أنجز فيليكس باومجارتنر أبرز المحطات التي تسبق محاولة تحقيق حلمه بأن يصبح أول رجل يخرق جدار الصوت في سقوط حر. بعدما أتمَّ بنجاح في 25 يوليو آخر قفزة اختبارية قبل تنفيذ مهمة ريد بُل ستراتوس، وبحسب بيانات أولية، فقد حققت قفزته الاختيارية من منطاد بحجم 5,3 مليون قدم مكعب (150,079 متراً مكعباً) ارتفاعاً تخطى 96,640 قدماً (29,455 متراً)، في زمن بلغ 3 دقائق و48 ثانية وسرعة وصلت إلى 536 ميلاً في الساعة (862 كلم/س). وقد حطَّ باومجارتنر في منطقة صحراوية في ولاية نيومكسيكو الأميركية، على بعد ربع ساعة بالمروحية من موقع انطلاقه في مركز روزويل الجوي الدولي. وفيما كان فريق العمل ينتظره في مركز التحكم على أحرّ من جمر، علَّق المدير التقني للمهمة آرت طومسون قائلاً: "من الصعب عدم التأثّر بما حصل اليوم، ونحن في غاية السعادة لعودة فيليكس الى اليابسة بعد أسبوع من التقلبات الجوية، وكل ما تحقق كان نتيجة العمل الرائع الذي أنجزه طاقم المهمة". وكانت القفزة الاختبارية أُرجئت مرتين بسبب العواصف الرعدية والرياح الشديدة والأمطار. إلا أن ذلك لم يأكل من عزيمة فريق الخبراء الجويين الذين كانوا على دراية مسبقة أن حتى عمليات إطلاق مكوك الفضاء قد تواجه في بعض الأحيان احتمال تأجيلها أياماً عدة. ولم يكن الاختبار الناجح لباومجارتنر سوى دليل صادق لصحة المثل القائل إن الصبر مفتاح الفرج. أما المنطاد الذي سيحمل باومجارتنر لتحقيق قفزته النهائية، فهو بطول ناطحة سحاب ما يستوجب ألا تتخطى سرعة الرياح السطحية وقت إنجاز المهمة 4 أميال أو 6,5 كيلومترات في الساعة لتجنب إلحاق أي ضرر بالغلاف البلاستيكي الحساس للمنطاد. ويرتبط تحديد موعد إنجاز القفزة القياسية بعوامل الظروف المناخية المؤاتية والتقديرات الدقيقة لتأثيرات القفزة على الكبسولة والمعدات. وفي الانتظار، نجحت القفزة الاختبارية الأخيرة في منطاد أربع مرات أكبر من ذاك الذي استُعمل في أول اختبار في مارس الماضي، في إيداع الفريق معلوماتٍ جديدة حول تطور المهمة. كذلك أسهمت القفزة الاختبارية في إيداع بيانات بحثية جديدة تعود بالمنفعة على الأبحاث الفضائية. وبعد هبوطه الناجح، علق باومجارتنر بالقول: "عشت يومَين قاسيَين وتجربة مرهقة، لكني الآن متحمس للغاية". واستطرد مضيفاً: "لطالما كانت هذه المهمة بمثابة حلم بالنسبة إلي، وبتنا اليوم على مسافة خطوة من إنجازها". وفي انتظار مراجعة البيانات الرسمية وتثبيتها، تخطى باومجارتنر بالقفز من ارتفاع 96,640 قدماً (29,455 متراً) الروسي يفجيني أندرييف (83,523 قدماً/ 25,458 متراً)، ليصبح هذا الأخير الرجل الثاني الذي نجح في القفز من هذا الارتفاع. غير أن القفزة المخطط لها من ارتفاع 120 ألف قدم (36,576 متراً) ستكسر في النهاية الرقم العالمي (102,800 قدم) الذي سجَّله قبل 52 عاماً الرجل الوحيد الذي قفز من المستوى الأعلى، والذي هو اليوم بمثابة معلم باومجارتنر: جو كيتينجر.