حذرت جامعة الدول العربية من خطورة بروز ظاهرة تدفق الإرهابيين الأجانب على المنطقة ،مشددة على انهاتتابع بقلق شديد هذه الظاهرة وتحرص على محاربتهاعبر الوسائل المتاحة ووفق لما نص عليه قرار مجلسالجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب الذي عقدسبتمبر ٢٠١٤وتضمن اتخاذ تدابير قانونية وقضائيةعلى المستوى العربي من حيث الأجهزة والاليات المتاحة لوقف تدفق الإرهابيين الاجانب. جاء ذلك في كلمة الدكتور نبيل العربي الامين العاملجامعة الدول العربية خلال افتتاح اعمال الورشةالعربية الاولى بشأن ظاهرة الإرهابيين الأجانب فيالمنطقة العربية (المخاطر-التحديات)التي تنظمها إدارةالشؤون القانونية بجامعة الدول العربية اليوم بمقرالامانة العامة ،بحضور ممثلي وزارات العدل والداخليةبالدول العربية ،بالاضافة الى العديد من المنظماتالعربية والدولية منها مكتب الاممالمتحدة المعنيبالمخدرات والجريمة واللجنة الدولية للصليب الأحمروالامانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب والعديد منمراكز البحوث. وكشف العربي -في كلمته التي القاها نيابة عنه الدكتورعلاء التميمي مدير إدارة الشؤون القانونية بالجامعةالعربية-عن ارتفاع إعداد المقاتلين الإرهابيين الأجانبعلى مدى الثلاث سنوات الاخيرة الماضية من بضعةالاف الى ما يزيد عن ثلاثين الف مقاتل بالاضافة الى عددالبلدان التي يأتي منها هؤلاء الإرهابيين والتي وصلتلأكثر من مائة دولة في جماعات مرتبطة بتنظيميالقاعدة وداعش . وقال العربي ان الإرهابيين الأجانب يتركزون في الوقتالراهن في سورياوالعراق وافغانستان وتوجد إعدادقليلة في ليبيا واليمن والصومال ،لافتا الى انالمتوجهين للانضمام الى تنظيم داعش يسافرون عبرتركيا التي تتحمل عبء كبير يتمثل في إدارة ٩١١كليومتر من الحدود مع سوريا و٣١١ كليو متر من الحدود مع العراق. واضاف العربي ان ضعف قدرات مراقبة الحدود تساهمفي زيادة تحرك الإرهابيين الاجانب ومغادرة بلدانهموكذلك حركة الأموال والأسلحة عبر الحدود ،فضلا عنعدم اعتماد العديد من الدول على قوانين لمعالجة مشكلةالإرهابيين الاجانب الذي انضموا جماعات ارهابية وهوما يخلق تحدي كبير يتعلق بإثبات القصد الجنائي. ودعا العربي الي البدء في فهم السمات الاجتماعيةللارهابيين الاجانب المتجهين الى مناطق النزاعاتوإعداد الاستراتيجية الوقائية اللازمة لذلك،مشيرا الىان اغلب هؤلاء الإرهابيين من فئة الشباب الذي تتراوحأعمارهم ما بين ١٥و٣٥سنة بالاضافة الى وجود بعضالفئات العمرية المتقدمة والذين في الغالب سبق ان كانومنتمين للقوات المسلحة بالانظمة المستبدة والتي أرادالشعب ان تزول ،والبعض الاخر منهم مدفوع بعقيدةمتطرفة ويكون هؤلاء الإرهابيين منتمين الى بعضالدعاة المتطرفين والبعض منهم مدفوع بالاغتراب والمللوهناك من له صله سابقة بالإجرام. ولفت العربي الى ان ابرز التحديات التي ستواجههانظم العدالة الجنائية للتصدي للتهديد الناشء عن هذهالظاهرة هو ان من يسافرون للانخراط في صفوف تلكالجماعات هم في كثير مِن الأحيان أشخاص ليس لدىالسلطات الأمنية الوطنية معرفة سابقة بهم ،مضيفا انالبطء في تُبادل المعلومات والبيانات عن الإرهابيينالاجانب يشكل عقبة رئيسية امام التعاون الدوليوالعربي لمكافحة الاٍرهاب. وطالب العربي بإتخاذ عدد من الخطوات لمواجهة هذهالظاهرة منها ضرورة اقامة تشخيص شامل ودقيق لكافةجوانب الظاهرة وتعزيز التعاون بين الدول وتنسيقاليات عملها لمنع تجنيد الشباب او انتقال المقاتلينللانضمام الى تلك التنظيمات الإرهابية المتطرفة. كما دعا العربي الى ضرورة العمل على رفع قدراتالأجهزة المختصة في مجال منع الإرهابيين من السفرللقتال في صفوف الجماعات الإرهابية المتطرفة،ودعوةالدول للاسراع بوضع وتنفيذ نظم قانونية واجراءاتادارية مناسبة لمقاضة المقاتلين الإرهابيين الاجانب. كما دعا العربي الى ضرورة تكثيف تبادل المعلومات بينالدول لكشف وعرقلة سفر المقاتلين الإرهابيين والعملعلى إغلاق حسابات التواصل الاجتماعي التي تناديبالعنف والتجنيد. وتناقش الورشة على مدى يومين الإطار التشريعيلظاهرة الإرهابيين الأجانب والتهديدات والمخاطر التيتشكلها هذه الظاهرة على المنطقة العربية بالاضافة الىالجهود الدولية والعربية لمواجهة هذه الظاهرة،وتناميمخاطر الإرهابيين الأجانب في المنطقة العربية.