كان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، واحد من الزعماء الذين حرصوا على حضور افتتاح قناة السويس الجديدة، في رسالة واضحة على دعمه وتأييده للقيادة المصرية. وتجسد هذا الدعم والتأييد في التناغم المصري الفرنسي في كثير من المشاهد، منها حرص أولاند على زيارة مصر الشهر الماضي، في ثاني زيارة له منذ تولي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مقاليد السلطة، كما أن هناك تناغما بين البلدين في كثير من القضايا، ومنها القضية الفلسطينية، وتجسد ذلك في المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري قبل يومين للسلام بين فلسطين وإسرائيل، وهي المبادرة التي قال خبراء أنها جاءت بالتنسيق مع فرنسا، صاحبة إحدى المبادرات أيضا لاحياء عملية السلام. وبعد يومين من إعلان الرئيس المصري للمبادرة، جاء حادث سقوط الطائرة المصرية المتجة من مطار شار ديجول للقاهرة، وعلى متنها 66 راكبا منهم 15 فرنسيا، بالإضافة إلى ركاب مصريين وركاب من جنسيات أخرى، فهل جاء هذا السقوط نتيجة عمل إرهابي يستهدف النيل من العلاقة مع الحليف الفرنسي؟ حتى هذه اللحظة، لم يتم اثبات فرضية العمل الإرهابي، ولكن أغلب الخبراء يرجحون هذه الفرضية، في ظل استبعادهم لكل الفرضيات الأخرى، مثل الخطأ البشري والعطل الفني، وذلك لعدم تلقي السلطات المصرية أو اليونانية أي استغاثة من الطائرة. وقبل هذا الحادث، كانت حادثة مقتل الشاب الإيطالي ريجيني، والتي استهدفت التأثير على العلاقة المصرية مع الحليف الإيطالي، حيث تعد إيطاليا هي الشريك التجاري الأوروبي الأول لمصر والثاني على مستوى العالم، وخامس دولة في مجال الاستثمار، كما أن التبادل التجاري بين البلدين يقترب من 6 مليار دولار، وهو ما يثير الريبة في أن هناك من يريد العبث بعلاقات مصر الخارجية. وتكتمل الصورة، عند الإشارة إلى حادث اسقاط الطائرة الروسية في أكتوبر الماضي، والذي استهدف العلاقة مع الحليف الروسي، حيث شهدت العلاقة بين مصر وروسيا تطورا كبيرا مع وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عبد الفتاح السيسي إلى السلطة، وتنوعت ين تعاون عسكري واقتصادي، وتنسيق سياسي. وأعلنت روسيا أن عملا إرهابيا يقف خلف سقوط طائرتها في الأجواء المصرية، وهي الرواية التي لم تنفيها أو تؤكدها مصر إلى الآن، ولكن الرواية الروسية تجعل هذا الاحتمال هو الأقرب.