استكمل جناح دولة الإمارات استعداداته للمشاركة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين والذي تقام فعالياته في الرياض بالسعودية في فبراير المقبل. وتسجل دولة الإمارات حضورا لافتا في المهرجان من خلال مجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنشطة التي تجسد عمق وأصالة الموروث الشعبي الإماراتي، ويتوج الجناح نجاح المشاركات السابقة للدولة في المهرجان في استقطاب قطاعات واسعة من الجمهور، وآخرها الدورة الماضية التي اختيرت فيها الإمارات ضيف شرف المهرجان. ويمثّل الجناح الإماراتي الذي تشرف عليه هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة بتوجيه من وزارة شؤون الرئاسة، عنصر جذب لمئات الألوف من جماهير مهرجان الجنادرية، الذي يعد من أكبر المهرجانات التراثية والثقافية في المنطقة. وأكد الشيخ سطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة، أن المشاركة الإماراتية في المهرجان تعكس علاقات المحبة والإخاء بين الشعبين الإماراتي والسعودي، باعتبارها نموذج يحتذى به بين بلدان منطقة الخليج العربي التي تجمع شعوبها جذور وأصول وثقافات واحدة، مشيراً إلى أن العدد الكبير والنوعي من الفعاليات، يبين مدى الاهتمام الإماراتي بالمشاركة والحضور المتميّز ضمن فعاليات المهرجان. ونوّه رئيس الهيئة أن الحدث الثقافي الضخم يعتبر أحد منابر احتفاءنا بتراثنا الأصيل وعراقتنا التاريخية، مشيرا إلى أن الإمارات تولي التاريخ المشترك بين بلدان مجلس التعاون الخليجي كل الاهتمام وتدعم منابره ومبادراته ومقوماته، ويتجلى ذلك في العديد من الجهود المشتركة التي تتمثل في التعاون الثقافي والسياحي المشترك والمستدام. لفت إلى أن هناك البيئة البدوية بما لها من أهمية في المجتمع الإماراتي، حيث سيستمتع الجمهور بعروض حية للصقارة، وتأدية فنون الشلة والربابة في الخيمة التراثية، وكذلك فن العازي والطارق وألوانه من أجل التعريف بتلك الألوان التراثية الفريدة التي تميز بها أبناء الإمارات عبر الزمن. وللمرأة الإماراتية إسهامها الواضح في إنجاح المشاركة الإماراتية عبر تقديم نماذج من المشغولات اليدوية للسدو والخوص والتلي وتطريزملابس النساء، فضلا عن تقديم المأكولات الشعبية الإماراتية التقليدية والحرف النسائية التي برعت فيها المرأة قديماً ولازالت الأجيال الحديثة تحرص على تعلمها وتعريفها للآخرين، تعزيزاً لمكانة الموروث المحلي الإماراتي وإبقائه خالداً على مر الأجيال. كما تشمل المشاركة الإماراتية مسابقات ثقافية وعروض لألوان من الفنون الشعبية الإماراتية، ومعارض للصور تروي تاريخ الإمارات قديماً وحديثاً، وبيوت الشعر وجلسة القهوة العربية، وغيرها من أساليب الحياة والعادات والتقاليد التي عرفها أهل الإمارات قبل مئات السنين. وتتميز المشاركة لهذا العام بأنشطة تفاعلية للجمهور حيث لا تعتمد فقط على العرض، وإنما خلق أجواء تراثية وثقافية أصيلة تعود بالزائر إلى عبق التاريخ وأصالة التراث الإماراتي، من خلال الصورة والصوت والعروض الحية والمسابقات التنافسية التراثية، فضلا عن تصميم الجناح وأروقته التي تجسد التاريخ والثقافة والنهضة الإماراتية، وجوانبها التي تفوح بالقيم والعراقة، اجتمعت كلها لتبعث جوا من الألفة مع التراث باعتباره جزء لا يتجزأ من التكوين الثقافي الإماراتي والذي يتصل بقوة مع محيطه الخليجي.