أجرى الحوار: عبد الصبور بدر - زينب السنوسي في وقت قياسي استطاع محافظ الفيوم المهندس أحمد علي أن يضع المحافظة على خريطة بورصة برلين للسياحة. واعتبر أن خمسة أعوام قادمة كفيلة بوضع الفيوم على رأس المحافظات ذات المستقبل السياحي على مستوى العالم..حين كان رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة استطاع أن يحدث طفرة في آلية التعامل مع شركات النظافة الأجنبية بالتأكيد على أهمية التعامل مع القمامة بجمعها من المنبع حتى تصل لعملية الدفن الصحي لها في المقالب العمومية، وباعتراف المواطنين في المحافظة الذين التقينا بهم في طريقنا فإن المحافظ يضع كل طاقته لحل مشاكلهم والتعرف على همومهم عن قرب. نشاطه الدءوب جعل منه شخصية هذا العام في مجال الحفاظ على البيئة على مستوى العالم العربي. "بوابة أخبار اليوم" التقت المهندس أحمد علي لتحاوره عن كواليس زيارة الرئيس مرسي للفيوم والمشاكل التي تعاني منها المحافظة الأفقر على مستوى مصر. في رأيك ما السبب في اختيار الرئيس محمد مرسي لمحافظة الفيوم لتحظى بأول زيارة له بين المحافظات؟ ظلت الفيوم على مدار تاريخها محرومة من اهتمام المسئولين، كما أنها المحافظة التي يحظى فيها الرئيس بشعبية كبيرة قد لا يوجد مثلها في بقية المحافظات، فضلا عن مستقبل الفيوم في التنمية الذي يحتاج إلى التعرف عليها عن كثب. ماذا عن كواليس الزيارة واحتياجات المحافظة التي تم عرضها على الرئيس؟ عرضت عليه مشاكل المحافظة والوضع القائم، ما نفذ وما المطلوب في المرحلة القادمة في كل القطاعات، وبالأخص الخمسة توجهات الخاصة ببرنامج ال100 يوم الخاص بالرئيس، وقدمت له تقريرًا مكتوبًا وخطة عاجلة للرقي بمستوى المحافظة على كافة المستويات. ألا تتفق معنا في أن البلطجة وغياب الأمن ما زال صداعًا في رأس محافظة الفيوم؟ ندعم مخططا يعيد للمواطن الإحساس بالأمن، والاعتماد على عناصر أمنية لها القدرة على التعامل بحسم في التصدي للبلطجة ومحترفي الشغب. بصفتك أحد خبراء النظافة في مصر كيف يتم التعامل مع هذا الملف في الفيوم؟ هناك أولويات في خطة النظافة والنظافة بالنسبة لي شيء مهم، بوصفها شيء حضاري؛ لكن مسألة النظافة أصبحت من المشكلات البيئية التي يواجهها العالم بأكمله، فالنظافة تعبر عن السلوك الإنساني للفرد، في أي دولة في العالم فمثلًا لو شاهدنا شارعًا نظيفًا تسوره الأشجار فهذا يعطيك انطباعا بمدى تحضر الشعب ، وكنت سعيدا بوضع النظافة العامة في البند الثاني من برنامج المائة يوم، بجانب المشاكل الحياتية التي يجب الاهتمام بها. حدثنا عن موارد المحافظة وكيف يمكن استغلالها؟ الفيوم مليئة بعناصر التنمية وأهمها عناصر التنمية السياحية فالفيوم فيها مواقع وأماكن ومقومات للسياحة التاريخية، والإسلامية، والبيئية؛ ولكن للأسف مطلوب أن يتم دعمها وتفعيلها ووضع مخطط عام للتنمية السياحية بالمحافظة، بداية من بحيرة قارون التي تمتاز بشهرة عالمية وأهملت لسنوات طويلة، وأيضا المعابد الفرعوينة والأهرامات والقرى البيئية التي تعمل في الصناعات اليدوية ، وقد قمت بعمل مخطط لإقامة منشآت سياحية على البحيرة فهناك عين التلين التي تم تطويرها، ورفع كفاءتها وبلغ إجمالي تكلفتها 10 مليون جنيه ومن ضمن المخطط اشتراكنا مع محافظتي الأقصر والبحر الأحمر في بورصة برلين للسياحة، وقمنا بإقامة معرض هناك وبوسترات ودعايا وكانت النتائج إيجابية جدًا، كما افتتحنا مدرسة فندقية لتخريج كوادر فنية هائلة بالتعاون مع الحكومة الإيطالية للاستعانة بشباب في الفنادق، وهناك قصر قارون الذي تتعامد فيه الشمس على قدس الأقداس وهذه أحداث عالمية لا بد من الترويج لها، بدأنا الخطة وسوف تستكمل وأنا أرى أنه بعد 5 أعوام سيكون للفيوم موقع هام على مستوي خريطة السياحية العالمية، حيث سيتغير وجه ومنظومة السياحة عليها ولن تقل عن الأقصر وأسوان وشرم الشيخ في مجال السياحة وستكون بحق محافظة جاذبة. معروف عنك انك لا ترتدي "بدلة" وتتواجد دائما بين الناس .. هل ترى أن العمل الميداني أفضل في قيادة المحافظة؟ العمل الميداني هو ما يميز أي مسئول وأقضي أغلب وقتي في الشارع أرصد المشاكل وحجمها لوضع أسس لحلها، وأسأل الجمهور عن طبيعة المشكلة والجمهور غالبا ما يقدم الحل وبشكل أفضل من المتخصصين.. وما هو شعورك باقتراب حركة المحافظين ؟ سنة الحياة التغير فلا أحد سيخلد في مكانه ومنهجي أن أعمل حتى النهاية فلو ظهرت الحركة في الصباح الباكر سأظل أعمل حتى أخر لحظة وسأعقد اجتماعات إلى الصباح، والقرار هو رؤية من قبل المنوطين به. هل ساورك التخوف من تولي الرئيس مرسي المسئولية بصفته ينتمي للإخوان؟ أتعامل مع الجميع بنفس الكيفية فأنا مسلم وهم مسلمون وهناك أناس منهم مخلصون ولديهم حكمة وهناك أناس يهاجمون فقط لمبدأ الهجوم لذلك لايمكن التعميم، وأنا أرى أن الاعتصام بحبل الله هو الحل لتوحيد الهوية المصرية فهذا سيجعل مصر بلد لها مكانة تناسبها لكن غير ذلك سنتخبط في بعضنا البعض الأمر الذي قد يؤدي لضياعنا، وأنا ليس لدي حساسية منهم وقبل الانتخابات كانت لي علاقات مع الجميع، وهناك تنسيق كامل مع كل الفئات فأي شخص يعطيني نصيحة أو يقدم شكوى فهذا ينبهني، وحينما أتحقق منها فهو بذلك قد خدمني. وكيف تعمل في جو انتقالي بطبيعته؟ المواطنون تغيروا والجو بطبعه متقلب، وكل شخص يريد أن يحصل على وظيفة بسرعة الصاروخ ويتثبت ويتم تعيينه وفي النهاية لا يقدم شيء للبلد سوى أن يكون موظفًا تقليديا، وللأسف أن هناك الكثير من المواطنين لا يعلمون للحرية معنى، شيء آخر هناك مطالب فئوية كثيرة جدًا وتطاول على الأكبر سنًا، وأصبح هناك قطعًا للطريق وقطع الطريق وبحق أصبح مشكلة المشاكل، لذا لابد أن يكون هناك حزم في التعامل مع هذه الأمور، ويكون ذلك من خلال إصدار قوانين محددة يتبناها الإعلام، ولابد أن يتم الترويج لهذه القوانين تدريجيا، و بالنسبة للمظاهرات لابد أن تظهر لوائح للتظاهر ويكون في كل محافظة ميدان يكون بمثابة ساحة للتظاهر السلمي. كيف تعاملتم مع مشكلة الإشغالات وعدم استقرار الأمن؟ خلال أيام سوف ننتهي من إزالة كافة الإشغالات وقد قمنا بعمل أسواق لجمع الباعة الجائلين، وينبغي هنا أن نركز على فكرة أن بعض الباعة لايريدون أسواقًا من أساسه وكأنهم يرغبون في إشاعة الفوضى وهذه تعد بلطجة. ما رأيك فيما اقترحه البعض حول آلية اختيار المحافظ عن طريق الانتخاب؟ هذا الأمر له عيوب وله مزايا وقد يتدخل فيه فكرة القبيلة والعائلات من منطلق اختلاف وجهات النظر، ولكن اختيار المحافظ بالانتخاب سيكون أمرًا ديمقراطيا وعملًا مركزيا وإذا ما تم بالشكل السليم لن يكون لصاحب هذا المنصب قوة مضادة ، ومنصب المحافظ بالأساس خدمي وسياسي وتنفيذي ولابد أن يكون المنوط به لديه خبرة في الشئون المالية والإدارة والسياسة العامة وفى العمل الميداني. وضد أن يأتي الأشخاص بالباراشوت، فلابد أن يكون المحافظ رجل شارع ولديه من الكفاءة ما يؤهله لشغل منصبه، فمثلًا لو جئنا بقائد قوات مسلحة ليعمل كمحافظ سوف تنقله نقلة سريعة ومفاجئة إلا لو كان لديه ملكة القيادة. تخليت عن فكرة المحافظ التقليدي وخلعت البدلة هل هذه طبيعتك؟ لم تعد فكرة المحافظ التقليدي موجودة ولم أرتدِ بدلة قط حتى لا أكون مقيد الحركة لاني دائما ما أتواجد بالشارع إلا لو كانت مناسبة رسمية جدا فهنا ارتدي لها البدلة، هذه طبيعتي وأحب دائما أن أكسر أي جدار قد يعزل المواطن العادي عني، وأنا قمت بعمل نظام بونات ب25 جنيه وب50 جنيه للعمال الذين يعملون في ظروف صعبة ويتحملون المسئولية النابعة من داخلهم والرئيس كان سعيد بهذه الفكرة. ماموقفك من مثقفي الفيوم ووضعهم على خريطة الثقافة المصرية وكيفية الارتقاء بهم؟ أنا أشجع دائما الثقافة والمثقفين، وقصور الثقافة فأي مناسبة أدعمها لأني مؤمن بان العقل هو الذي يسير الأمور، فأي بلد بلا عقل تضيع فاليابان مثلا ليس بها بترول أو ثروات ورغم ذلك اهتمت ببناء العقل والفكر حتى أصبحت بها تنمية ومن أعظم القوى الاقتصادية على مستوى العالم. والاهتمام بالفكر والثقافة منطلق أساسي لأي دولة متحضرة، كان هناك مشروع منحة من هولندا لدعم الثقافة عندما بدأت عملي كمحافظ وكان ختام هذه المنحة، فقلت لسفيرة هولندا أنا سعيد وحزين في ذات الوقت: سعيد أنه مشروع نور وثقافة ولكني حزين أنى لم أحضره، وحينما انتهيت من كلامي وعدت السفيرة بمنحة أخرى وبالفعل أخذنا منحة مليون يورو لاستكمال هذا المشروع. ما مقترحاتك لحل مشكلة النظافة بالقاهرة؟ لابد أن تقسم القاهرة لمناطق لان ذلك سيحقق ثلاثة أشياء السيطرة، ومنظومة النظافة فهي تختلف من مكان لأخر فهناك شركة اسبانية تحتاج لضبط أدائها، وهناك شركة ايطالية وفى الجنوب شركة وطنية هذا التقسيم سيصحبه إدارة للمخلفات الصلبة، فالشركة الاسبانية عقدها يشمل الإدارة المتكاملة للمخلفات الصلبة لذا لابد من التفاوض معها وأخذ منها عملية الجمع على الأقل لان عندها مشاكل كثيرة ثم تقوم الهيئة بعمل مناطق لتجميع القمامة وتجلب عربات صغيرة وسيطة وتجمع القمامة من أماكن المناولة وبالفعل أنا عملت مناطق تجميع في القاهرة، فالعربات الصغيرة المكوكية تقوم بجمع القمامة وتضعها في منطقة المناولة ولو لم يوجد عربات صغيرة نأتي بعربات كبيرة متحركة تكون بمثابة الوسيط المتحرك الذي تقوم العربات الصغيرة بتجميع القمامة من المحلات وترمي فيها ثم تؤخذ القمامة وتوضع في المقالب العمومية، حتى تتم العملية كاملة بأخذ القمامة من المصدر وتصل إلى المقلب بطريقة نظيفة وغير مضرة بالبيئة، فأغلب قمامتنا عضوية تتخمر بعد فترة من الزمن والناس تعودت على أن يجيء العامل ويأخذ القمامة من أمام شقته، ثم يأتي دور الشركات الأجنبية التي تكبد الدولة 500 مليون جنيه لكنها للأسف لا تقوم بمهمتها على أكمل وجه. هذه الشركات فاشلة ويجب أن يتم تقنين أوضاعها بشكل يرضينا نحن وليس يرضى الشركات لان بها أوجه قصور خطيرة، أما بالنظر للفيوم فالوضع فيها مختلف وليس بها تراكمات نهائيا والطريق الدائري كل شهر يتم تطهيره، لكن مستوى النظافة أنا راضى عنه لأنه بالمقارنة بأماكن أخرى ومحافظات أخرى فالفيوم أفضل حالًا. الصعاب التي واجهت محافظ الفيوم في مهمة الارتقاء بالمحافظة؟ التجاوزات والبلطجة والتخريب، والمطالب الفئوية فكلها أمور تأخذ من المحافظين وقت وجهد، أيضا فكرة تسكين المستحقين بالوحدات السكنية التابعة بالمحافظة قمت بعمل مجهود كبير ودبرت أموالًا بالجهود الذاتية بها لحل مشاكل المواطنين في هذه الجزئية. ما يرفضه المحافظ من سلوكيات في الشارع المصري؟ التظاهرات ضد ما يسموه أخونة الدولة الأحرى أن نعطي فرصة للرئيس حتى يقوم بمهمة النهوض بالبلد، ولابد أن يكون هناك قرارات ثورية من الحكومة لردع المخالفين وضبط إيقاع الحياة اليومية والمتقاعس يحاسب بالقانون، فمشكلة الأمن أصبحت مشكلة سيكولوجية ولابد من وضعها في نصابها الصحيح ومحاسبة المخالفين والمتقاعسين.