تؤدي إلي حادثة سريعة ويكون للطاقم الوقت للقيام برد فعل، لهذا نرجح بطبيعة الحال العمل الإرهابي، انها الأجواء السياسية التي تفرض ذلك، نميل إلي هذا الاحتمال «. و بناء علي كل ما سبق يجب ان يتأكد الجميع وبما لايدع مجالا للشك أن مصر تواجه تحديات كبيرة جدا سواء علي الصعيد الداخلي أو علي الصعيدين الإقليمي والدولي وفي أجواء بالغة الدقة والتعقيد وأمام نظام عالمي جديد يتشكل تبذل الولاياتالمتحدةالأمريكية جهودا كبيرة جدا تصل إلي حد ارتكاب جرائم ومجازر للبقاء علي رأس النظام العالمي مدد تزيد علي 30 عاما قادمة وللأسف الإدارة السياسية الأمريكية وذيولها وعملاؤها في المنطقة الذين يقاتلون لها بالوكالة مستمرون علي نهج الجريمة الدولية المنظمة وهي تمسك بخيوط المشاكل ليس لحلها بل لاستمرارها واستخدامها لخدمة مصالح أمريكا فقط.. أمريكا التي ليس لها أصدقاء ولا تحافظ علي حلفاء. و يتوجب علي الشعب المصري أن يكون علي قلب رجل واحد مع القيادة المصرية لأن القادم في المنطقة كلها ليس بالشيء القليل وليعلم الجميع أن الأوطان التي تذهب لا تعود نهائيا.