واقع الحال أن السياحة المصرية تمر بأصعب ظروفها ووصلت معدلات الإقبال على زيارة الأقصر وأسوان إلى نسب لم يتخيلها أعظم المتشائمين بالرغم أننا نملك كل مقومات السياحة. وإذا كنا جادين في حل أزمة السياحة بالأقصر فعلينا مواجهة الواقع بصدق من أجل وضع الحلول للخروج من أزمتنا. الخبير السياحي محمد عثمان سكرتير عام جمعية رجال الأعمال السياحيين يقول نتمنى ألا يكون لما حدث في سينا أي تأثير على الحركة السياحية خاصة مع استبعاد العمل الإجرامي كسبب للحادث وحتى الآن لم تظهر النتائج وقوع الحادث بفعل الإرهاب وأعتقد أنه آن الأوان لكى نتعلم من أخطائنا ليكون درسا لنا للاهتمام بالسياحة الثقافية أسوة بالسياحة الشاطئية والترفيهية. وبسؤاله حول نسبة الإشغال السياحي بالأقصر حاليا ؟ أجاب بقوله معدلات هزيلة وضعيفة ونستحي من ذكرها وستظل كذلك حتى تستفيق الدولة وتتكاتف من أجل الخروج من الأزمة وستظل الأقصر تنزف طالما لا يوجد في الأقصر طيران عارض " الشارتر" والذي يعتبره وزير الطيران الحالي عبئا على الدولة ولا يحقق ربحا.. ولك أن تتخيل أن بلدا مثل إنجلترا تمنحنا ما يزيد عن 40 % من السياحة لا يوجد فيها غير خط طيران واحد. وتابع:"لدينا إشكاليات في السياحة الثقافية التى تشتهر بها الأقصر قتلت بحثا من أهمها الطيران العارض ثم أين دور مكاتبنا في الخارج الذي ينبغي أن ننظر لها بقوه وهى ليس لها دور معلوم فى الترويج للسياحة، ثم إننا نحتاج عدد من الأحداث الثقافية والفنية التي تعيد للسياحة الثقافية، مستنكرا تنظيم احتفالية الموسيقار العالمي ياني في القاهرة دون أن يكون للأقصر مكان لها. واستطرد الخبير السياحي محمد عثمان، قائلا:" نعلم أن هناك خطة إستراتيجية للسياحة وأشد ما يؤلمنى إننى أحيانا ما أشعر أن الدولة ضد السياحة الثقافية التى جذبت من قبل معظم ملوك وأمراء العالم وقادته وحكامه حتى نالت الأقصر شهرتها العالمية ك"منارة العالم السياحية". وأشار إلى تحول أحد فنادق الأقصر المصنفة سياحياً إلى مستشفى للأمراض العقلية وهذا ليس بغريب بعد أن هرب 40% من العمالة المدربة إلى قطر للمشاركة في كأس العالم، وإذا كانت الإحصائيات تؤكد أن 4 مليون مواطن يعملون بالسياحة في مصر و إذا افترضنا ان كل منهم يعول 5 أفراد في المتوسط فمعني ذلك أن ربع عدد السكان في مصر لهم ارتباط وثيق بالسياحة مباشرة بالإضافة إلي ان السياحة تشارك فيها 55 صناعة كلها في حالة ركود. اما محسن السيد عبد الرحيم (مرشد سياحي) فيقول لاشك أن حادث الطائرة الروسية سيؤثر مبدئيا علي التدفق السياحي وهذا التأثير لن يظهر في الوقت الحالي مباشرة بالرغم من أننا علي يقين بأن الحادث بسبب عطل فني أو خطأ بشري.. فالأقصر حركة السياحة فيها شبه متوقفة وعلينا أن نعمل كمنظومة واحدة متكاملة من أجل عودة السياحة. ويقول محمد سيد بدر محافظ الأقصر، إن جهود الدولة محسوسة من أجل النهوض بحركة التدفق السياحي لتعود إلى معدلاتها الطبيعية وأنها وضعت في سبيل ذلك برنامجا مدعوما من الحكومة من أجل تنشيط السياحة في الأقصر والعروض الجاذبة للمواطنين وتم تنفيذه بنجاح ويشمل حزمة مزايا خاصة بتخفيضات في التنقلات بالنسبة لرحلات الطيران الداخلي والخارجي ومنح مزايا لرحلات الطيران العارض "الشارتر " وكذلك برامج زيارة المناطق الأثرية وعروض الإقامة بالفنادق بجانب تسهيلات من وزارة الآثار وعروض خاصة بفتح المزارات ليلا من بعد 25 يوليو الماضي. وقال المحافظ إن الفترة القادمة تتطلب تكاتف جميع العاملين بالقطاع وبذل مزيد من الجهد لجذب السياح مرة أخرى من خلال تكثيف حملات التسويق الدولي لافتا الي قيام اجهزة المحافظة بارسال خطابات للمؤسسات والهيئات المختلفة لطلب عقد مؤتمراتهم في الأقصر وتجهيز قاعدة بيانات كاملة بالسفارات والشركات والجامعات وغيرها وتقديم عروض خاصة سياحية جاذبة من قبل المعنيين. وطالب أصحاب ومديري الشركات والفنادق السياحية بالأقصر بالتركيز علي التسويق الدولي والطيران العارض وأهمية تشكيل فرق عمل للترويج للأقصر في الخارج مرحباً بأية مقترحات مقدمة من المعنيين في هذا الشأن. وكشف بدر عن وضع عدد من المقترحات بالتنسيق مع وزير السياحة تتضمن وضع خطة للترويج للأقصر ومنتج السياحة الثقافية وربطها بمقصد سياحي شاطئي واستمرار دعم الطيران العارض من مختلف دول العالم.