أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أنه لن يتهاون في أداء واجبه الدستوري والوطني في حماية العراق والدفاع عن أمنه وسيادته وسلامة ووحدة أراضيه. وقال العبادي: لقد سلكنا، حتى الآن، الطرق السلمية والدبلوماسية ومنحنا الجارة تركيا مهلة زمنية لسحب قواتها ولم نغلق باب الحوار واستعنا بالدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية، وبينا موقفنا من انتهاك سيادتنا بكل وضوح. وذكر العبادي - في كلمة الليلة للشعب العراقي والعالم حول الموقف من التدخل التركي في الموصل - أن العراق وطننا الذي تهون من أجله ارواحنا ودماؤنا يتعرض لإنتهاك فاضح لسيادته من قبل دولة جارة، ومن حقنا بل وواجب علينا أن نتخذ كل الاجراءات اللازمة لحماية سيادته ووحدة اراضيه. وتابع: سنتخذ جميع الاجراءات ونلجأ الى كل السبل المشروعة لحماية ارضنا وسيادتنا الوطنية، وان قواتنا المسلحة وأبناءنا من الحشد الشعبي والعشائر الذين يقدمون التضحيات الجسام بالدفاع عن وطنهم ومقدساتهم ويحاربون داعش ومن يقف خلفها انما يدافعون عن سيادة العراق. ونبه إلى أن الاجراءات ليست موجهة ضد الشعب التركي الجارالشقيق، وأضاف: أن كل ما طلبناه هو احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وانسحاب القوات التركية من الاراضي العراقية، لأن وجودها لم يتم بطلب رسمي ، لا شفوي ولاتحريري ، وسيبقى المواطنون الاتراك المتواجدون في العراق ضيوف الشعب العراقي الكريم ومن واجبنا حمايتهم وحماية ممتلكاتهم. واعتبر ارسال قوات مدرعة تركية من دون موافقة الحكومة العراقية لا يعتبر مساعدة ضد الارهاب بل هو انتهاك صارخ للسيادة العراقية ، وليس على الاراضي العراقية اليوم قوات عسكرية مدرعة لأية دولة عدا تركيا ومن دون موافقتنا ولا علمنا، وكل مايقال خلاف ذلك محض افتراء. واستطرد "لا وجود ولا سيادة على أرض العراق لغير العراقيين ، ولم نطلب من اية دولة ارسال قوة برية ولن نقبل بذلك ابدا لأن لدينا مايكفي من الرجال الابطال في قواتنا المسلحة في الجيش والشرطة وجميع الصنوف واجهزتنا الامنية والخاصة وجهاز مكافحة الارهاب والمتطوعين من مختلف انحاء العراق ومن جميع اطيافه ومكوناته ، ونؤكد للجميع بأن موقف العراقيين بجميع مكوناتهم وانتماءاتهم موحد في الدفاع عن السيادة ورفض الانتهاك الحاصل ، وان الحكومة العراقية المنبثقة من هذا الشعب ترفض هذا الخرق الفاضح للسيادة العراقية ، وجميع القوى السياسية والمراجع الدينية والاوساط والمنظمات الدولية تساندنا بقوة في هذا الموقف الوطني والشرعي". وأشار إلى أن العراق حرص على اقامة افضل العلاقات مع جيرانه وقد مددنا أيدينا للجميع وكنا ومازلنا نشعر بأن امننا واستقرارنا مشترك وان خطر الارهاب يستهدف جميع شعوب ودول العالم . وقال : اذا كنا قد أبدينا رغبتنا بالتعاون ضد الارهاب ورحبنا بدعم الاصدقاء في مجالات التسليح والتدريب والمشورة والمعلومات الاستخبارية لكننا لانقبل ابدا ان تنتهك سيادتنا الوطنية وارضنا المقدسة ، ولا يجوزبأي شكل من الاشكال الخلط بين الرغبة بالتعاون وبين دخول قوة تركية مدرعة ارضنا عنوة ودون موافقتنا . ولفت الى ان معركة العراق ضد عصابات داعش التي يخوضها وينتصر بها اليوم وغدا ويستشهد فيها خيرة شباب العراق ، هذه المعركة هي في حقيقتها معركة الدفاع عن السيادة، وسنواصل خوض معركة السيادة ونحن واثقون من كسب هذا الحق المشروع الذي تؤيده القوانين والاعراف الدولية . وختم كلمته بالقول : ايها العراقيون الغيارى ، يخطئ من يتصور ان صبر هذه الأمة ضعفا وان هذا الشعب الذي قهر الظلم والطغيان على مر العصور لن يستعيد حقه.. نحن اقوياء بهذا الشعب وبوحدته الوطنية .. وبإرادته الصلبة نتجاوز الصعاب وننتصر..عاش العراق.