أطلق وزير الصحة والسكان د.أحمد عماد الدين راضي، السبت 9 أبريل، مبادرة مصريون أصحاء تحت شعار "إيدك معانا". تهدف مبادرة "إيدك معانا" لتطوير منظومة العلاج على نفقة الدولة وتحسين خدماتها العلاجية المقدمة للمرضى وخاصة مرضى الأورام ، وتشمل المبادرة الإكتشاف المبكر للأورام . وأوضح الوزير أن من أهداف المبادرة تطوير منظومة العلاج على نفقة الدولة وتدريب شباب الأطباء على بروتوكولات العلاج لأورام الكبد، والقولون، والمستقيم، والرئة ، والبروستاتا والمثانة، بالإضافة إلى تدريب العاملين على التسجيل الالكتروني لطلبات علاج الأورام لاختصار وقت إصدار وتنفيذ القرار، بالإضافة إلى تدريب الكوادر على قاعدة بيانات مرضى الأورام المعتمدة من منظمة الصحة العالمية لدعم التسجيل القومي للأورام بما يتوافق مع النظم المعتمدة دوليا. وأضاف الوزير أنه تم اعتماد بروتوكلات جديدة لعلاج الأورام من خلال اللجنة العليا للأورام بالمجالس الطبية المتخصصة لعلاج أورام الثدي ، والأورام الليمفاوية وسرطان الكلى، وكل هذة البروتوكولات الجديدة ترتكز على العلاج الكيماوي الموجه. وأشار وزير الصحة إلى أن منظومة العلاج على نفقة الدولة تمثل المصدر الوحيد لملايين المرضى المصريين غير القادرين على تحمل تكاليف العلاج، خاصة مرضى الأورام بسبب تكلفة العلاج المرتفعة والتي تمتد لفترة زمنية طويلة، لافتا إلى أن خدمات منظومة العلاج على نفقة الدولة شهدت تحسنا ملحوظا في الفترة الأخيرة بعد تطبيق نظام الشبكة الإلكترونية مما ترتب عليه تقليل الفجوة الزمنية لصدور القرارات العلاجية، وسبق ذلك تفعيل خدمة الفيديو كونفرانس، والرسائل النصية لمتابعة حركة قرارات العلاج من قبل المرضى. وأضاف أنه تم التوسع في خدماتها بعد توقيع بروتوكول لضم المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لوزارة الدفاع لمنظومة العلاج على نفقة الدولة لتقدم خدماتها لمرضى الأورام. وقال إن مبادرة أيدك معانا خرجت إلى النور لاستكمال الرغبة الملحة في استمرار تطوير تلك المنظومة الهامة والحيوية، حيث صدر ٢ مليون و ١٧٥ ألف قرار علاج على نفقة الدولة للمواطنين عام ٢٠١٥، واستفاد من تلك القرارات مليون و ١٥٣ الف مريض، بتكلفة بلغت ٤ مليار و ٣٢٢ مليون جنيه تقريبا، وشمل ذلك علاج أمراض العيون، والمسالك، والعظام، والعصبية، والجلدية، والجراحات، والباطنة، والأورام، وأمراض الدم. ومن جانبه أوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان د.خالد مجاهد أن المبادرة تهدف إلى تحسين سرعة إصدار قرارت العلاج على نفقة الدولة لمرضى الأورام والوقوف على كل ما يتسبب في تأخيرها، وكذلك تحسين جودة الخدمة المقدمة للمرضى، وخلق آلية معلنة لتقييم أداء الأطباء والموظفين الاداريين القائمين على علاج شئون المرضى. وأشار إلى أن المبادرة بدأت بدراسة ميدانية لمجموعة من مستشفيات الأورام في مختلف محافظات الجمهورية من خلال إجراء مقابلات واستقصاء مع الإداريين القائمين على استكمال ملفات المرضى وإرسالها واستلامها من وإلى المجالس الطبية المتخصصة، بالإضافة إلى إجراء مقابلات مع الإداريين القائمين على إصدار قرارات العلاج داخل إدارة المجالس الطبية المتخصصة ؛ وقد تم استطلاع آراء الموظفين عن طبيعة عملهم والتحديات التى يواجهونها ومقترحاتهم لتطوير الآداء وتحسين عمل المنظومة وتخفيف الأعباء على المرضى. وأكد أن هذه الدراسة أظهرت عدد من التحديات أهمها عدم الدراية الكافية للموظفين بالشق الإداري لإجراءات إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة، وعدم وجود وسائل فعالة للتواصل بين المستشفيات والمجالس الطبية المتخصصة، وعدم وجود حوافز مالية ومعنوية للمكافئة عن حسن الأداء بالإضافة إلى أن بيئة العمل بشكل عام غير مناسبة للعمل ؛ أما من جانب الأطباء فكانت أهم التحديات عدم الدراية الكافية بالبروتكولات العلاجية التي أقرتها المجالس الطبية المتخصصة وعدم تفعيل اللجنة الثلاثية بالشكل المطلوب والذي ينتج عنه الكثير من الاخطاء التشخيصية والادارية. وأكد مدير المجالس الطبية المتخصصة د.