يقدم مسرح الطليعة، عرض "هنا أنتيجون"، وهو تجربة جديدة فى معالجة الدراما اليونانية، ويجمع بين العرض الأوبرالى والمسرحى التمثيلى فى تجانس رائع وعودة قوية للمسرح بشبابه الممثلين والمخرجين. يقول مخرج العرض تامر كرم إن عرض "أنتيجون" بين سوفوكليس وجان أنوى والذى يعرض باسم "هنا انتيجون" على مسرح الطليعة، هو معالجة للنص الأصلى فى إطار غنائى أوبرالى يجمع بين الموسيقى والتمثيل بالإضافة الى قيام الممثلين بالغناء، وهذا فى حد ذاته تجربة جديدة على المسرح المصرى ونمط من العروض كنا قد افتقدناه لفترة طويلة. وعن اختياره لهذا النص، يقول كرم إن الفنان محمد دسوقى مدير مسرح الطليعة طلب تقديم نص مسرحى يونانى وتم الاتفاق على اختيار مسرحيه " انتيجون " وقام الفنان محمد الخيام بإعداد النص وتم اختيار الممثلين فى زمن قياسى، وقمنا بعمل بروفات فى 55 يومًا. "تمرد" يضيف كرم: المسرحية تعالج مسألة التمرد على نظام الحكم المستبد من خلال صراع بين انتيجون المرأة التى ترفض قرار الملك "كريون" بعدم دفن أخيها لأنه بحسب رؤية الملك أنه لا يستحق أن يعامل بكرامة ويدفن لأنه يمثل الشر فيما سمح بدفن أخيه الآخر الذى قتل معه لانه يمثل الخير، كما تعالج المسرحية علاقة الحب التى جمعت بين انتيجون وابن الملك كريون، وتطرح المسرحية قضية من أهم القضايا فى تاريخ الانسان وهى "أين ينتهى حق الحاكم ومن أين يبدأ حق الشعب؟".. أو بعبارة أخرى عند أى نقطة يكون عصيان أمر الحاكم شيئا لا مفر منه، حتى إن كان العقاب عليه الدفن حيا فى قبر صخرى بين الأموات، كما فعلت انتيجون التى تموت شهيدة الدفاع عن القانون الدينى الذى يقره الشعب فتتحدى الملك كريون الذى سن قانونا مغيرا يمنع دفن الموتى ويهدد كل من يتحدى قانونه بالموت، ولا يرى كريون فاقد البصيرة مع غروره وعناده وتخبطه الناتج عن الانفراد بالرأى والقرار الخاطئ ينتهى بيت الطاغيه كريون بالدمار فيقتل ابنه نفسه حزنا على انتيجون وتتبعه أمه حزنا عليه وهى تلعن الطاغية الذى خرب الديار على مذبح شهوه التسلط والانفراد بالرأى واستخدام القوه الغاشمة". ويشير كرم إلى أن المسرحية بما تحويه من صراع متعدد الزوايا تمكنت من الضرب على الوتر الحساس فى نفسية المشاهدين بمختلف العصور. تابع: "مسرحية " هنا انتيجون" بطوله الفنان علاء قوقه الذى قام بدور " كريون " وهند عبد الحليم، رحاب خليل، محمد ناصر وقد اجاد كل ممثل دوره تماما والغريب أن أصوات الممثلين عندما قاموا بالغناء كانت رائعة للغاية ولفتت انظار الجمهور والنقاد وقام بعمل الديكور محمود صبرى، تصميم ملابس مروه منير، تأليف موسيقى وليد غازى، ودراما حركية محمد عبد الصبور". ويلفت مخرج العرض في حديثه إلى الديكور، قائلاً: "الحقيقة أن الديكور كان موحيا جدا ويواكب العصر اليونانى ولأول مرة تعرض المسرحية برؤية جديدة حيث كانت الموسيقى تعرض بشكل "لايف" وكانت ثمة مميزة فى العرض حيث أضفت جوًا من المعايشه مع العرض بشكل كبير". "نجاح كبير" حققت المسرحية نجاحًا كبيرًا تمثل فى الايرادات التى حققتها خلال فترة قصيرة- بحسب مخرج العرض- كما حققت مردودا طيبا مع النقاد ، ومن المفترض انه لن يتم توقف العرض خلال الفترة القادمة نظرا للإقبال الجماهيرى الكبير والشئ المفرح واللافت للانظار هو ظاهرة مشاهدة الشباب وحضوره للعروض الفنية الجادة على مسرح الدولة هذا دافع قوي لاستمرار معظم العروض التابعة للبيت الفنى للمسرح. ويؤكد تامر أكرم أن المسرحية لم تواجه أى معوقات أو صعوبات حيث عمل الفنان فتوح أحمد والفنان محمد دسوقى على إزاله كل العقبات إيمانا بالتجربة والمخرج. "معوقات" وحول ما يراه من معوقات تواجه المسرح المصرى بشكل عام فى الفترة الحالية، يقول تامر كرم إن نقص الدعاية وعدم التغطية الإعلامية لما يحدث فى المسرح من نشاط أبرز المعوقات، ويرى أن المسرح عاد بقوة بشبابه، كما طالب بإعداد بروتوكول بين وزارتى الثقافة والإعلام لتعريف الجمهور بالعروض المسرحية الموجود فى مصر حتى لا تغرد كل جهة منفردة. وأشار إلى أن عزف السلام الجمهورى فى بداية العرض من اللفتات الطيبة التى تشعر المتفرج بأهمية انتمائه للوطن.