2012- م 02:02:11 الثلاثاء 12 - يونيو فيليكس باومجارتنر شيماء قنديل بدأ العد العكسي لتنفيذ القفزة الأطول والأعلى والأكثر أهمية في التاريخ. وذلك من خلال تسجيل رقم قياسي عالمي بالسقوط الحر من الفضاء، ولا تنتهي باكتشاف حقائق علمية جديدة تسهم في تطوير الدراسات البشرية. .وسيقوم بالقفزة الرياضي النمسوي الاستثنائي، فيليكس باومجارتنر. وتقوم المهمة على القفز من الطبقة العليا للفضاء الجوي أو "الستراتوسفير" على ارتفاع 36 ألف متر وتحطيم الرقم القياسي في السقوط الحر، واختراق جدار الصوت بجسم بشري. تعود الفكرة الى عام 2005، حين بدأ التفكير بقفزة حرة من حد الفضاء ينفذها باومجارتنر، وتفتح آفاقاً جديدة في عالم الرحلات الجوية البشرية. هذه الفكرة تحولت واقعاً في العام 2007، حين انتقلت الى إدارة آرت تومسون، المهندس الذي ساعد في ابتكار الطائرة النفاثة المقاتلة "ب 2". ومع تولي تومسون مهمة التخطيط للقفزة الكبرى، بدأت تزامناً عملية اختيار أعضاء الفريق العلمي لمهمة ريد بُل ستراتوس. وفي العام عينه، بدأ تطوير الكبسولة التي ستنقل فيليكس الى الفضاء في مركزٍ للاختبارات الجوية في لانكستر، ولاية كاليفورنيا. وفي عام 2008، انضمَّ الأسطورة الأميركي حامل الرقم القياسي الحالي لأعلى قفزة بشرية جو كيتنجر الى الفريق ، ليكون أول لقاء له مع فيليكس، خليفته المرتقب. وقدَّم الفريق الطبي عرضاً عن المخاطر المحتملة من السقوط الحر بسرعة الصوت، وبدأ العمل على إنتاج البزة الفضائية الأولى التي تقام لمهمة غير حكومية، والمظلة المخصصة للهبوط، تزامناً مع استكمال تطوير الكبسولة الخاصة بالمهمة. وفيما استكمل العمل على التجهيزات في العام 2009، بدأ كذلك البحث عن المواقع المحتملة لإطلاق المهمة. وشرع فيليكس في غضون ذلك في إنجاز تمارين على ارتفاع شاهق تضمنت القفز من مستوى 27 ألف قدم واختبار البزة الفضائية التي أنجزت نهائياً في العام عينه. وفي عام 2010 الإعلان عن مهمة ريد بُل ستراتوس، تزامناً مع مواصلة الاختبارات على مختلف المعدات، واستمرار فيليكس بتمارينه المكثفة. وفي حين تتابعت الاستعدادات العام الماضي، أعلِن في العام الجاري عن المرحلة الأخيرة للمهمة التي ستُنجر قريباً، وعن موقع الإطلاق الذي سيكون في مدينة روزويل في ولاية نيو مكسيكو الأميركية. ليست مهمة ريد بُل ستراتوس نزهة في الفضاء، بل تعتبر تحدياً للعلوم والطبيعة البشرية في الوقت عينه. هذا ما تطلب متابعة من فرق مختصة تضم أهم العلماء الجويين وأفضل الفيزيائيين والأطباء الذين واكبوا رحلات جوية عدة. وتهدف المهمة الى الوصول إلى حد الفضاء وتوفير البيانات العلمية القيمة للتقدم العلمي وتحطيم أربعة أرقام قياسية عالمية: أعلى ارتفاع لمنطاد مأهول (36000 متر)، وأعلى قفزة بالمظلة، وأول شخص يخرق حاجز الصوت خلال سقوط حر، وأطول سقوط حر (5 دقائق و30 ثانية تقريبًا). وسيصعد فيليكس باومجارتنر الى ارتفاع أكثر من 36 ألف متر بواسطة منطاد خاص، في رحلة تدوم ثلاث ساعات، قبل أن يقفز من كبسولته المتصلة بمنطاد هيليوم. وحين تكمل الكبسولة رحلتها التصاعدية بنجاح وينجز باومجارتنر مهمته وفقاً لاحتياطات السلامة، يتم فصل المركبة عن المنطاد بواسطة نظام تحكم من بعد، بينما تقوم مظلة مجهزة بنظام تتبع لتحديد الموقع "جي بي اس" بإعادة الكبسولة إلى الأرض حيث يتم استخراج البيانات التي تم جمعها في الفضاء. وسيشكّل القفز من حدّ الفضاء من دون أدنى شك بداية لبعد جديد حتى بالنسبة لباومجارتنر نفسه. وكان فيليكس عاد أخيراً الى النمسا في زيارة يرجح أن تكون الأخيرة الى مسقط رأسه قبل قفزة تحطيم الرقم القياسي في السقوط الحر من حد الفضاء. وواكب جو كيتنجر وآرت طومسون الرياضي النمسوي في زيارته لسالزبورغ وضواحيها، حيث جال الثلاثي على مطار هنغار-7 والمناطق الأثرية والمناظر الطبيعية في النمسا، واحتلفوا بعيد الميلاد ال43 لباومجارتنر.