ضاقت به سبل الحياة التي يئس من تلاطم أمواجها، واعتقد أن في الموت راحة له، ويترك زوجته ورضيعته ابنة ال 8 أشهر تذيقان مرارة الفراق، ولم يعلم بأن الذنب سوف يثقل كاهله أمام خالقه. عادت الزوجة تحتضن رضيعتها الصغيرة، التي أصابها الفزع وأطلقت صرخات ضعيفة كادت أن تفجر رئتيها عندما اخترق سمعها صرخات مدوية أطلقتها الأم وبعض الجيران عندما وقعت أعينهم على الزوجة الذي يتدلى جسده من أعلى سقف الغرفة بعد أن قام بشنق نفسه. تجمعت النساء يتشحن بثيابهن السوداء، وسط دموع وكلمات التعاطف للزوجة، التي نست رضيعتها التي كادت أن تلفظ أنفاسها أيضاً من شدة البكاء والهلع الذي أصابها، بينما تهرول إحدى السيدات في محاولة لإنقاذ الرضيعة خوفاً عليها وهمت بإطعامها. جلست الزوجة أمام وكيل أول نيابة حلوان محمد عبد البصير الذي باشر التحقيقات بإشراف المستشار إسلام سرور رئيس النيابة تروي فجيعتها وبدموع منهمرة قائلة: "الله يسامحه ويغفر له" لقد كان بصحة جيدة وطبيعة عمله تحتاج إلى عضلات وصبر وجلد. حيث كان يعمل "حداد" وبعد زواجنا أنجبت رضيعتي ابنة ال 8 أشهر بدت عليه علامات المرض والإرهاق، وتبين أنه أصيب بمرض القلب، ولم يعد يتحمل مزاولة المهنة، ومكث بالمنزل لعدة شهور لم يقدر على فعل أي مجهود، حاولت التقرب إليه في محاولة لإقناعه بأن ذلك قضاء الله وقدره ولن ينسانا، لكنه كان دائم التفكير والبكاء خاصة أثناء مساعدة أشقاؤه وأفراد عائلته لنا بمبالغ زهيدة فهم أيضاً أصحاب مهن ورزق اليوم بيومه، ازدادت حالته النفسية سوءاً، ورفض الطعام والشراب، وبعد عودتي من الخارج لشراء بعض العصائر له فوجئت به معلق بسقف الغرفة وجسده يتدلى بعد أن تمكن من شنق نفسه. وأوضحت الزوجة في أقوالها بأنه ليس له أية عداءات مع أحد. وصرح وكيل النائب العام بدفن جثة الزوج المنتحر بعد العرض على الطب الشرعي لبيان ما إذا كان هناك شبهة جنائية، وسرعة تحريات المباحث حول الواقعة، بينما غادرت الزوجة غرفة التحقيقات وسط كلمات التعاطف والمواساة وبلسان حال تقول" ربنا يتولاني أنا وبنتي".