قال مساعد مدير صندوق النقد الدولي الأسبق وأستاذ الاقتصاد بجامعتي هارفرد ونيويورك ماركو كانجيانو إن تجربة الاتحاد الأوروبي مثال جيد لفشل سياسات الإصلاح وتعثرها لسنوات قبل أن تحقق النجاح أخيرا. وأوضح خلال مؤتمر إصلاح منظومة إدارة المالية العامة في مصر والذي نظمه المجلس الوطني المصري للتنافسية أن تلك الدول تعلمت من عثراتها كيف تصنع النجاح، مؤكدا ضرورة الاستناد علي قاعدة بيانات ومعلومات دقيقة وسليمة وتقييم دوري للسياسات والإجراءات الحكومية من اجل ضمان تحقيقها للنتائج المرجوة. وأكد أنه يثق أن مصر علي المسار الصحيح للإصلاح الاقتصادي من خلال تبني صناع القرار لحوار مجتمعي حول الإصلاح وضروراته. وأضاف أن معظم دول العالم تعاني من تمتعها بموارد قليلة واحتياجها للإنفاق علي العديد من البرامج والقطاعات لتحقيق التنمية الاقتصادية ، وهو ما يمثل صعوبات أمام صانع القرار لإدارة مالية الدولة والتي تعني المساعدة في إرساء مناخ اقتصادي مستقر وزيادة كفاءة المخصصات المالية التي تقدمها الموازنة العامة، وهو ما يؤكد أهمية تحسين إدارة المالية العامة. وأشار كانجيانو إلي أن التجارب العالمية للارتقاء بآليات إدارة المالية العامة أسفرت عن وضع 40 أداة وهي البيفا لقياس فعالية إدارتها المالية العامة، كما وضع صندوق النقد الدولي معايير لقياس فعالية الإدارة المالية، موضحًا أن احتياجات المجتمعات تتغير وبالتالي فإنه لا توجد أجندة موحدة للإصلاح وإنما يجب أن يراعي صناع السياسة ظروف مجتمعاتهم واحتياجاتها والتحديات التي يواجهونها. وأضاف أن بعض دول العالم تتبني حاليا إطارا عاما طويل الأجل لالتزام به عند إعداد الموازنة العامة كما أن هناك تزايد في عدد الدول التي تتبني وضع موازنات متوسطة الأجل بجانب وضع قوانين ولوائح لتحسين إدارة المالية العامة. وقال إنه لا يمكن إصلاح إدارة المالية العامة دون تبني آليات لقياس اثر الإنفاق العام لافتا إلي إن اللاعبون الرئيسيون في إدارة المالية العامة وهم وفق ثلاث مراحل هي الإعداد، التحكم، والمراجعة والمساءلة ، واستعرض مقومات برامج وحزم الإصلاح الحكومي والتي تشمل ضرورة تحديد الهدف، وإصلاح مواطن الضعف ووضع آليات تنفيذ هذه البرامج.