أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن تنمية موارد الطاقة الأولية وحسن إدارتها من أهم ركائز المرحلة القادمة في ظل التقلبات السعرية التي تشهدها أسواق الطاقة العالمية مما قد يؤثر على الإمدادات خلال الفترة القادمة، الأمر الذي يتطلب تضافر جهود كافة الأطراف منتجين ومستهلكين لضمان أسعار عادلة تشجع على تدفق الاستثمارات واستمرار عمليات البحث والاستكشاف والتنمية، و أشار إلى أن هناك استراتيجيات متكاملة وخطط عمل بدأت وزارة البترول في تنفيذها لجذب استثمارات جديدة وذلك بدعم والتزام من الدولة باستكمال الإصلاحات الاقتصادية وتوفير المناخ المناسب للاستثمار فى مصر وهو ما يصب فى النهاية لصالح الاقتصاد القومي. جاء ذلك خلال كلمة وزير البترول أمام المؤتمر السنوي الثالث "الطاقة واستدامة التنمية" والتي إلقاها نيابة عنه المهندس محمد طاهر وكيل أول وزارة البترول . وأوضح الوزير أن قطاع الطاقة فى مصر يواجه العديد من التحديات أسفرت عن ظهور فجوة بين العرض والطلب على الطاقة بسبب تباطؤ استثمارات البحث والاستكشاف وتأخر تنفيذ عدد من مشروعات إنتاج الغاز نتيجة للظروف التي مرت بها البلاد بعد ثورة 25 يناير خاصة في ظل اعتماد مصر بشكل رئيسي على البترول والغاز الطبيعي في سد احتياجاتها من الطاقة، مشيراً إلى أن مصر تمتلك العديد من المقومات التي تؤهلها لتخطى هذه الصعاب وتحقيق نجاحات متميزة، وقد تم وضع إستراتيجية واضحة لقطاع البترول وبدأ بالفعل فى تنفيذها ، والتي تعتمد على عدة محاور, المحور الأول : تكثيف عمليات البحث والاستكشاف لزيادة احتياطيات وإنتاج الزيت الخام والغاز الطبيعي لتلبية الطلب المحلى، وذلك من خلال تشجيع وجذب المزيد من الاستثمارات بتطوير نماذج الاتفاقيات البترولية والإسراع بسداد باقى مستحقات الشركاء الأجانب المتراكمة ، حيث تم خفضها إلى النصف خلال 18 شهر. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد التركيز على طرح مزايدات دولية للبحث والاستكشاف من الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) وشركة جنوب الوادي القابضة للبترول وذلك في عدد 28 منطقة في مختلف مناطق مصر البحرية والبرية . ويتمثل المحور الثاني في الإسراع في تنمية الاكتشافات الغازية الجديدة وعلى رأسها اكتشاف ظهر العملاق والمقرر وضعه على الإنتاج في زمن قياسي بالمقارنة بالمعدلات العالمية، بالإضافة إلى تنمية مشروع حقول شمال الإسكندرية وأتول . أما المحور الثالث فيتمثل فى تطوير وتوسعة معامل التكرير لمواكبة الزيادة المطردة في الطلب المحلى على المنتجات البترولية بالإضافة إلى تحويل منطقتي السويسوالإسكندرية لتصبحا مراكز تكرير عالمية، بالإضافة إلى تطوير وتوسعة البنية الأساسية لاستقبال ونقل وتداول المنتجات البترولية ، والمحور الرابع يرتكز على تطوير صناعة البتر وكيماويات بما يساهم فى تعظيم القيمة المضافة، و يتمثل المحور الخامس في إدارة الطلب على الطاقة من خلال ثلاث عناصر رئيسية هى إصلاح الدعم وتنويع مزيج الطاقة وتبنى خطط لترشيد وتحسين كفاءتها ، وفى هذا الصدد أوضح الوزير أن تحقيق أمن الطاقة يعتمد أيضا على تنويع مزيج الطاقة، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على خطة متكاملة للوصول إلى مزيج للطاقة أكثر توازنا واستدامة خلال العشر سنوات القادمة ، هذا بالإضافة إلى وضع خطة قومية وبرامج لترشيد وتحسين كفاءة الطاقة في توليد الكهرباء والصناعة وباقي الاستخدامات بهدف تحقيق وفر في الاستهلاك في حدود 15% على مدار خمس سنوات. وأضاف أن هناك محور سادس تسعى مصر لتحقيقه يستهدف تحويل مصر إلى مركز محوري لتجارة وتداول الطاقة وذلك من خلال الاستفادة بموقعها الاستراتيجي الذي يتوسط كبار منتجي ومستهلكي الطاقة ويمر عبرها طرق التجارة البحرية الدولية، بالإضافة إلى توافر البنية الأساسية وعلى رأسها قناة السويس أهم ممر ملاحي عالمي وخط أنابيب سوميد وخطوط شبكات البترول والغاز وتسهيلات إسالة الغاز والطاقات المتاحة بمعامل تكرير البترول بالإضافة إلى مشروعات الأرصفة البحرية الجديدة في العين السخنة التي يتم تنفيذها حالياً.