لم يتوقع أن يجد نفسه أمام قطار محمل بالسولار وأحد عرباته مشتعلة ومهددة بالانفجار، ويقرر التدخل لإنهاء الكارثة قبل حدوثها إلا إذا كان بطلاً يتحلى بكل سمات الشجاعة. أحمد فضل رفاعي، ناظر محطة سمالوط، أو "البطل" كما أطلق عليه أهالي مركز سمالوط بالمنيا، نجح في إنقاذ المركز من كارثة محققة، عقب اشتعال النار في عربة بقطار محمل بالسولار كانت داخل المحطة. ناظر المحطة لم يكن يبحث عن البطولة أو الثناء من المسئولين، بل كان يبحث عن مستشفى تعالج الحروق التي أصيب بها نتيجة الحادث، فلم يجد من يستقبله للعلاج، كما أهمله المسئولين بالمحافظة وبعد مرور يومين على الحادث زاره رئيس مجلس مدينة سمالوط. «بوابة أخبار اليوم» التقت أحمد فضل رفاعي أحمد، داخل حجرته التي يرقد فيها بمستشفى التأمين الصحي بالمنيا، ويحكي أحمد فضل، الواقعة قائلاً: "القطار وصل سمالوط واضطر للتوقف بسبب قطار آخر أوشك على الوصول لكن لم ترد إشارة له فاضطر سائق القطار للتوقف خوفاً من الاصطدام بالقطار الآخر". ويستكمل حديثه قائلاً: "أثناء توقف القطار لاحظت نشوب النار في عربة بالقطار، فلم أدري بنفسي إلا وأنا أتوجه إلى القطار، وطلبت من السائق سحب الجزء الأمامي، وبمساعدة الآخرين قمنا برفع القاطرة المشتعلة، وأثناء رفعها تطاير علينا كتل مشتعلة من النار لكن كان لازم العربية تنفصل عن باقي القطار لأنها كانت تحمل 40 طن سولار كفيلة إنها تدمر المركز". وتابع فضل: "محستش بالنار وهي تأكل في جسدي إلا عندما عدت إلى المنزل فأخدت -توك توك- وحدي إلى مستشفى سمالوط في قلوصنا، لكن الطبيب قالي مالكش علاج هنا، فطلبت منه سيارة إسعاف، وبالفعل وصلت سيارة الإسعاف وتم نقلى إلى مستشفى المنيا العام، ولكن عند وصولي انتظرت أكثر من ساعتين ونصف ومحدش سأل فيا، وسألت على مدير المستشفى قالولي مش موجود". واستطرد قائلاً: "لم أجد أمامي إلا الذهاب لمستشفى التأمين الصحي وهناك تم اسقبالي للعلاج، وكان أحد الأطباء قبل خروجي من مستشفى المنيا العام صرف ليّ مراهم للتعامل مع الحروق لحد ما أروح مستشفى التأمين الصحي". ويكمل أحمد فضل حديثه قائلاً: "وزير النقل اتصل بيا ليطمئن على حالتى الصحية، والمحافظ مسألش فيا ولا حتى بتليفون، ومخدتش مكافآت من حد، ومطلبش من حد مكافأت". ومن جانبه، أجرى اللواء جمال مبارك، رئيس مجلس مدينة سمالوط، زيارة للمريض داخل المستشفى وقدم له علبة شيكولاته. وقال اللواء جمال مبارك، إن ما قام به أحمد هو عمل بطولي يستحق التحية والتقدير، لأنه أنقذ مركز بأكمله من كارثة محققة، وأنه لم يكن يعرف بهذا العمل البطولي إلا بعد النشر عنه. كما زارته الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة للاطمئنان على حالته الصحية، وأثناء حديثه معها قال أحمد فضل أنه "شاف المر" في المستشفى العام، وهو ما ردت عليه وكيل الوزارة بأن هذه الواقعة هي محل تحقيق. فيما أكد الدكتور حسن محمود، مدير مستشفى التأمين الصحي بالمنيا، أن الحالة الصحية مطمئنة، ولكن معالجة الحروق تأخذ بعض الوقت، مؤكدًا أن المستشفى استقبلت المريض وقامت على الفور بالإجراءات الطبية اللازمة.