أقيمت على هامش الدورة ال37 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، الاثنين 16 نوفمبر الجاري، حلقة بحثية حول مئوية المخرجين صلاح أبو سيف وكامل التلمسانى، وذلك ضمن أسبوع النقاد الذى تنظمه جمعية نقاد السينما المصريين بالتعاون مع الجامعة الأمريكيةبالقاهرة. كانت الحلقة البحثية على مدى يومين "الأحد والأثنين" فى المجلس الأعلى للثقافة، بحضور عدد من النقاد والجمهور، وأكدت إدارة الجمعية فى بداية الحلقة البحثية أنه لم يكن من الطبيعى أن يتم تفويت مناسبة الإحتفال بمئوية المخرجين الكبيرين صلاح أبو سيف وكامل التلمسانى اللذان ولدا عام 1915، حيث ولدا فى نفس العام وتأثرا بالمناخ اللذان نشأ فيه، وهو ما جعل أفلامهما تتسم بمحاكة الواقع المصري، وقد تم تقديم عدة أوراق بحثية على مدار اليومين منها ما تعلق بالحى الشعبى فى سينما صلاح أبو سيف. أكد ناجى فوزى أن صلاح أبو سيف استخدم الموروثات والمصطلحات الشعبية ليبرز الشخصية الشعبية فى أعماله، كما اهتم بالمكان وديكوراته ليعبر عن الحارة الشعبية بشكل واقعى. وأضاف بأنه من ضمن أفلام صلاح أبو سيف ، وعددها 42 فيلماً، هناك فيلمان يحملان اسماء تشير لمناطق شعبية حقيقية، مثل فيلم "شارع البهلوان" وهو أحد شوارع منطقة السيدة زينب، و"حمام الملاطيلى" وهو حمام شهير، وتحدث أخيراً عن الأماكن والشخصيات فى سينما صلاح أبو سيف. وأشار إلى أنه كان يركز على الحارة والمقهى والورشة وسوق الخضار، فى حين كانت الشخصيات فى أفلامه تنفر من الحارة الشعبية. وأعد الناقد أحمد شوقى ورقة بحثية حول الرؤية والأسلوب فى أفلام كامل التلمسانى، وحاول من خلالها قراءة مفردات صناعة العمل لى المخرج الكبير، حيث أكد على إختلاف السينما التى كان يقدمها التلمسانى من خلال تفردها وتميزها بعدد من المفردات لم تكن فى أفلام أخرى، واختار أحمد شوقى أربعة أفلام ليتحدث عنها خلال الورقة التى قدمها وهى "السوق السوداء"، "كيد النسا"، "الناس اللى تحت"، وأخيراً "موع مع إلبليس". وتحدثت المخرجة عرب لطفى عن حضور المدينة فى أعمال صلاح أبو سيف، وألقت الضوء على لقاء صلاح أبو سيف ونجيب محفوظ فى بعض الأعمال، مؤكدة أن الثنائى ولدا وعاش فى القاهرة ويعلمون ما كان يعانى منه المجتمع فى ذلك الوقت وقادرين على إخراج مكنوناته، وهذا ما جعل أعمالهما معاً لها خصوصية كبيرة، وأضافت بأنه عندما نمشى بالتدريج مع تجارب المخرج الراحل سنجد أن لغة السينما لديه كانت تعتمد على التقاصيل، وعلى سبيل المثال فالحارة الشعبية التى كانت تظهر فى أفلامه كانت ديكور ولم تكن حقيقية وذلك لإهتمامه بإنشاء تفاصيلها، ولذلك فهو كان يهتم بالسينما المصنوعة، كما أنه كان يهتم بمنظومة النجم الأوحد فى العمل. وأكدت عرب لطفى أن صلاح أبو سيف ابن المدرسة الكلاسيكية، حتى أنه عندما عمل بالدراما اهتم بالجزء النفسى للأبطال، فكل ما كان يقدمه كان من إبداعه ولم يكن يقلد المدرسة الواقعية فى أى شئ، موضحة أنه كان قادر على التعبير عن روح الشعب، والمقصود هنا ليس نقل عظمة وروعة الشعب، ولكن نقل حياته العادية وتوتراته ومشاكله. وتحدث الناقد محمد الروبى عن كامل التلمسانى من خلال قراءة فى كتابيه "سفيرأمريكا بالألوان الطبيعية"، و"عزيزى شارلى"، حيث أكد أن التلمسانى قضى حياته فى القاهرة ورغم قصر عمره إلا أن حياته كانت مليئة بالمغامرات والمشاكل، وهو ما أنعكس على أعماله، موضحاً أن المخرج الراحل ترك دراسة الطب البيطرى فى السنة الأخيرة وقرر أن يدرس الفن التشكيلى، وعندما وجد أن رسوماته لا تصل إلى الناس قرر سلك الطريق الأسهل لإيصال رسائله الفنية إليهم من خلال الإخراج، كما أنه شارك الرحبانية فى تقديم أعمال مسرحية مختلفة خلال إقامته فى لبنان. وأوضح الروبى أن كامل التلمسانى قدم خلال كتابته تحذير للجمهور من السينما الأمريكية، مؤكداً أنها أحد أسلحة أمريكا التى تستخدمها للسيطرة على العالم، فهم لهم سفارات مباشرة نعلمها جميعاً وسفارات غير مباشرة والتى أطلق عليها فيما بعد "القوى الناعمة"، مثل السينما والصحف والمجلات، وهو ما أكده التلمسانى فى كتابه "سفير أمريكا بالألوان الطبيعية" على لسان أحد القادة الأمريكين، حيث أوضح المخرج الراحل أن أمريكا تستخدم السينما لوضح للعالم أنها جنة الله على الأرض، وأنها تسعى لأن يعم السلام العالم حتى لو اضطرت لتدمير العالم، كما تستخدم أفلامها للترويج للرأسمالية وأنها الحلول لكل مشاكل الدول الأخرى.