التقى المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، اليوم خلال زيارته فرنسا، بأعضاء لجنة الشئون الخارجية والدفاع، بمجلس الشيوخ الفرنسي. حضر الاجتماع الوفد المرافق له، الذي يتكون من وزراء: التجارة والصناعة، الكهرباء، الطيران المدني، النقل، والتعليم الفني والتدريب، ورئيس هيئة قناة السويس، والسفير المصرى بفرنسا. في بداية اللقاء أعرب رئيس الوزراء عن تقديره للالتقاء بنواب لجنة العلاقات الخارجية والدفاع، وأشاد بالعلاقات التاريخية، وأواصر الصداقة الممتدة التى تجمع البلدين والشعبين الصديقين، كما أعرب عن تطلع مصر لتعزيز التنسيق السياسى بين البلدين. وقال إن العلاقات العسكرية بين البلدين تشهد تطورات استراتيجية خلال الفترة الحالية، كان من مظاهرها توقيع مصر لعقد شراء طائرات رافال الفرنسية، الامر الذى حفز دولا اخرى على شراء طائرات من نفس الطراز. وأكد المهندس إبراهيم محلب الحرص على تطوير علاقات الصداقة التي تربط بين مصر وفرنسا، واهتمامنا بقيام البرلمان الفرنسي بدور نشط فى تنمية العلاقات المصرية الفرنسية، خاصة على المستوى البرلماني سواء على مدار الشهور القادمة أو على المدى الأبعد بعد انتخاب مجلس النواب المصرى الجديد، من خلال آلية للتبادل البرلماني بما يصب في صالح تدعيم أواصر الصداقة المصرية الفرنسية وتعميقها. وعرض رئيس الوزراء التطورات الداخلية فى مصر واكد على حرص الدولة المصرية على المضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق، بعدما أنجزت استحقاقي الدستور والانتخابات الرئاسية بنجاح، وجاءت نتائجهما معبرة عن ارادة الشعب المصرى، وأن الدستور الجديد بما كفله من ضمانات للحقوق والحريات سيكون موضع تطبيق خلال الفترة القادمة من خلال التشريعات والقوانين التى سيضعها مجلس النواب القادم. وأشار إلى أن برنامج الإصلاح الاقتصادي المصري يقوم على اسس متوازنة، تعمل على تحفيز النمو، وخلق فرص عمل، وإعادة الاستقرار والتوازن للموازنة العامة، وذلك من خلال عدة اصلاحات هيكلية، وتشريعية وادارية. وأكد ضرورة التعاون الشامل لمكافحة الإرهاب، وذلك دون التفرقة بين المنظمات الإرهابية، أخذاً فى الاعتبار الارتباط الفكري الوثيق بين تلك المنظمات، والذى ينبع من فكر متطرف واحد، وضرورة التأكيد فى هذا الصدد على أهمية السعي لتجفيف منابع تمويل الإرهاب والحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للإرهابيين، خاصة عن طريق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون على كافة المستويات، خاصة على المستوى الثنائى، بما فى ذلك تكثيف التعاون الاستخباراتى. وقال محلب: من هذا المنطلق، تهتم مصر بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف وانتشار السلاح فى منطقة الشرق المتوسط بدءاً من ليبيا ومروراً بمصر وحتى سوريا، حيث ظهرت مؤشرات على امتزاج نشاط جماعات الجريمة المنظمة مع الجماعات الإرهابية وهو ما يمثل تهديداً فى غاية الخطورة لدول المنطقة وأوروبا على حد سواء. وأكد أن مصر تبذل جهودا كبيرة لمكافحة الارهاب، لا تقتصر على الجوانب الامنية فقط، واننا فى حاجة لتطبيق استراتيجية شاملة، تتضمن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مؤكدا انه لا علاقة بين الارهاب والاسلام، الذى هو دين التسامح وقبول الآخر. وخلال اللقاء قال أعضاء الجانب الفرنسي: هناك تصميم على استمرار دعم التعاون بين البلدين، وترسيخ نتائج الزيارة الناجحة للرئيس السيسي. وقالوا: نحن نواجه تحديات وصعوبات مشتركة، تتطلب التعاون المشترك، أبزرها الاٍرهاب والتى تحتاج مواجهته كذلك الى تنمية اقتصادية واجتماعية، مشيرين الى انهم يتابعون التحديات الامنية التى تواجهها مصر، والخطوات الجريئة التى تتخذها على طريق الاصلاح الاقتصادى والمؤسسى، وانهم داعمون لمصر فى تنفيذ تلك المهام، حيث يرون انه من الاهمية عودة مصر لتلعب دورها المحورى فى منطقة الشرق الاوسط. كما عبروا عن اهتمامهم وحرصهم على التعاون مع مصر، والتى تلعب دورا رئيسيا فى تحقيق الاستقرار فى المنطقة، والرغبة فى التعاون مع البرلمان المصرى القادم فى كافة المجالات، بما فى ذلك التنسيق بين وجهات النظر فى القضايا الإقليمية والدولية، وكذلك لدعم التعاون الثنائى بما يحقق المصالح المشتركة والتنمية الاقتصادية للشعبين الفرنسى والمصري، ولنعزز التعاون على سبيل المثال فى مجال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة. كما استعرضوا جهود مجلس الشيوخ مؤخراً لوضع اطر تشريعية جديدة فى مجال مكافحة الاٍرهاب، ودعم القدرات الأمنية، وتبادل المعلومات، ويعد ذلك مجالا جديدا للتعاون مع مصر. وفي نهاية اللقاء أعربوا عن تقديرهم لمصر، وأشادوا بالتعاون العسكري والاتفاق الأخير لصفقة الرافال والتي تعكس استراتيجية العلاقات بين البلدين، كما أكدوا على تطلعهم لتعاون برلمانى مشترك، عقب انتخاب مجلس النواب القادم فى مصر. وأكدوا انهم يعملون على إيجاد روابط اقتصادية قوية بين البلدين، تنفيذا للرؤية التي تبناها الرئيسان المصري والفرنسي. وخلال اللقاء تم مناقشة عدد من الملفات الاقليمية، ذات الاهتمام المشتزك، في مقدمتها الأوضاع في ليبيا، وسوريا، وفلسطين.