أزمة حقيقية تواجه السوريين الهاربين من المعارك والاشتباكات بمنطقة ريف حلب الشمالي وسط تحذيرات من المنظمات الحكومية وغير الحكومية بسرعة النظر إلى هؤلاء السوريين التي باتت أوضاعهم في غاية الصعوبة والألم وينتظرون قرار تركيا بفتح حدودها أمامهم، وذلك بعد يوم من إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده مستعدة لفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين. وقال "يسد النظام الطريق على قسم من حلب ..إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول"، وفي انتظار قرار أنقرة أصبح الوضع الإنساني في غاية الصعوبة على المدنيين ومعظمهم من النساء والأطفال وفقا لمنظمة "أطباء بلا حدود". وفي الوقت الذي لا تزال فيه الحدود مغلقة، دخلت شاحنات مساعدات وعربات إسعاف إلى سوريا قادمة من تركيا لتوصيل الطعام والإمدادات لعشرات الآلاف الفارين من الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية في حلب، وذلك في الوقت الذي استهدفت فيه غارات جوية قرى بينها اثنتان قريبتان من الطريق المؤدي من المدينة للحدود التركية، ولا يزال يعيش نحو 350 ألف شخص في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب أكبر المدن السورية. ويقول عمال الإغاثة إنها يمكن أن تسقط قريبا في أيدي القوات الحكومية، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الغارات الجوية التي يعتقد أنها روسية ضربت أمس قرى شمالي حلب منها باشكوي وحريتان وعندان. وتقع حريتان وعندان قرب الطريق المؤدي إلى تركيا، ويهدد تقدم الجيش السوري وحلفائه ومن بينهم مقاتلون إيرانيون بقطع طرق الإمداد من تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب. وقال المرصد في وقت سابق، إن الجيش السوري تقدم بغطاء جوي روسي باتجاه مدينة تل رفعت إحدى أهم معاقل المعارضة في ريف حلب الشمالي التي تبعد 20 كيلومترا عن الحدود التركية. من ناحية أخرى، قالت الإمارات إنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي الذي يقاتل تنظيم "داعش". وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية في مؤتمر صحفي في أبو ظبي "موقفنا على الدوام هو أن أي حملة حقيقية ضد "داعش" يجب أن تشمل قوة برية... نحن لا نتحدث عن آلاف الجنود." وأضاف قرقاش أن وجود "قيادة أمريكية لهذه القوة" سيكون شرطا مسبقا للإمارات.