"مصر عمقنا الاستراتيجي .. عبد الناصر وراء خروجنا للعصر الحديث".. "عاصفة الحزم أوقفت الانقلاب ".. هكذا قال عزالدين الأصبحي وزير حقوق الإنسان في حكومة خالد بجاح اليمنية الحلية في حواره الذي ينشر كاملا ب"جريدة الأخبار " الأربعاء 2 مارس .. وإليكم جزء من الحوار . بداية حدثنا عن التطورات على الأرض في اليمن؟ هناك تطور إيجابي حقيقي على مختلف الجبهات سواء العسكرية أو السياسية ،فعلى الصعيد العسكري هناك تحولات جذرية في العمليات العسكرية في اليمن ففي مناطق الشرق الشرعية استطاعت تحقيق انجازات كبيرة،وهناك انتصارات جدية وقوية على حدود محافظات«صنعاء ونهم» ستعمل على تغيير المعادلة العسكرية في القريب العاجل. أما تعز فهي مفرق أساسي في العملية كلها على الصعيد السياسي،وعلى الصعيد العسكري، المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح تعتبران تعز قلب الثورة والمطالبة بالتغيير الذي حدث في 2011وبالتالى تعمل على كسرها،بالإضافة إلى أن مليشيات الحوثي وصالح تنظر إلى تعز على أنها تشكل المشروع الوطني الجامع الذي يستطيع أن يقدم مشروعا على مستوى اليمن،وبالتالي لديهم نظرية تقول يجب كسر هذه المدينة،وكسر هذا المشروع مبكرا،وأستطيع أن أقول إن هذا الأمر لم يعد ممكنا فتعز انتصرت بصمودها خلال 9أشهر،وتعز الآن تنتصر ل 2011،وخلال الأيام القادمة سنشهد تحولا كبيرا على الأرض . على الصعيد السياسي تأكد مرة أخرى الإجماع الدولي على القضية اليمنية،وهذا يعزز أن هناك إرادة إقليمية ودولية لإعادة الشرعية والقانون في اليمن. تحدثت عن إجماع دولي على القضية لكن هذا غير مترجم على الواقع أو بصورة فعلية لماذا؟ أنا معك في مسألة المفارقة القائمة بين استمرارية الإجماع الدولي من أجل القضية اليمنية لأنها قضية منصفة،وبين أن الإرادة الدولية لتنفيذ القرارات ليست في المستوى المطلوب. ربما هناك كثير من التحديات فالعالم يمر بكثير من حالات التقاطع والعنف على المستوى الدولي،فهناك أكثر من ملف ساخن على مستوى المنطقة والعالم يظلم معه القضية اليمنية العادلة بأن تتقاطع المصالح هنا وتتقاطع هناك،وهذا أثر على اليمن بشكل كبير لأن كثيرا من الدول تغض الطرف ولا تقوم بالدور الإنساني والقانوني الكبير المطلوب منها لأن لديها مصالحها ورؤيتها،ولها نظرتها أو حساباتها مع الغير في ملفات أخرى فننظلم نحن بهذا الأمر. هذه التقاطعات الدولية والإقليمية أثرت على الملف اليمنى لكن من وجهة نظري فأنها تظل أيضا محدودة إذا استطعنا تغييرا جذريا على الأرض سيتغير الموضوع في هذا الأمر . ونحن نناشد المجتمع الدولي أن تكون إرادته أكبر وبما يتلاءم مع الإجماع العالمي، وأتمنى أن يدرك الجميع أن استقرار اليمن ضمن إرادة دولة سريعة بإلغاء الانقلاب وعودة الشرعية هو من أجل الاستقرار الأمني الإقليمي والدولي ، وليس فقط اليمنى. مر عام على انطلاق عاصفة الحزم هل ترى أنها نجحت في جني ثمارها والمرجو منها أم فشلت؟ من حيث وقف الانقلاب وتماديه اعتقد أن هناك نجاحا كبيرا، دعني أذكر بنقطة هامة جدا في مارس 2015 عندما قامت القوى الانقلابية بالسيطرة على صنعاء وعلى القاعدة الجوية استخدمت الطيران في ضرب قصر الرئاسة في عدن، وطاردت رئيس الجمهورية بقصف جوى فكان خروج الرئيس هادى إلى حضرموت ثم إلى عمان ومنها إلى الرياض،فكان التدخل العربي بناء على دعوة الرئيس فتم التدخل بشكل سريع، وتم إخراج سلاح الجو منذ اللحظات الأولى من يد المليشيات المسلحة ،لنتخيل أن هذا السلاح لايزال بيد المليشيات وهى تقصف تعز وعدن وبقية المحافظات. وماذا عن التواصل مع الجانب المصري؟ مصر بالنسبة لنا هي العمق الاستراتيجي لليمن في كل المحطات المهمة للتاريخ اليمنى المعاصر كان الدور المصري إيجابيا،فمصر لم تقدم السلاح فقط ولكن التعليم والصحة والخدمات وكان أول خروج لليمن إلى العصر الحديث بمساعدة مصر عبدالناصر مصر التي قدمت لنا كافة أنواع الدعم والعون على كافة الأصعدة المختلفة ولا يمكن إنكار دورها. القمة العربية ستعقد في نهاية الشهر المقبل ماذا ستطلبون منها؟ التحالف العربي وما قدمه لليمن يشكل خطوة إيجابية لإعادة إحياء فكرة المشروع العربي الذي يقوم على ضرورة إيجاد تحالف حقيقي يحمى المصالح الإستراتيجية ويعيد الاعتبار لفكرة العرب. وماذا عن انضمامكم لمجلس التعاون الخليجي؟ - اليمن جزء لا يتجزأ من الخليج والأحداث الأخيرة أكدت أنه لا استقرار بالمنطقة إلا بالتلاحم الحقيقي بين اليمن والخليج.