لا أتفق مع الذين يعترضون علي اختيار النجم محمد رمضان لمشاركته في حملة "لا للمخدرات".. بل أري في هذا الاختيار ذكاء من قبل د. غادة والي وزيرة التضامن وعمرو عثمان مدير صندوق مكافحة الإدمان. ليس فقط لأن "رمضان" من أكثر الشخصيات تأثيرا في الشباب والمراهقين- وهي أخطر مرحلة تؤثر في حياة الإنسان - بل أيضا لأن اسمه ارتبط بالمخدرات والبلطجة.. وللأسف فإن المراهقين الصغار الذين يحلمون بالرجولة المبكرة .. يبهرهم هذا "الستايل".. ويرون أن "الرجل" من وجهة نظرهم..لم يعد بعقله وكلمته.. بل "بسيجارته ومطوته !!" ومحمد رمضان للأسف هو أحد كبار المروجين لهذه الصورة في أذهان الصغار .. وهي حقيقة نعرفها جميعا.. وأنا شخصيا أدركها من خلال التعامل مع ابني وزملائه.. الذين يرون البلطجة رجولة. ويحكمون علي زميلهم العاقل الذي يتجنب الخناقات والمشاكل إنه "عيل..توتو". المراهقون الصغار يدمنون أفلام محمد رمضان.. يبهرهم أسلوبه في البلطجة والعنف والضرب والتدخين والقفز من فوق الأسوار.. ولا يخرجون من الفيلم بأي قيمة كما يتصور.. بل بالعكس فهو يختم معظم أفلامه منتصرا سواء عن حق أو عن باطل.. وحتي حينما قام بدور الضابط.. تجاهل القانون وقتل العشرات انتقاما بمنتهي الوحشية.. مؤكدا في آخر الفيلم أنه غير نادم!! هذا هو الفرق بين أفلامك وأفلام عمالقة الفن القدامي الذين حاولت مقارنة نفسك بهم.. في ردك الغاضب علي من ينتقدونك.. حيث كانت هذه الأفلام تحرص علي التعامل مع الشر والبلطجة وتجارة المخدرات برؤية ناقدة رافضة.. وليس بتجميلها وتسهيلها ودفع المشاهد للتعاطف مع أبطالها والانبهار بهم حتي نهاية الفيلم.. مرة أخري أؤكد أن اختيار محمد رمضان لحملة المخدرات التي يتبناها صندوق مكافحة الإدمان كان اختيارا ذكيا.. ليس لأنه القدوة أو الأفضل.. بل لأنه أكثر قدرة علي التأثير في الشباب صغير السن والاقتراب منه وإقناعه، وحتي يتحقق هدف الحملة فقد اختارت قدوة حقيقية للشباب للمشاركة فيها.. وهوالبطل العالمي محمد صلاح لاعب نادي روما الإيطالي الذي يعشقه الشباب أيضا.. وتفخر به مصر كلها.. فعلا.. حملة في منتهي الذكاء. لا يبقي إلا أن أهمس في أذن النجم محمد رمضان بأن يعتبر هذه الحملة الرائعة فرصة لإصلاح جزء مما يفسده في أفلامه.. وأن يستغلها كنافذة جديدة يطل منها علي جمهوره صغير السن برسالة هادفة.. ربما لأول مرة!!.