وديان جبل الجلاله فاضت بالمياه والسيول اندفعت محملة بالصخور فتح الطريق بعد التخلص من المياة فى 4 بؤر ممتدة على الطريق استمرار أعمال البحث عن " تباع " مفقود هرب من المطر فجرفته مياة السيل "يوما ما ستكون نقطة المياه أغلى من الرصاصة والسلاح .. ولا أتمني أن أعيش لأرى هذا اليوم" كلمات أطلقها رجل أعرابي وقد جاوز الخمسين وهو يشاهد المعدات وهي تصنع طريقا لمياه الامطار العذبه على طريق السخنة - الزعفرانة، لتستقر فى خليج السويس. يتحسر وهو ينظر للمياه وقد ابتلعت تباع السيارة النقل، وقد جرفته السيول خلال محاولته الهرب خوفا من السيول المندفعه من جبل الجلاله، وما زال البحث جاريا عنه، أما السائق فقد نجا. مئات الآلاف من أطنان المياة كانت يمكن ان تحول الصحراء الممتدة حول السويس الى جنان خضراء، او جمعها وتخزينها وتنقيتها بمحطات مياة لتستفيد منها القري السياحية. يتذكر الأعرابي كيف أن أباءه وأجداءه كانوا يحفرون الابيار على مخرات السيل الطبيعية ليجمعوا فيها مياة الامطار، ليعيشوا عليها طوال العام، ويسقون منها اغنامهم التى يرعونها. "الأخبار" حذرت الاسبوع الماضي مع بداية الطقس السئ الاحد قبل الماضي، وكشفت ان الوديان السبعة خلف جبل الجلالة امتلات بها مياه الامطار، وانه فى حال سقوط امطار غزيرة مجددا على السخنه فان الطريق سيغرق. وهو ما حدث خلال الاربعاء الماضي فى السويس، واستمر طريق السخنه الزعفرانه مغلقا مدة 8 ساعات بعدما اغرقت المياة الطريق، وحالت دون حركة السيارات، وكان لشدة اندفاعها ان تجرف معها الحجارة والصخور وتدفع بشاحنه كانت متوقفة بجوار الطريق، ولولا الحواجز الخرسانية لكانت ذهبت مع المياة العذبة الى المياة المالحة بخليج السويس . فى الثانية عشر من منتصف ليل الخميس تم فتح طريق السخنه، من الاتجاهين لتعود الحركة المرورية الى طبيعتها مجددا، بعد 8 ساعات من التوقف، وقد بذلت قوات الشرطة فى السويس بقيادة اللواء جمال عبد الباري مدير أمن السويس، ورجال المرور بقيادة العميد محمد الدفرواي جهود أستمرت طوال ساعات الليل بالتنسيق مع الجهاز التنفيذي للمحافظة وسعيد اللبيدي رئيس حي عتاقة حتي عادت الحياة لطبيعتها للمنطقة، حيث تم فتح حارة واحدة فى بداية الأمر لتسيير المئات من السيارات المتكدسة فى الاتجاهين، وذلك بالتبادل بين المتجهين الى السويس- والمتجهين الى الزعفرانه. بينما واصلت معدات وأوناش الهيئة العامة للطرق والكباري بالتنسيق مع إدارة تامين الطرق ومرور السويس، رفع مياة الامطار من البؤر الممتدة بطريق السخنة والزعفرانه، والتى خلقتها السيول المندفعه من خلف جبل الجلاله. وأوضح سعيد اللبيدي رئيس حي عتاقة أن منطقة السخنه شهدت سقوط أمطار كثيفة عصرا الاربعاء وأستمرت، أكثر من ساعتين مما تسبب فى إمتلاء الوديان خلف جبل الجلاله، وفاضت المياة ونزلت على طريق السخنة_ الزعفرانه، وكشف ان السيول هذا العام كانت اقوي تلك التى شهدتها السخنه فى مايو 2014. وأضاف أن مياه السيول أندفعت بقوة من خلف الجبل حامله