استبقت الخارجية الإيطالية، الثلاثاء 5 أبريل، زيارة وفد قضائي وأمني مصري إلى روما لتقديم آخر ما تم التوصل إليه في قضية الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، بالحديث عن اتخاذ إجراءات فورية ضد مصر، وهو ما قابلته القاهرة بعدم التعليق على تصريحات الجانب الإيطالي. وقال وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلونى، في أول رد فعل رسمي أمام البرلمان: "إذا لم يطرأ تغير في المسار الذي تتخذه السلطات المصرية فإن الحكومة مستعدة للتصرف واتخاذ إجراءات ستكون فورية وملائمة". وذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن إيطاليا ستتخذ إجراءات ضد مصر إذا لم تتعاون الحكومة المصرية بشكل كامل في الكشف عن الحقيقة وراء مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وامتنعت وزارة الخارجية، عن التعقيب على تصريحات وزير الخارجية الإيطالي المتعلقة بالشاب جوليو ريجيني، ووصفتها بأنها تزيد من تعقيد الموقف، لاسيما وأنها تأتي قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لإطلاع الجانب الإيطالي على ما وصلت إليه التحقيقات. جاء ذلك ردا على استفسار عدد من المحررين الدبلوماسيين حول تعقيب مصر على التصريحات التي أدلى بها وزير خارجية إيطاليا أمام مجلس الشيوخ الإيطالي، الثلاثاء 5 إبريل، بشأن حادث مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني. وعلق المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأنه نظرا للعلاقات القوية والمتشعبة والتاريخية بين مصر وإيطاليا على المستويين الرسمي والشعبي، وما شهدته الفترة الأخيرة من تنسيق بين الجانبين بشأن متابعة مسار التحقيقات، انتهاءً بزيارة النائب العام الإيطالي إلى مصر في منتصف الشهر الماضي وتأكيد الجانب المصري خلال الزيارة على التزامه بالتعاون الكامل مع الجانب الإيطالي في هذه القضية، فإننا نمتنع عن التعقيب على هذه التصريحات التي تزيد من تعقيد الموقف، لاسيما وأنها تأتي قبل يوم واحد من وصول فريق المحققين المصريين إلى إيطاليا لاطلاع الجانب الإيطالي على كافة ما وصلت إليه التحقيقات. ويغادر القاهرة غدًا الأربعاء 6 أبريل، وفد من أعضاء النيابة العامة متوجهاً إلى روما، برئاسة المستشار مصطفى سليمان النائب العام المساعد، ووفد من رجال الشرطة المكلفين بالتحقيق في قضية مقتل المواطن الايطالي جوليو ريجيني، وذلك لاستعراض ما آلت إليه التحقيقات التي تجريها النيابة العامة المصرية في تلك القضية. تأتي زيارة الوفد المصري في إطار التعاون الايجابي بين النيابة العامة المصرية والنيابة العامة الايطالية، وتنفيذًا لما تم الاتفاق عليه بين النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، و نظيره الايطالي "جيوسبي بينياتوني" في زيارته الأخيرة للقاهرة . وعلمت «الأخبار» أن وفد النيابة العامة المصري شمل عددًا من أعضاء المكتب الفني للنائب العام الذين أسند إليهم مهمة تكملة التحقيقات في واقعة مقتل الايطالي "ريجيني" وتجميع كافة خطوط الجريمة لديهم بعد أن تشعبت التحقيقات لدى 3 نيابات عامة وهي نيابة حوادث جنوبالجيزة، وشرق القاهرة الكلية، ونيابة شبرا الخيمة. وحول رد فعل السياسيين على أزمة مقتل الطالب الايطالي جوليو ريجيني، استنكر النائب محمد بدراوي رئيس الهيئة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية إجهاض رئيس البرلمان الدكتور علي عبد العال لطلب الإحاطة الذي تقدم به في هذا الخصوص. وأضاف بدراوي: "فوجئت برفض الدكتور عبد العال لمناقشة الطلب العاجل بحجة أن الموضوع حساس ولا ينبغي طرحة للنقاش في جلسة عامة وكأنة يطالبني بالصمت تجاه أهم قضية مطروحة للرأي العام وتهدد بمخاطر تمس علاقات الدولة المصرية مع دولة صديقة هي إيطاليا". وتساءل بدراوي: "لا أدري لماذا الصمت؟!.. فإذا لم يتكلم مجلس النواب فمن إذًا يتكلم؟!.. في الوقت الذي نواجه فيه هجوما عنيفا قادما إلينا من الخارج خاصة من البرلمان الأوروبي ومجلس الشيوخ الإيطالي، بالإضافة إلى الجماعات المتربصة بالدولة في الداخل والخارج"، مشددًا على أن الاتهامات توجعنا والتشكيك في مؤسسات الدولة يؤلمنا وللأسف نحن صامتون بحجة أن الموضوع حساس. وشدد بدراوي على أن البلد تمر بظروف حساسة المخرج الوحيد منها هو الشفافية والوضوح لا الغموض والتكتيم، مضيفاً جريمة مقتل ريجيني جريمة جنائية تحدث في كل بلدان الدنيا وإذا كان لدينا مخطئ فلن يعيبنا أبدا أن نقدمه للعدالة، أما التعتيم وكتم صوت نواب البرلمان هو العيب والعار بعينة. وأكد المستشار أحمد الفضالي، رئيس تيار الاستقلال، أنه على ثقة تامة في قدرة وفد المحققين المصريين المسافر إلى إيطاليا هذا الأسبوع على كشف حقيقة وغموض مقتل الشاب الإيطالي ريجيني في القاهرة. وأوضح "الفضالي"، في تصريحات صحفية اليوم، أن العلاقة بين مصر وإيطاليا عميقة وقوية، مشددا على حرص القاهرة إظهار الحقيقة كاملة أمام الجانب الإيطالي حتى لا تتزايد الشائعات والتكهنات والتأويل غير الحقيقي. وحذر رئيس تيار الاستقلال من استمرار استغلال الإخوان وأبواقهم الإعلامية للحادثة وبالتالي التأثير على سير التحقيقات وزرع أفكار مسمومة لدى الجانب الإيطالي، منوها إلى أن وفد المحققين الذي سيضم قاضيين وثلاثة عناصر أمن قادر على استعادة الثقة المفقودة مرة أخرى والرد على كل الأكاذيب وتقديم المتهم الحقيقي للعدالة. وكان ريجينى قد اختفى من شوارع القاهرة في 25 يناير وعثر على جثمانه وعليها آثار تعذيب في حفرة على مشارف القاهرة في الثالث من فبراير.