تامر حامد أنه في ضوء تلك التحديات التي تواجه المنظومة، برزت محاور المبادرة الثلاثة التي ترتكز على التدريب المستمر من خلال تدشين برنامج تدريبي متكامل للموظفين يراعي مستواهم التعليمي ويهدف إلى تطويرهم مهنيا ومهاريا ويقدم الحلول المتاحة للمشكلات التي تواجههم ، ويتوازى ذلك مع تدشين برنامج أخر لتطوير مهارات الأطباء الشخصية ومعرفتهم بمنظومة العلاج على نفقة الدولة بحيث يتم إجراء 8 لقاءات سنوية للأطباء و 8 لقاءات سنوية للموظفين. ولفت حامد إلى أن المحور الثاني هو الإشراف والرقابة والتواصل المستمر حرصا على ضمان كفاءة البرنامج التدريبي ، حيث تم تكوين فريق خاص لزيارة المستشفيات ومتابعة العمل والإشراف على التطوير المطلوب لراحة المرضى، ويقوم الفريق بالتواصل المستمر مع الأطباء والإداريين والمجالس الطبية المتخصصة لتسهيل التواصل وسرعة اكتشاف الأخطاء وتحفيز الأداء، وعرض النتائج التي يتوصلوا إليها في كل لقاء تدريبي لتبادل الخبرات وتوضيح ما يجب فعله في المواقف المختلفة، ولمكافأة المتميزين في الأداء. وتابع أن المحور الثالث يصب في التحفيز والتقييم نظرا لأهمية الدور الذي يقوم به الأطباء والموظفين وللضغوط التي يتعرضون لها أثناء أداء عملهم الشاق، فقد تم اقتراح العديد من الحوافز المعنوية والمادية لتحفيز الموظفين والأطباء لأداء عملهم بشكل أفضل ولتشجيع التعامل الجيد مع المرضى ، بالإضافة إلى تحديد مؤشرات واضحة لتقييم الأداء للجميع، وعمل إحصائيات شهرية، ورفع تقارير الأداء لإدارة المجالس الطبية المتخصصة لمكافأة المتميزين ومحاسبة المقصرون والعمل على إحداث مستوى التطوير المطلوب. وأوضح رئيس المجالس الطبية أنه بناء على المحاور الثلاثة للبرنامج تم تحديد أهداف رئيسية لتحقيقها بنهاية المبادرة ترتكز على تحقيق مستوى أعلى من رضا المرضى عن الخدمة المقدمة لهم وقياس ذلك عن طريق استبيانات دورية على عينات من المرضى، وتشجيعهم لإبداء أرائهم الصادقة عن طريق وسائل متعددة، وتحسين سرعة إصدار قرارت علاج مرضى الأورام على نفقة الدولة وتقليل نسبة الرفض الناتجة عن الأخطاء الفنية والتشخيصية والإدارية، وخلق بيئة عمل صالحة بين الأطباء والموظفين قائمة على أساس من التعاون والتكاتف لخدمة المرضى ؛ وإنشاء نظام واضح لتقييم أداء كل من الأطباء والموظفين ومكافآة المتميزين ماديا ومعنويا. وحول برنامج الاكتشاف المبكر للأورام أوضح مساعد وزير الصحة للطب العلاجي د.هشام عطا أنه تم تحديد أهم ٥ أنواع من أمراض الأورام للبدء بهم في المرحلة الأولى من البرنامج وتسمل أورام القولون، والثدي، والرئة باعتبارها أعلى ثلاثة أمراض سرطانية ذات التأثير الاقتصادي الصحي عالمياً، وأضيف لهم أورام البروستاتا والمثانة لما تمثل من مشكلة صحية في محافظات الدلتا. وتابع د.عطا:"قمنا باتخاذ العديد من الخطوات التنفيذية ، حيث تم تشكيل هيكل فني للمشروع ثم تم تقسيم الجمهورية إلى مرحلتين مدة كل مرحلة 6 شهور ، وجاري تكوين فريق من 10 أفراد برئاسة أحد أساتذة أو استشاريي الأورام من المحافظة ليكون مسئولا عن كافة الخطوات التنفيذية والفنية في نطاق محافظتة ، وكذلك التتسيق مع إدارة المشروع ، كما قمنا بتصميم نماذج الكترونية وورقية لتجميع البيانات المطلوبة بناء على أحدث المراجع العلمية ، وجاري التنسيق والاتفاق مع المختبرات العلمية لإجراء التحاليل المطلوبة.