قال د. خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أنه ينبغي علينا أن نحترم الاختلاف الذي قدَّره الله بين الناس، ونعده بابًا للتنوع الثقافي والتكامل الديني والمعرفي، ونعتقد أن المذاهب الإسلامية مظهر لرحمة الله تعالى بخلقة ما تمسك أصحابها بآدب الاختلاف وأصوله، مع الإقرار بأَنَّ الدين فوق المذاهب والأيدلوجيات، ونجزم بأن الدين الإسلامي ليس حكرًا على مشروع خاص لجماعة ولا تنظيم، وإِنَّما هو رحمة الله للعالمين أجمعين. و أكد "عمران" خلال كلمته التي ألقاها في ختام سلسلة المحاضرات التي نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر بعنوان "الفتوي في بلاد الغرب" للطلبة الوافدين، أن الحفاظ على الأسرة التي هي نواة المجتمع السليم وصلة الأرحام واجب وضرورة للحفاظ على المجتمعات والعلاقات الإنسانية الرشيدة. وأشار عمران، أن حب الأوطان من الإيمان؛ فالمسلم ساعٍ لنفع وطنه وخدمته وهو عنصر فاعل في تنميته والرقي به، ملتزم بواجباته تجاهه ويتمتع بحقوقه على أرضه , وأن احترام الدساتير والقوانين المحلية والالتزام بالمعاهدات والمواثيق الإنسانية من الوفاء المأمور به شرعا وطبعا وخلقا. و أشار أننا علينا أن نسعى -كمسلمين- في دعم الاستقرار الوطني والعالمي، مؤكدا أن كل يد تسعى في إرجاف أو زعزعة الأمن والسلم المجتمعيين، داخل الوطن وخارجه يد دخيلة على الإسلام بل على الأديان جميعًا وأكد عمران، أننا نؤمن بأن الجهاد الحق وسيلة للتعمير والتزكية ومفهومه يمتد ليشمل كل جهد نبيل لتحقيق هذه المقاصد ولا يقتصر على القتال الحربي، والقتال بحق بشروطه وضوابطه منه وليس كل مفهومه , وإعلان الحرب قرار لا يكون إلا من قِبَل دولة، وبشروطه وظروفه التي تعارف عليها العالم في مواثيقه وعهوده ويكون دفاعا عن حق أو وطن. و اختتم عمران المحاضرة بقوله " أن الجانب الأخلاقي هو الجانب الأعظم من الدين الإسلامي , لا يحق لأحد أن يتجاوزه أو يختزله أو يتحايل عليه , و أن الوفاء بالعقود والعهود واجب شرعي؛ فلا يجوز لمسلم أن يأخذ إذنا من دولة أو مكان بدخوله ثم يخون عقده فيسعى في تخريب أو تفجير."