دخل العسكرية المصرية مرحلة جديدة بعد توقيع الرئيس عبد الفتاح السيسي صفقة تحصل مصر بموجبها علي حاملتي طائرات الهليكوبتر الفرنسيين «ميسترال» ، لترفع بذلك القوات البحرية من كفاءتها. يأتي ذلك في إطار خطة القوات المسلحة في تنويع مصادر السلاح وزيادة قدرات تسليح الجيش، لمواجهة كافة التحديات التي تواجه، وتهدد أمن مصر القومي علي مختلف الاتجاهات الإستراتيجية، في ظل التهديدات في منطقة الشرق الأوسط المليئة بالصراعات والنزاعات الداخلية والإقليمية. وتسعي مصر لشراء 50 مروحية من طراز كا-52 الهجومية المتطورة من روسيا ليتم وضعهم علي متن الحاملتين وتعتبر «كا-52» مروحية هجومية متعددة الأغراض، يمكنها تدمير الدبابات والمدرعات العسكرية والمروحيات المعادية في الأحوال الجوية كافة وفي أي وقت، كما توفر الدعم الناري لقوات الإنزال والمهام. وتتمتع السفينة الحربية الفرنسية "الميسترال" بقدرات عسكرية كبيرة حيث تحمل 700 جندي علي متنها، و16 طائرة هليكوبتر، وما يصل إلي 50 عربة مدرعة و40 دبابة، كما أنها مجهزة بمستشفي داخلي يضم 69 سريرا للمصابين. وتتميز السفينة الفرنسية بتكنولوجيا عالية في القيادة والسيطرة غير متوافرة في مثيلاتها وتبلغ مساحة منطقة القيادة بداخلها حوالي 6400 متر مربع كما تضم منطقة مخصصة لصيانة الهليكوبتر وتملك رادارا للهبوط بالإضافة لخاصية الهبوط البصري كما تمتلك صواريخ دفاع جوي وصواريخ سطح. "ميسترال" الفرنسية يمكنها تنفيذ العديد من المهام لكونها ضمن قائمة السفن البرمائية فيمكن استخدامها كسفينة قيادة كما تستطيع نقل العتاد الحربي والأفراد وإنزالهم إلي الساحل غير المجهز باستخدام المروحيات وزوارق الإنزال السريعة وقيادة الطائرات في الجو. ويمكن تسليح حاملة الطائرات ميسترال، التي تبلغ سرعتها القصوى 35 كم في الساعة، بمنظومة صاروخية للدفاع الجوي ورشاش عيار 12.7 ملم، كما أنها مزودة بثلاثة رادارات واحد ملاحي وثان جو أرض وثالث للهبوط علي سطح السفينة. ومن جانبها أعلنت شركة روسية استعدادها لتجهيز حاملتي طائرات الهليكوبتر باختراعات تقنية جديدة، اللتين صنعتهما فرنسا من أجل روسيا وفشلت الصفقة بسبب العقوبات التي تم توقيعها علي روسيا بعد أزمة أوكرانيا. وأعلن "غيورغي أنتسيف"، المدير العام لشركة «مور إنفورمسيستيما-أغات»، في مؤتمر صحفي أن الشركة مستعدة لتسليم ما اخترعته أخيرا من تقنيات مثل نظام الإدارة المعلوماتي ونظام التحكم في هبوط طائرات الهليكوبتر وأجهزة الرادار إلي من يشتري حاملتي طائرات الهليكوبتر من طراز «ميسترال». وقال أنتسيف «نحن مستعدون لبحث أي طلب يتقدمون به إلينا عن طريق «روس أوبورون أكسبورت» «شركة تصدير الأسلحة الروسية» مؤكدا أنه «بمقدورنا سد حاجة أي بلد تتعاون معه روسيا في مجال التسليح». فيما وافقت موسكو علي ألا تفكك الأجهزة الروسية في حاملة المروحيات «ميسترال»، التي سوف تتسلمها مصر. وأعلنت «ديفينس نيوز» أن موسكو موافقة علي تسليم ميسترال مع الأجهزة الروسية للهند ومصر. من جانبه قال اللواء هشام الحلبي الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن «ميسترال من أهم حاملات الطائرات في العالم وتُستخدم للحروب الخارجية، حيث تقوم بنقل الجنود والطائرات الهليوكوبتر لمناطق القتال خارج حدود الدولة. وتبلغ حمولتها 22 ألف طن، وطولها 199 متراً، وعرضها 32 متراً. كما تضم منظومة صاروخية للدفاع الجوي وتستطيع نقل وحمل ما بين 20 إلي 24 طائرة، بالإضافة إلي 3 رادارات ومستشفي مجهز وكامل». وأوضح الحلبي أن «ميسترال تُعرف أيضاً باسم سفينة الإبرار والقيادة، وتقوم بمهام أساسية عدة مثل العمليات البرمائية، حيث توجد أماكن بها للمركبات والبضائع وأماكن إقامة لنحو 450 فرداً بتجهيزات الإعاشة للمهام بعيدة المدى، هذا بخلاف نظام إدارة المعارك والمعلومات البحرية التكتيكية وأنظمة الاتصال بالأقمار الصناعية، ما يهيئ المجال كاملاً لأعمال القيادة».