سيطر الاتجاه التقليدي والتاريخي على عالم الموضة العصرية بأسلوبها الرفيع في تصميم أزياء الملابس النسائية وذلك في أعقاب العرض الباريسي الذي قدمه مصمم الأزياء رامي العلي يناير الماضي. وقد أبهر "العلى" الجميع بالعرض الذي أقامة بفندق لو موريس في عاصمة الموضة "باريس" الأربعاء 4 يوليو مع مجموعة من الابتكارات المستوحاة من الطراز الباروكي لموسم الخريف والشتاء 2012- 2013 وتعتبر تلك الابتكارات من تراث أوروبي قرون مشربة بالفن الباروكي تتسم بالأناقة والجمال لوحات مفعمة بالحيوية تسحر العين وتثير الأحاسيس وكأن جميع أشكال الفنون قد اعتنقت هذه النظرية. وقد أبرزت التصميمات معالم الإسراف والبذخ في المبنى مع الأشكال المسيطرة والعناصر الثابتة المزخرفة التي زينت التصاميم فأسرت التمثيليات المسرحية التخيلات بينما انغمست الصور الزيتية في أهواء البيئة المحيطة وانتقل الشغف عبر أغراض مفعمة بالتألق والرغبة بما أن التعبير الفني بات يشكل طليعة المجتمع كانت أوروبا تنبض بالحياة عبر إثارة قوية تتمتع بسلطة مطلقة وصادقة لا يشوبها غموض. واكتسبت هذه التشكيلة من التصاميم لمستها المثيرة للأحاسيس عبر طيف ملون يتألف من أشكال منمقة ملوكية الطابع بعد الاستهلال بتدريجات بالغة الرقة من الفضي الكلاسيكي ولون الشامبانيا ترشح ملونة المصمّم بتدريجات من الذهب النفيس والبرونزي فتمنحها إغراءً غنياً. وجاءت الألوان تنبض بالحياة كالفوشيا والأرجواني تضفي القوة على جو العرض وطاقة تنبض بالحيوية على المجموعة أنسجة غنية تجسد الإتقان مع أقمشة متعددة الطبقات شغلتها أنامل المصمم بفن لخلق أبعاد جديدة وأسلوب مبتكر ومزيج رائع من التول والدانتيل والموسلين والقماش المقصب والتفتا اللامعة الفريدة يوفر الوسائل المطلوبة لصنع تصميمات مميزة مستوحاة من الفنّ الباروكي بواسطة أقمشة فاخرة مع تفاصيل معقدة وتطريز مبتكر على نحو مذهل. وشكلت المعالم الزخرفية قلب هذه المجموعة سواء كانت موجودة في الجرأة المبرزة بصورة خاصة أو في الجمال الغامض فساتين ضيقة وطويلة تلامس الأرض نقلت صورة التصاميم الباهظة التي حرص المصمّم في تفصيلها على إبراز معالم جسم المرأة بشكل رائع فيما جسدت التصاميم القصيرة التي استعادت خطوط موضة خمسينيات وستينيات القرن الماضي الجيل الجديد في عالم تصميم الأزياء وظهرت تفصيلات العنق غير المتناسقة بشكل واضح في المجموعة بحيث شكلت التفصيلة وحدها جزءاً مكملا للفستان.
