قتل مسلحو حركة بوكو حرام الإسلامية المتشددة العشرات من الأشخاص فى هجوم على أربع قرى فى ولاية بورنو بالشمال الشرقى من نيجيريا.. اختطف مسلحون ينتمون لجماعة بوكو حرام نحو 60 امرأة وطفلا شمالى نيجيريا.. لاتزال الجماعة المتشددة تحتجز أكثر من 200 تلميذة كانت اختطفتهن من مدرستهن فى بلدة تشيبوك 14 أبريل الماضى. الأخبار السابقة نماذج لجرائم ارتكبتها حركة بوكو حرام الإرهابية مؤخرا بحق الشعب النيجيرى، بهدف تأسيس دولة إسلامية فى نيجيريا بالقوة المسلحة، وتدعو تلك الجماعة التكفيرية للتطبيق الفورى للشريعة الإسلامية فى جميع الولايات النيجيرية. وعلى الرغم من الحرب التى تخوضها الدولة متمثلة فى الجيش والشرطة ضد بوكو حرام منذ أكثر من خمس سنوات، وتعدد المواجهات المسلحة بينهم، والتى راح ضحيتها آلاف الضحايا من المدنيين، كما أدت لمقتل الكثيرين من مقاتلى بوكو حرام، منهم زعيم الجماعة محمد يوسف، إلا أن هذا لم يؤد لنهاية بوكو حرام والتى تعنى باللغة المحلية «تحريم التعليم الغربى»، حيث استمرت الجماعة الإرهابية فى سلسلة التفجيرات والهجمات التى نفذتها بحق الشعب النيجيرى، بدءا من تفجيرات مراكز الشرطة، مرورا بتفجير مقر الأممالمتحدة فى أبوجا، وصولا لحادث اختطاف التلميذات الذى كان له أصداء دولية. ويبدو أن فشل الدولة فى التعامل أو القضاء على بوكو حرام، جعل الحل الوحيد أمامها الاستقواء بالغرب، وهكذا أعطت نيجيريا المبررات والدوافع للغرب لأن يكون له تواجد قوى فى منطقة غرب أفريقيا، خاصة بعد أن أدرج مجلس الأمن جماعة بوكو حرام على قائمة المنظمات الإرهابية، وقد كان مؤتمر باريس الذى انعقد الشهر الماضى، وتحديدا فى 17 مايو بمشاركة تشاد والنيجر والكاميرون وبنين وبريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا بشأن جماعة بوكو حرام، دليلا على تحول القضية من أزمة داخلية فى نيجيريا إلى قضية أعم تشمل الحرب على الإرهاب، وهو ما أكده الرئيس النيجيرى بقوله « إن بوكو حرام لم تعد جماعة إرهابية محلية، وإنما أصبحت تتبنى بوضوح نهج تنظيم القاعدة.. إنها القاعدة فى غرب أفريقيا». وفى هذا السياق يأتى السؤال الأهم، هل يستطيع الغرب القضاء على خطر تلك الجماعة الإرهابية، وهل يؤدى التدخل العسكرى وحده لإنجاح الهدف؟ لا يبدو أن الحل العسكرى وحده قد يؤدى لإنجاح المهمة، خاصة أن تلك السياسة أثبتت فشلها سابقا وخاصة مع حركة طالبان أفغانستان، فهل يمكن أن تؤدى نفس الاستراتيجيات لتحقيق نتائج مختلفة مع حركة بوكو حرام التى يصفها البعض بداعش أفريقيا؟. وقد تناولت العديد من الصحف العالمية قى سياق تقاريرها وتحليلاتها الخطر الذى تمثله حركة بوكو حرام والجماعات الإرهابية الأخرى، فذكرت صحيفة « وول ستريت جورنال» الأمريكية فى أحد تقاريرها أن جماعة بوكو حرام ، وتنظيم داعش فى العراق وسوريا، يعملون وفقًا لتكتيكات وأيديولوجيات إرهابية وليس كما يدعون وفقًا لمنهج الإسلام، وأوضحت الصحيفة أن تلك الجماعات ترى أن نشر الإسلام يتمثل فى تطبيق تعاليمه بالقوة والعنف على العالم، كما أنهم يتبعون أسلوبا تكفيريا ويرفضون العلمانية والليبرالية، كما أنهم يدعون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية وحدودها بشكل متطرف وقاس، أما صحيفة « دايلى ميل» البريطانية فرأت أن العالم يشهد حقبة جديدة من موجة الأصولية الإسلامية التى تثير الخوف والفوضى فى جميع العالم، وأبرزت الصحيفة نماذج من العمليات الإرهابية التى قامت بها حركة داعش، وحركة بوكو حرام، والجماعات الإرهابية فى كينيا وماليزيا وغيرهما من الدول.