قالت صحف تركية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مواصلة سحب القوات التركية من العراق، وإن الأمر صار مسألة شرف وطني للعراقيين. وذكرت صحيفة "حرييت" التركية -في مقال تحت عنوان "حوار متوتر بين أردوغان وأوباما"- أن الضغوط الأمريكية على أنقرة متواصلة، ففي البداية طلب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن من رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في مكالماته الهاتفية سحب القوات التركية من العراق، إلا أن داود أوغلو كذب هذه الأنباء، وبعد تكذيبه بعدة ساعات صدر بيان من مكتب بايدن يؤكد صحة مطلبه بسحب القوات التركية من العراق. بدوره، ذكرت صحيفة "جمهوريت" تحت عنوان "تناقضات في تصريحات أنقرة" أن رئيس الوزراء داود أوغلو أكد على مواصلة الدعم التركي بالتدريبات العسكرية حتى يتم تحرير "الموصل"، ولكن بعد بضع ساعات أصدرت الخارجية التركية في نفس اليوم بيانا يشير إلى أن "تركيا عضو ملتزم في التحالف الدولي ضد داعش وأن تركيا على استعداد للتعاون مع العراق لضمان تنسيق أوثق للجهود المشتركة للتخلص من داعش والتنظيمات الإرهابية". كما أعربت تركيا في هذا البيان عن دعمها "لوحدة وسيادة الأراضي العراقية، وأن هناك سوء فهم مع الحكومة العراقية، وستواصل تركيا التنسي4ق مع الحكومة العراقية بشأن إسهاماتها العسكرية في القتال ضد التنظيم الإرهابي وأخذ حساسية الجانب العراقي في الاعتبار، مع مواصلة عملية انتقال قوات الحماية من مدينة الموصل". أما صحيفة "سوزجو" المعارضة، فقد ذكرت تحت عنوان "فشل الدبلوماسية التركية " أن الولاياتالمتحدةالأمريكية برئاسة أوباما تمارس ضغوطا على أنقرة لسحب قواتها العسكرية من العراق، في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تشويه سمعة تركيا بسبب السياسة الخاطئة والسلبية لمواقف الرئيس التركي أردوغان ورئيس وزراءه داود أوغلو، فضلا عن أن الاتحاد الأوروبي اعتبر تركيا معسكرا للاجئين، إلى جانب الاهتمام السطحي من منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بطلبات تركيا، علاوة على أن مصادقة مجلس الأمن الدولي مؤخرا على بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في الحكم تمثل ضربة قوية لسياسة أردوغان وحكومته، وهو بالتالي ما يمثل فشلا كبيرا للدبلوماسية التركية. من جانبها، أكدت الصحف الموالية لحكومة العدالة والتنمية على إصرار تركيا على بقاء قواتها في العراق حتى يتم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي بهدف عدم إتاحة الفرصة لتهديد أمن وسلامة تركيا.