رغم ان الرئيس الأمريكي أوباما لا يكف عن القول بأن الحرب علي الإرهاب ليست حربا علي الإسلام والمسلمين، وبالرغم من ترديده لتلك العبارة وذلك المعني أكثر من مرة خلال السنوات والشهور الماضية التي شهدت العديد من الجرائم الإرهابية في أماكن كثيرة من العالم آخرها ما جري في كاليفورنيا الأسبوع الماضي،..، إلا ان هناك العديد من الأصوات الأمريكية بدأت ترتفع مطالبة باتخاذ إجراءات مشددة ضد المسلمين بوصفهم إرهابيين، أو علي الأقل هم المصدر الأساسي للتطرف والإرهاب في العالم. آخر هذه الأصوات وأحدثها هو المليونير أو البليونير الأمريكي دونالد ترامب المرشح البارز للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري، الذي أعلن عن رفضه لوجهة نظر أوباما وسياساته المتراخية والضعيفة في مواجهة الإرهاب بصفة عامة و«داعش» بصفة خاصة، وقال من الواضح أننا في حاجة إلي رئيس جديد فورا. ولكن الأخطر من ذلك هو ما طالب به ترامب في أعقاب الإعلان عن أن مرتكبي الحادث الإرهابي في كاليفورنيا هما مسلمان باكستانيان، حيث أكد ضرورة منع المسلمين من دخول الأراضي الأمريكية نهائيا، حتي يمكن حماية المجتمع الأمريكي من التطرف والإرهاب.. ورغم التطرف الشديد في موقف المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب،..، وبالرغم من ان موقفه ذلك يأتي في سياق السباق الانتخابي والرغبة في إعطاء الأمريكيين الانطباع بأنه الأكثر حرصا علي حماية المجتمع والمواطن الأمريكي،..، إلا أننا لا يمكن ولا يجب أن نتجاهل ما تحمله هذه الدعوة في طياتها من مؤشرات، عن متغيرسلبي في نظرة الغرب عموما وأمريكا علي رأسه للمسلمين والربط بينهم وبين التطرف والإرهاب،..، وهذا شيء خطير يجب أن نتنبه له. وفي ذلك لابد ان ندرك ان الربط بين الإرهاب والتطرف والإسلام والمسلمين، هو هدف رئيسي تسعي إليه كافة التنظيمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة وتعمل له بكل الوسائل وكافة الطرق، وهو ما سعت اليه «القاعدة» من قبل وما تسعي إليه «داعش» الآن، وما عملت وتعمل لتحقيقه كل الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، التي تدعي انها الوحيدة الناطقة باسم الإسلام والمدافعة عنه،..، والإسلام منها براء. وإذا ما أدركنا ذلك، يصبح من الضروري والمهم ان تتحرك «منظمة العالم الإسلامي» لمواجهة هذا الخطر، والتأكيد في كل بلاد الدنيا سواء في أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها ان الإسلام بريء من هؤلاء القتلة، وان المسلمين هم أول الضحايا لهذا الفكر المتطرف والإرهابي.