معها الطين الحصي، ونزلت من أقل المناطق انخفاضا لتستقر فى 4 بؤر، تمتد مساحة كل واحدة منها ما بين كيلو وكيلو ونصف و2 كيلو متر، وكانت البؤره الاولي قبل أحدى محطات الوقود علي طريق السخنه، والثانية بعد المحطة، وقد حاصرت المياة المنطقة حتي كادت المحطه اشبه بالجزيرة وسط المياة، وتم على الفور التحرك وسحب المياة منها، بينما المنطقة الثالثه فكانت قبل بورتو، والرابعة قبل وادى الدوم، والتى جهزت مخرا للسيل استقبل كميات من المياة المندفعه من جبل الجلاله وصولا إلى خليج السويس، حتى لا تتعرض للغرق، وتجنبا لتكرار سيناريو مايو 2014. ولفت اللبيدي أن الامطار توقفت مع غروب الشمس، إلا أن السيول ما كانت مستمرة ولكن بقوة وادفاع أقل، وتم التنسيق مع مديرية أمن السويس، وغلق الطريق فى الاتجاهين، حفاظا على سلامة وارواح القادمين من الزعفرانه الى السويس، والمتجين من السخنه للزعفرانه، وعقب انحصار المياة من امام قرية وادي الدوم، تم فتح حارة بالطريق لتسيير الحركة المرورية. ورفعت اللوادر والكساحات الاتربة من جانب الطريق ووضعتها كحاجز ترابي بالطريق، مع صنع مجري لمياة السيل لتصرف فى الخليج بشكل مباشر دون التراكم بجوار الطريق. كما أوضح أن مياة الامطار التى تجمعت فى البؤر وصل عمق المياة فيها من 20 إلى 40 سم، ، وتم التعامل معها ودفع المياة بجاروف اللوادر والكساحات والجليتور لسرعة نزحها تصريفها الى الخليج حتى لا تؤثر على الحالة الفنية للطريق، وقد تابع فى جوله صباحية المنطقة، وبدأت أثار المياة المتبقية فى البؤر فى الجفاف تحت أشعة الشمس. وخلفت السيول هذه المرة خسائر بشرية، حيث توقف سائق سيارة نقل بمقطوره، خوفا من ان تجرفه المياة، ونزل هو والتباع هربا من السيول المندفعه، إلا ان المياة جرفت التباع، وما زالت فرق البحث والانقاذ تبحث عنه، بينما نجا السائق بعدما تثبت بجالون فارغ قد سقط من السيارة حيث دفعتها الصخور والحصي التى تجري مع السيل وتسببت فى تلك احد جوانبها. بينما ذكر خالد عطية مدير قرية وادي الدوم ان القرية لم تلحق بها اي خسائر تذكر، حيث تم الاستعداد لتلك السيول بحفر وتجهيز مخر يستقبلها، وهناك اثار للمياة حول الشاليهات ولم تؤثر على العمل، لافتا الى ان القرية استقبلت فوج للمصطافين امس الخميس. وفي سياق متصل أصدرت هيئة موانى البحر الأحمر، نشرة تعليمات لجميع مديري مواني الهيئة بمحافظات البحر الاحمر وجنوب سيناءوالسويس، بإغلاق المواني أمام الوحدات الصغيرة كاليخوت والبواخر السياحية، وعدم السماح لها بالابحار والخروج من الموانئ. وأوضح عبد الرحيم مصطفى المتحدث باسم هيئة المواني انه تم وقف جميع الأعمال البحرية والصيد، والرياضات البحرية فى ميناءى الغردقة وشرم الشيخ لمدة ال 72 ساعة المقبلة، كما تم وقف رياضات الغطس والسنوركلينج. وذلك كإجراء احترازى للحفاظ على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وأكد أن حركة الملاحة بجميع مواني بالمحافظات الثلاث تسير بصورة طبيعية وتستقبل السفن التجارية.