◄| «عباس تشاءم من الأزرق فأصبحت العتبة الخضراء تحول ميدان العتبة بما يحتويه من محلات من مركز للتسوق لجميع الطبقات، إلى ميدان منكوب مصاب بلعنة الحرائق. وشبت حرائق متعددة في عدد من المحلات والمباني في منطقة العتبة، أولها في شارع الرويعي، وثانيها في الغورية. وتعتبر منطقة ميدان العتبة من أهم المناطق في القاهرة الكبرى حاليا أو في العصر القديم، حيث بنيت سراية العتبة منذ أكثر من 4 قرون. بداية العتبة قام ببناء سراية العتبة الحاج محمد الدارة الشرايبى شاه بالأزبكية وهو صاحب جامع الشرايبى بالأزبكية الذي يعرف باسم جامع البكري، وامتلكها من بعده الأمير رضوان كتخدا الجلفى، وبالغ في زخرفتها بعد عام 1160 هجرية أو 1747 م ثم اشتراها الأمير محمد بك أبو الدهب الذي كان اليد اليمنى للمملوك الكبير علي بك الكبير الذي استقل بمصر عن السلطنة العثمانية ثم غدر به تلميذه وقائد جيوشه أبو الدهب هذا وهو صاحب المسجد الكبير المجاور للجامع الأزهر. وتزوج محمد بك أبو الدهب محظية رضوان كتخدا صاحب البيت أو السرايا ذات العتبة الزرقاء، ثم انتقلت ملكية سراية العتبة إلى الأمير طاهر باشا الكبير الذي كان ينافس علي بك الكبير على السلطة ثم تملك السرايا قريبه الأمير طاهر باشا الذي ولاة محمد علي نظارة الجمارك واستمرت السرايا. هدم سرايا العتبة وإعادة بناءها واشتراها عباس باشا حلمي ثالث ولاة أسرة محمد علي، وهدمها ووسعها وبناها من جديد على أن تخصص لإقامة والدته أرملة الأمير طوسون واستمرت كذلك إلى زمن الخديوي إسماعيل. وعندما قرر إسماعيل تخطيط منطقة الأزبكية، قام بردم ما بقى من البركة بسبب هذا التنظيم وإن بقى منها القصر العظيم الذي أصبح مكانه المحكمة خلف دار الأوبرا القديمة وبجوار صندوق الدين الذي هو الآن مقر مديرية الصحة بالقاهرة بجوار مبنى البوسطة العمومية. قلب العاصمة الجديدة وخطط الخديوي إسماعيل لعاصمته الجديدة بإنشاء الأحياء الجديدة مثل ميدان الإسماعيلية «ميدان التحرير الآن» وجاردن سيتي والقلب التجاري بين شارع فؤاد من الشمال إلى ميدان التحرير في الجنوب ومن شارع رمسيس إلى الأزبكية شرقا، مما جعل من ميدان العتبة في مركز العاصمة. العتبة الخضراء أو الزرقاء حصلت العتبة على اسم العتبة الزرقاء في عام 1850م بسبب سرايا أو قصر طاهر باشا وهو القصر الذي آلت ملكيته لعباس الأول، وكان للقصر عتبة زرقاء فحصلت على اسم العتبة الزرقاء، وبعدما هدمها عباس الأول، أقام عتبة خضراء للقصر لأنه كان يتشاءم من اللون الأزرق فتغير أسمها وأصبح العتبة الزرقاء. العتبة.. مركز التسوق ويعتبر ميدان العتبة الخضراء من أشهر ميادين القاهرة وتم تخطيطه بصورته المألوفة الآن في عهد الخديوي إسماعيل، ومنه تتفرع عدة شوارع هامة مثل: شارع الجيش، شارع الأزهر، شارع عبد العزيز، وبالقرب منه سوق الموسكى الشهير حيث توجد العديد من البضائع، خاصة الملابس. العتبة والعيد وكان يحتفل بالأعياد في ميدان العتبة حيث يتحلى بالزينات الملونة، تتوافد عليه العائلات متوسطة الحال والفقيرة لشراء حلوى العيد من محلات «الخواجة ويلسن» التي اختفت الآن وشراء الملابس من الموسكي وسوق الكانتو ومحلات حنفي محمود الشهيرة، وكان من المألوف أن ترى بائعا يحمل عمودا طويلا علقت عليه طرابيش للبيع. العتبة .. مقياس المسافات يعد ميدان العتبة نقطة الأصل للقاهرة فمنه و إليه تقاس المسافات على الطرق السريعة من وإلى العاصمة. العتبة والزحام منذ نشأة ميدان العتبة وهو يتسم بالزحام بسبب وجود الكثير من المحلات، فلا يكاد يخلو وقت من نهار أو ليل يخف فيه زحام العتبة. العتبة والثقافة تعد منطقة العتبة مركزا ثقافيا بسبب احتواءها المسرح القومي ومسرح الطفل، وشارع محمد علي الذي يعد مركزاً لتجمع والتقاء الموسيقيين. وتضم العتبة ميدان الأوبرا وبه تمثال إبراهيم باشا نجل محمد علي، بالإضافة إلى مسجد من المساجد الأثرية بالقاهرة، بجانب سور الأزبكية وهو المكان الأشهر لتجارة الكتب والمجلات المستعملة على تنوع واختلاف مجالاتها.