سيدتي.. لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن تخرج الشرور من الملائكة، ذلك لأنني أحببت فتاة كانت كالملاك عندما عرفتها للمرة الأولى في ميدان التحرير. لم تكن مؤمنة كثيرا بالثورة كانت إلى حد كبير شبه المتفرجين وهى تغير أرائها بسرعة لدرجة أنه بعد نصف ساعة قد تؤيد الفلول وبإمكان أي شخص أن يجعلها تغير رأيها بسهولة. بدأت أضمها إلينا في جلساتنا على مقاهي منطقة وسط البلد وبدأت تختلط أكثر بوسط الثوار وكان من بين أصدقائي أحد الوجوه الثورية المعروفة ولاحظ الجميع انجذابهما لبعض منذ اللقاء الأول وبدأ يلتقيان بعيدا عني.. وكان هذا يقتلني وكنت أتعذب في صمت وقلت في نفسي ربما تحبه لأنه أكثر مني في التعليم والمستوى والاجتماعي فهو جامعي بينما أنا حاصل على دبلوم وهى أيضا طالبة جامعية وعلى الرغم من ألمي وحزني إلا أنني قررت أن أتغاضى عن ذلك وأتمسك بصديقي الثائر حتى نستكمل أهداف الثورة. ومنذ فترة تم القبض على صديقي الثائر وبدأت تنشط وتظهر كناشطة سياسية وتدافع عنه ووقفت إلى جوارها وتم الإفراج عنه. ولاحظنا جميعا التغير الذي طرأ عليه فلم يعد ثوريا ولم يعد يشارك في اعتصاماتنا الأخيرة وسيطرت عليه سيطرة تامة ولم يعد يلتقي بنا وبات كل همه البحث عن عمل والزواج بها وبدأت أشك أنها عميلة لأمن الدولة وأريد فضح هذه الشيطانة أمام كل الناس..هذه الشيطانة التي كانت في يوم من الأيام في عيني ملاك. سيدي.. اسمح لي أن أحييك على موقفك النبيل تجاه الثورة وتمسكك بأهدافها ولكن أغفر لي فما فعلته هذه الفتاة التي أحببتها أنت من طرف واحد ليس ذنب فهي لم تقل لك أنها تحبك أو حتى أنها لم تفكر فيك بسبب أن ظروف الآخر أفضل منك كل ما فعلته هو أنها انجذبت إلى زميلك وأحبته والحب آمر ليس لنا فيه حرية الاختيار. من حقهما معا أن يرتبطا بطريقة شرعية فليس معنى أن تكون ثائرا هو أن تكون راهبا وليس معنى أنها لم تحبك أنها شيطانة أو عميلة لأمن الدولة..لا تفكر بطريقة سلبية وتمنى لهما الخير وسيعوضك الله بمن تحبك وليحفظ الله مصر دولتنا المدنية بأمثالك من الثوار الأحرار. لمراسلة الباب [email protected]