بدأت تشوب العلاقات السعودية اللبنانية الكثير من التوترات خلال الفترة الماضية، لم تفصح السعودية عن غضبها من الحكومة اللبنانية وقراراتها أو مواقفها علي الملأ، لكنها تذمرت. وكان أبرزها عندما امتنعت لبنان علي التوقيع علي مذكرة من 12 نقطة لوزراء خارجية "التعاون الإسلامي"، تدين الموقف الإيراني من الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية بإيران، وتؤيد موقف السعودية، هذا بالإضافة إلي كثرة نفوذ حزب الله في لبنان. حرمان لبنان السعودية أصدرت الجمعة 19 فبراير، قرارا، بحرمان لبنان من مساعدات تسليح للجيش ب 3مليار دولار، وأوقفت ما تبقى من مساعدة مقررة بمبلغ مليار دولار لقوات الأمن الداخلي اللبناني. وقالت وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنها قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان "بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة"، لتتباين الآراء حول السبب الحقيق وراء قرار السعودية بحرمان لبنان من المساعدات. وصف مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير العسكري اللواء نبيل فؤاد، في تصريح خاص ل«بوابة أخبار اليوم»، قرار السعودية بوقف مساعدات تسليح الجيش اللبناني بأنها وسيلة من وسائل الضغط علي اللبنانيين في اختيار الرئيس، موضحا أن القرار جاء نتيجة للتوجه اللبناني بترشيح ميشال عون للرئاسة اللبنانية، وإعطاء سمير جعجع صوته لميشال عون، مما وضع العلاقات السعودية اللبنانية علي حافة الهاوية، لوجود علاقة وطيدة تربط بين "عون" و"حزب الله". ألم عدم الموافقة وأشار رئيس تيار المستقبل اللبناني سعد الحريري، في تصريح له، أن قرار السعودية جاء نتيجة لحجم الألم الذي وقع جراء اتخاذ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل قرار يجافي المصلحة اللبنانية والإجماع العربي "بعدم موافقته على قرارين عربي وإسلامي يدينان الهجوم الإيراني على السفارة السعودية في طهران". "رأت السعودية أن تأثيرها بدأ يتقلص من الحياة السياسية الداخلية للبنان فأرادت أن تضغط بشكل غير مباشر"، هذا ما قاله الخبير العسكري اللواء محمد علي بلال، واصفا بذلك السبب الذي دفع السعودية لوقف مساعدات تسليح الجيش اللبناني. وأضاف، أن السعودية لا تؤيد أي شخص يتبع حزب الله يكون رئيسا للجمهورية اللبنانية، وتريد أن يكون لها اليد في اختيار رئيس الجمهورية، كما جاء ترشيح سمير جعجع لرئيس التغير والإصلاح ميشال عون لرئاسة لبنان علي غير هوي السعودية. بينما قال الإعلامي السوري، فيصل القاسم، في تغريده له علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، إن "حرمان السعودية للبنان من ثلاثة مليارات دولار للجيش اللبناني ومليار لقوى الأمن الداخلي يأتي في وقت يعاني فيه حزب الله ضائقة مالية لم يسبق لها مثيل". ظروف اقتصادية صعبة وأيد الخبير بالعلاقات الدولية د.محمد حسين في تصريح خاص ل "بوابة أخبار اليوم"، قرار السعودية، قائلا: "لا ألوم المملكة علي هذه القرارات"، موضحا أن السعودية تمر بظروف اقتصادية صعبة، لافتا إلى أن السعودية مصممة علي تجميد حصة البترول وهو ما يدفعها لخسارة 100 دولار في البرميل. واستكمل، أن السعودية لديها الكثير من الالتزامات علي مستوي العالم وعلي مستوي الحرب، مشيرا إلى أن السعودية هي التي تتزعم عاصفة الحزم، لافتا إلى أن عاصفة الحزم لم تقام بحزم، والمعركة لم تحسم، والسعودية انتهكت واستنزفت الكثير إلي أبعد مدي في حرب أوشكت علي سنة، مبينا أن السعودية تورطت في حرب لم تعلم مصيرها الحرب علي داعش في سوريا. وكان أول تعليق لرئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الجمعة 19 فبراير، أكد خلاله، أن قرار المملكة العربية السعودية بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي اللبنانيين، هو شأن سيادي تقرره المملكة وفق ما تراه مناسبا، لكنه أعرب عن أسفه لهذا القرار وطالب السعودية بإعادة النظر فيه.