صحيح أن التمثال نسخة مقلدة.. لكن واقعة اختفائه، تفتح العديد من الأسئلة حول صيانة الجمال، والمحافظة علي الشكل الحضاري في المدن المصرية... اختفاء تمثال «كاتمة الأسرار» لمحمود خليل من فوق قاعدته، بالحي اللاتيني بمنطقة الشلالات بالأسكندرية أول أمس، حادث غير عادي، أو ينبغي أن يكون كذلك... في البداية أبدي الجميع الدهشة والمفاجأة، ثم صرح رئيس حي شرق (علي مرسي): أن التمثال تعرض لانهيار بفعل عوامل التعرية، التي أحدثت كثيرا من الشروخ والكسور، وسبق أن طالب الحي رسميا من كلية الفنون الجميلة ترميم التمثال، لكنها تقاعست عن الإستجابة!!.. ويضيف السيد رئيس الحي.. كما أن التمثال ليس أثريا، ولكن هو نسخة مقلدة من التمثال الأصلي، الذي نحته محمود مختار 1926 والموجود حاليا بمتحف مختار بالقاهرة!! اختفاء التمثال (المقلد، المنسوخ، المشروخ، المهدم) هو موضع سؤال، وينبغي أن يكون موضع تحقيق أيضا.. فكيف تترك التماثيل علي هذه الصورة من الإهمال دون رعاية وصيانة، إلي حد الكسور والشروخ وتساقط أجزائها؟ والسؤال أيضا: أين هي الأجزاء المتساقطة من التمثال ؟ والي أين ذهبت؟ مرة أخري نجدنا أمام سؤال التنسيق الحضاري ودوره، وأمام مسئولية وزارة الثقافة وقطاع الفنون التشكيلية.. طوال العام الماضي كان الحديث المتكرر حول التماثيل المشوهة والقبيحة، التي وضعت في ميادين مدن ومحافظات مصر.. بعضها تمت إزالته، والبعض الآخر تم ترميمه... اختفاء تمثال «كاتمة الأسرار» والإهمال الذي وصل إليه، يعاود فتح ملف التماثيل الموجودة في الشوارع والميادين، كيف تتم العناية بها والمحافظة عليها وصيانتها؟ وما هي الجهة المسئولة عن ذلك؟ وكيف تقوم بدورها؟