"2015" العام الأكثر دموية، وشهد الكثير من حوادث الإرهاب في عديد من الدول حول العالم. وكانت من أكثر الحوادث إرهابًا وعنفًا، حادث هجوم صحيفة "شارلي إبدو" في باريس والذي أسفر عن مقتل 12 شخصًا، بينهم شرطيان و4 من أبرز رسامي الكاريكاتير في فرنسا، وأصيب 11 آخرون. ونفذ الهجوم، مسلحان دخلا مقر الصحيفة، وأطلقا النار على العاملين فيه وفرَّا خلال دقائق على متن سيارة كانت تنتظرهما في الشارع، وجاء الهجوم على خلفية نشر الصحيفة رسوما مسيئة للدين الإسلامي، والرسول محمد، فأثارت موجة من التنديد والإدانة في العديد من دول العالم. ويأتي بعد ذلك هجمات باريس.. ليلة مظلمة مساء يوم 13 نوفمبر شهدت العاصمة الفرنسية "باريس"، ليلة مظلمة في تاريخها، بعد إطلاق سلسلة من التفجيرات استهدفت عدة مناطق، وصل عددها إلى 7، شنّها متطرفون مسلّحون، على عدد من المطاعم والبارات، بدأت في نحو الساعة العاشرة مساءً، بالتوقيت المحلي الفرنسي في منطقة شعبية مزدحمة، استهدفت مطعمي "لو بيتيت كامبودج" و"لو كاريلون" في المنطقة العاشرة، بجانب تفجيرات بمحيط ستاد فرنسا، الذي كان يشهد مباراة ودية بين المنتخب الفرنسي ونظيره الألماني، بحضور الرئيس الفرنسي، فرانسوا أولاند. وتطور الوضع إلى احتجاز رهائن في مسرح باتاكلان، أسفر عن مقتل 100 شخص، لتصبح النتيجة النهائية لعدد القتلى 137 قتيلًا. ووُصفت هجمات باريس بالأكثر دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، والأكثر ارتفاعًا في عدد القتلى منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004. كما شهدت مصر، سلسلة من الأعمال الإرهابية في 2015 وتفجيرات واغتيالات، مثل مقتل النائب العام هشام بركات. وكانت لكاليفورنيا نصيب من تلك الأعمال الإرهابية، حيث أعلنت الشرطة الأمريكية قتل شخصين مسلحين، رجل وامرأة، بواسطة عناصرها بعد مقتل 14 شخصًا على الأقل وإصابة 17 آخرين في إطلاق للنار في منشأة للمعاقين بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة. وأكدت شرطة كاليفورنيا، أن الشخصين كانا مسلحين تسليحا شديدا بالبنادق الهجومية والمسدسات وكانا يرتديان ملابس شبه عسكرية. وتعتني المنشأة بأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل المصابين بالتوحد، ومشاكل الصحة العقلية. ويأتي إطلاق النار هذا بعد أقل من 3 أسابيع من إطلاق نار وقع في مركز لتنظيم الأسرة في ولاية كولورادو، أسفر عن 3 قتلى و9 جرحى. "داعش" سببا رئيسيا في هجمات 2015 شهد عام 2015 العديد من الجرائم الإرهابية التي قام بها تنظيم "داعش" الإرهابي في العديد من الدول العربية والأوروبية، استخدم خلالها العديد من الأساليب البشعة في قتل ضحاياه. أولى جرائم داعش في عام 2015، كان حادث إعدام 21 عاملا مصريا في ليبيا، بعدما نشر تسجيلا يظهر فيه عمليات قطع رؤوس الضحايا المصريين بطريقة بشعة، وهم يرتدون البدلات البرتقالية. وفي شهر فبراير نشر "داعش" تسجيلًا جديدًا لعملية إعدام الطيار الأردني، معاذ الكساسبة حرقًا، في مشهد عنيف ودموي لم يُنس، وتلت تلك العملية حوادث إرهابية كثيرة، منها حادث إعدام بعض الضحايا عن طريق ربطهم بحقل متفجرات، وقتل 13 شابًا بمدينة موصل العراقية رميًا بالرصاص، ثم إعلانه مقتل 22 مواطنًا بأحد متاحف تونس. كما قتل التنظيم عشرات السائحين في أحد المنتجعات السياحية بتونس، بالإضافة إلى تنظيم عمليات انتحارية لمساجد الشيعة، في "الكويت والقطيف والدمام"، وتفجير إحدى الأسواق العراقية، وأسفرت هذه العمليات عن مقتل ما يزيد على 200 مدني، بالإضافة إلى هجوم انتحاري على مسجد للشيعة باليمن، أدى إلى مقتل 130 شخصًا. ونالت السويد قسطا من العمليات الإرهابية حيث، وقع انفجار خارج منشأة كانت تُعد لاستقبال اللاجئين في السويد، ما أدى إلى تحطم نوافذ وواجهة المبنى دون وقوع إصابات بشرية. وذكر راديو السويد، أن الشرطة تنتظر نتائج التحقيقات للوقوف على سبب وقوع الحادث، حيث تعرضت مراكز إيواء كانت تعد لاستقبال اللاجئين للحرق على يد مجهولين. وخلال العام الجاري، حُرقت 10 أماكن وتعرضت لأضرار كانت تعد ليستخدمها طالبو اللجوء، وكان آخرها حرق مدرسة مهجورة كان من المخطط أن تتسع لنحو 80 لاجئًا جنوبالسويد، وقالت الشرطة إن الحريق متعمد. وشهدت كينيا هجوما شنته جماعة "الشباب الصومالية" على جامعة كينيا في 2 أبريل، ونفذت حركة "شباب" الصومالية المتطرفة هجومًا على جامعة جاريسا شمال شرق كينيا، قُتل فيها 147 شخصًا، أغلبهم من الطلاب. وأعلنت الحركة الإسلامية المتطرفة، أنها أطلقت سراح المسلمين وقتلت بعض المسيحيين وتحتجز آخرين منهم رهائن، بينما أشار المركز الوطني لإدارة الكوارث في بيان رسمي، إلى أن القوات العسكرية الكينية استعادت السيطرة على حرم الجامعة، وانتهى ذلك بمقتل الإرهابيين الأربعة، بعد 16 ساعة على بدء الهجوم في المدينة التي تبعد 150 كيلو مترًا عن الحدود الصومالية. في السياق ذاته، وتعد نيجيريا مركزًا لاستهداف جماعة "بوكو حرام" الإرهابية، حيث شنت من خلالها هجومًا على رجال الشرطة والعديد من الكنائس، وبعض الشخصيات المهمة، بجانب العديد من مؤسسات الدولة، عقب اشتباكات عنيفة مع الحكومة في شمال البلاد. وشهد عام 2015، أكبر عدد لحصيلة القتلى في التفجيرات الناتجة عن هجمات "بوكو حرام" بنيجيريا، حيث أدت الحرب التي تخوضها "بوكو حرام" منذ عام 2009 إلى مقتل نحو 15 ألف شخص، كما أدت إلى نزوح أكثر من مليوني شخص. عمليات "بوكو حرام" الإرهابية أدت إلى ازدياد المخاوف من انتشار نماذج "القاعدة" في إفريقيا بشكل كبير، الأمر الذي يؤثر على أنظمة الحكم، بالإضافة إلى تهديد السلام الاجتماعي بالعديد من الدول الإفريقية التي تعاني من الصراعات الدينية والعرقية والطائفية.