قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية المهندس فيصل الزهراني، إن إحدى أنواع البعوض المكتشفة حديثا والتي يطلق عليها اسم "الزاعجة"، هي المسئولة عن انتقال فيروس "زيكا"، مؤكدا وجودها حاليا على سواحل جدة وجازان السعوديتين، نافيا في الوقت نفسه تسجيل أي حالة مرضية بالفيروس في الشرق الأوسط. وأضاف المتحدث - في تصريحات لصحيفة الوطن السعودية - أن "فرص انتقال الفيروس ضعيفة، وأعراضه زكام وارتفاع في درجة الحرارة لمدة لا تتجاوز الثلاثة أيام"، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت خطورة هذا المرض على النساء الحوامل، حيث تسبب تشوهات في رأس الجنين، موضحا أن هذه الحالة سجلت مسبقا في البرازيل، إلا أنها غير مؤكدة بشكل تام. من جانبها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية في القاهرة رنا صيداني، لصحيفة "الوطن"، إن "المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء العلوان تواصل مع وزراء الصحة في البلدان العربية، للقيام باتخاذ إجراءات سريعة لتفادي وصول فيروس زيكا إلى المنطقة، والاستعداد لأي احتمالات بانتشاره". وأضافت رنا صيداني أن "هناك سبع بلدان بها البعوض الزاعج المتسبب في ظهور فيروس زيكا والناقل له، وهي مصر والسعودية والسودان واليمن وجيبوتي والصومال وباكستان وإيران، لكن تواجد البعوض لا يعني انتشار المرض، حيث لم تظهر حتى الآن أي حالات للإصابة بفيروس زيكا بهذه الدول أو غيرها من دول المنطقة، خاصة أن انتشار الفيروس تزامن مع فصل الشتاء والطقس البارد، بينما يتكاثر البعوض في فصلي الربيع والصيف، وهذا من حسن حظ بلدان المنطقة، حيث يتيح ذلك للبلدان اتخاذ إجراءات وقائية". وأوضحت المتحدثة أن "الدول التي يتواجد بها البعوض يجب أن تفرض حالة طوارئ صحية للتعامل مع الفيروس، من خلال تعزيز المراقبة على المسافرين القادمين من دول ينتشر فيها المرض، والإبلاغ عن حالات التشوهات الخلقية، والاهتمام الكافي بالنساء الحوامل، وتعقيم الطائرات القادمة من أميركا اللاتينية برش المبيدات، لضمان عدم انتقال البعوض عبر الطائرة". وأشارت إلى أن هناك ثلاثة احتمالات خاصة بانتقال الفيروس "أولها تواجد البعوضة بالبلد دون أن تكون مصابة به، والثاني تلوث البعوضة بالفيروس عن طريق لسع شخص مصاب به، حيث تنتقل العدوى في هذه الحالة إلى البعوض الذي ينقل بدوره العدوى لأشخاص آخرين، والثالث تكاثر البعوض المصاب بالفيروس في المياه الراكدة التي تعتبر موقعا خصبا لتكاثر الأمراض والبعوض". وكشفت المتحدثة أن "المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يعمل حاليا على جلب أدوات مختبرية للتعرف على فيروس زيكا، بحيث تكون دول المنطقة على دراية بأعراضه وبسبل مقاومته". من جهته، قال المدير الإقليمي السابق لمنظمة الصحة العالمية بالسعودية، الدكتور حسين الجزائري، ل"الوطن" إن "المملكة خطت خطوات واضحة للقضاء على بؤر بعوضة الضنك والتي تنقل فيروس زيكا بشكل مختلف، حيث ينتقل زيكا عبر بعوضة تتشابه كثيرا مع بعوضة حمى الضنك، وتتشابه أعراض حمى الضنك بزيكا، حيث يشكو المصابون بزيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة، وتستمر عادة هذه الأعراض لمدة تتراوح من يومين إلى سبعة أيام". وأكد الجزائري أنه لا خوف على المعتمرين أو الحجاج من الإصابة بفيروس زيكا، مشددا على أهمية رش مواقع انتشار البعوض.