شهدت معركة "شدوان" والتي تحتفل محافظة البحر الأحمر بذكراها كعيد قومي لها بطولات من الصعب حصرها وبلغ من عنف المقاومة المصرية أن القوات الإسرائيلية لم تتمكن طوال 36 ساعة من الاقتراب من القطاع الذي يتركز فيه الرادار البحري على الجزيرة. وقد شارك الصيادون من أبناء البحر الأحمر في تلك العمليات بنقل الجنود والعتاد من شاطئ البحر إلى الجزيرة في ظلام الليل حتى لا تسمع القوات الإسرائيلية أصوات محركات الناقلات الحربية وفى عمليات الاستطلاع وكان من بين هؤلاء الصيادون "الريس عبد اللاه محمد سعيد" أطال الله عمره والذي ظل يشارك في العمليات العسكرية طوال فترة حرب الاستنزاف ومعركة "شدوان" وكانت القوات المسلحة تستفيد من خبرته في البحر وقدرته على الإبحار ليلاً مستدلاً بالنجوم في القيام بالعمليات الاستطلاعية أو نقل الجنود والأسلحة والذخائر وعمليات تأمين الجزر المنتشرة بالبحر الأحمر بالقرب من الغردقة . شارك الريس عبداللاه فى عمليات استطلاع الجزيرة بعد قيام الطيران المصري بدك الجزيرة بعد محاولة احتلال العدو لها و تصدي للقوات الإسرائيلية في معركة "شدوان" مع باقي اخو من البحارة والصيادين لاسترداد جزيرة شدوان . وتحتفل محافظة البحر الأحمر خلال هذه الأيام بعيدها القومي من كل عام إلا انه فوجئ الجميع خلال حفل تكريم ابطال معركة شدوان من الصيادين عدم ذكر اسم "الريس عبدالاه" رغم ان الصفحة الرسمية لمحافظة البحر الأحمر نشرت صوره له ونبذه عن تاريخة قبل الاحتفال بأيام كما ذكرتة صفحة المؤرخون العسكريون على الفيس بوك وكذلك عدد من الصفحات الخاصة بابطال حرب اكتوبر وابطال حرب الاستنزاف . وعلل اللواء مصطفى صدقى سكرتير عام محافظة البحر الاحمر ذلك بأن من اعد الكشف الخاص بابطال معركة شدوان غفل ذكر اسمة وان المحافظة ستبحث فى الامر وانه سيعرض على المحافظ تكريمة بمكتبة بعد دراسة الامر. التقت "بوابة أخبار اليوم" بالريس عبداللاه بمنزلة والذي أكد لنا انه لا يهمه تكريم بنى البشر فالله كان مطلعا عما قام به وان حبة لوطنه كان الدافع الرئيسي فيما قام به خلال حرب الاستنزاف وخلال حرب شدوان مؤكدا ان من حمل كفنه على يده خلال الحرب لا ينتظر شيء من احد وانه يسأل الله الخير لمصر وان يرسخ في قلوبهم روح الانتماء والفداء للوطن، مشيرا إلى أن التكريم من بنى البشر كلها مسائل دنياوي وحول ذكريات الريس عبداللاه خلال معركة شدوان عن تلك الفترة فيقول إن البحر الأحمر خلال فترات الحرب هاجر منه العديد من الأهالي وبقى أعداد من الصيادين وكنا خلال فتره حرب الاستنزاف والتي حدثت خلالها حرب شدوان نقوم بمشاركة القوات المسلحة من خلال خبرتنا في البحر. حيث لم نكن نستخدم أي أجهزة والتي تستخدم اليوم وكنا نسير علي النجوم وكانت معظم العمليات الاستطلاعية أو نقل الجنود أو الأسلحة تتم ليلاً حيث كانت فترة العمليات من بعد الخامسة مساء وحتى الخامسة صباحاً. وتابع: أتذكر فترة المعركة عندما نزلت القوات الإسرائيلية إلي أرض شدوان بعد تمهيد طيرانها ثم خلال 24 ساعة قام الطيران المصري بدك الجزيرة وذهب من مدينة الغردقة الى الجزيره مركبين فقد استشهد في الأول جميع من كانوا فيه حيث جاءوا لاستطلاع الجزيرة بعد ضربة جوية مصرية للجزيرة وذلك في جنح الظلام من نفس اليوم. وأضاف الريس عبد اللاه، لا أنسى موقف عندما طلب منى قائد جزيرة شدوان بعد إجلاء الإسرائيليون من الجزيرة سنارة صيد وعندما عدت الى الجزيرة في نفس اليوم اكتشفت الصمت الذي خيم على المكان واخبروني بانة استشهد بلغم ارضي وقد شاهدت طائرة هليكوبتر عائدة من الجزيرة وأنا في طريقي الية ولم اعتقد لحظة انها ربما تكون تحمل جثمانه .