أصبحت البلطجة والعنف جزء لا يتجزأ من حياتنا برغم أنه سلوك دخيل على الشعب المصري، لكن في الفترة الأخيرة وبعد حالة الانفلات الأمني التي عانى منها المواطن المصري، شهدت الساحة الفنية تحديدا الكثير من أعمال البلطجة. كان آخر هذه الأعمال حادث السطو على أسرة مسلسل "أرض النعام" مما جعل البعض يربط بين الحقيقة وما تقدمه السينما من عنف وبلطجة في عدد من الأعمال السينمائية المختلفة وتحديدا في موسم شم النسيم، السؤال الذي يطرح نفسه، هل السينما تصدر هذه القيم السلبية أم هي راصد للواقع المرير الذي يعيشه المواطن المصري؟ لم تكن حادثة مسلسل "أرض النعام" الأولى من نوعها حينما تعرض فريق عمل المسلسل لسطو مسلح من جانب عدد من البلطجية أثناء تصويرهم أحد المشاهد الخاصة بهم في إحدى الفيلات بالطريق الصحراوي، وتم سرقة الملابس الخاصة بالممثلين والمعدات والكاميرات وهو ما كبد منتج العمل أموالا طائلة، وفي الوقت الذي نشاهد هذا السلوك الذي يعاني منه صناع الدراما في مصر، نجد في المقابل أن الدراما نفسها متهمة بدعم تلك الحالة من خلال العديد من الأعمال التي تتناول ظاهرة البلطجة، ومن بين هذه الأعمال فيلمي "جمهورية إمبابة" و"كرم الكينج" اللذان يعرضا حاليا بدور العرض، وهو ما أقرته الرقابة على المصنفات الفنية واضعة لافتة "للكبار فقط" تحديدا على فيلم "جمهورية إمبابة" لاحتوائه على مشاهد عنف وبلطجة. تجسيد الواقع وقد توجهت "أخبار النجوم" لعدد من الجمهور الذي شاهد هذه الأعمال، وتحديدا فيلم "جمهورية إمبابة"، حيث يقول حسن أحمد – 30 سنة –: "أرى أن الأفلام المتواجدة في السوق السينمائي حاليا والتي تمتلئ بالعنف والبلطجة ربما تجسد الواقع لكن بشكل مبالغ فيه لأن هذه الأحياء الشعبية لا أحد يستطيع أن ينكر وجود البلطجية فيها لكن ليس بنفس الصورة الداكنة التي تصدرها السينما أو أي عمل فني آخر، وأتصور أن هذه الأعمال تتسبب أيضا في مزيد من العنف، ولابد من تقديم أعمال ترتقي بالذوق العام ولا تسعى فقط للمزيد من الربح المادي". جدعنة إمبابة ويرى يوسف محمد – 35 سنة –: "بكل تأكيد السينما تحاكي الواقع، لكن هناك العديد من الأعمال التي تتسبب في انتشار مزيد من هذه الظاهرة، أنا لست مع الأفلام التي تقدم الصورة الواقعية بشكلها المرير بل وتزيده أكثر مرارة، وأتصور لابد أن القائمين على العمل الفني أن يراجعوا أنفسهم قبل تقديمه إلى الجمهور، أما فيما يخص فيلم "جمهورية إمبابة" فأن هذه المنطقة مليئة بالعنف والبلطجة، وما تناوله الفيلم قريب جدا من الواقع الذي نعيشه ورغم أنني لم أكن أحبذ ظهور منطقتي بهذا الشكل في السينما، لكن هناك أيضا بعض التحاوزات التي تطرق إليها الفيلم غير موجودة في منطقة إمبابة، وربما السبب في الاستعانة بها في الفيلم الأحداث الدرامية التي تدفع بالمؤلف أو المخرج لتخيل بعض الأحداث المبالغ فيها لتحقيق التشويق والإثارة في الفيلم مثل "الاغتصاب العلني"، فأهل إمبابة ليس بينهم مغتصب ويمتازون بالجدعنة". برئ ويدافع المخرج أحمد البدري عن فيلم "جمهورية إمبابة" قائلا: "الفيلم لا يحتوي على مشاهد عنف أو بلطجة كما يزعم البعض، وهي جميعها مشاهد خاصة بمشاجرات عادية، ولا يمكن الحكم على الفيلم من خلال إعلان تليفزيوني، هذا ظلم للفيلم ولابد من مشاهدة الفيلم للحكم عليه، فكل ما شاهده كان رأيه أن الفيلم يجسد الواقع الذي نعيشه، وأن كل إنسان يحاول أثبات نفسه و لكن يتعرض للعديد من المصاعب التي لابد أن يواجها بشكل من الحزم و القوة , وهو ما نشهده من خلال أبطال الفيلم الذين يرغب كل منهم في تحقيق هدفه دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى". و يضيف البدري قائلا: "الفيلم نال إعجاب قطاع عرض من الجمهور، كما أنني قابلت عدد من سكان منطقة إمبابة وقالوا لي أن الفيلم جسد الواقع هناك بشكل جيد، كما أنه تطرق لبعض السلبيات المسكوت عنها في هذه المنطقة حتى تشعر بنا الدولة". ويشير البدري إلى أن السينما لم تصدر العنف أو البلطجة، لكنها تقوم بتجسيد الواقع على الشاشة وتعبر عن المواطن المصري بكل ما يعاني منه، وأن السينما تستمد قضاياها وأفكارها من الواقع إلى جانب جزء من خيال المؤلف الذي يقدم هذه القضية في إطار توليفة فنية جذابة. أكثر قسوة ويعلق الناقد طارق الشناوي على ظاهرة أفلام البلطجة وارتباطها بالشارع المصري قائلا: "الواقع هو المصدر الأساسي للسينما وليس العكس، فأن العنف والبلطجة موجودة في مجتمعنا منذ قديم الأزل، وخير دليل على ذلك قصة قابيل وهابيل التي ذكرت في القرآن الكريم، وهذا دليل على أن المجتمع يصدر كل ما هو إيجابي وسلبي وليس السينما فقط، ربما هناك أعمال يتم تناولها بشكل مبالغ فيه، لكن الواقع دائما أكثر قسوة من تجسيده على الشاشة والدليل على ذلك أيضا أن هناك العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع لكن غير مكشوفة وغير مرئية، وعندما يتطرق لها المبدع ولا يغوص فيها ينصبون له المشانق منها على سبيل المثال قضية زنا المحارم والشذوذ وغيرها من القضايا المسكوت عنها في المجتمع المصري". يشير الشناوي إلى أن هناك أيضا أعمال تبالغ في تقديم العديد من القضايا، ويتناولها بشكل يبعث على الاشمئزاز، ويجعل الجمهور يدافع عن القضية بدلا من أن يعترف بها، وليس هناك مبرر لذلك سوى المكسب المادي فقط دون النظر إلى الجودة الفنية للعمل. أصبحت البلطجة والعنف جزء لا يتجزأ من حياتنا برغم أنه سلوك دخيل على الشعب المصري، لكن في الفترة الأخيرة وبعد حالة الانفلات الأمني التي عانى منها المواطن المصري، شهدت الساحة الفنية تحديدا الكثير من أعمال البلطجة. كان آخر هذه الأعمال حادث السطو على أسرة مسلسل "أرض النعام" مما جعل البعض يربط بين الحقيقة وما تقدمه السينما من عنف وبلطجة في عدد من الأعمال السينمائية المختلفة وتحديدا في موسم شم النسيم، السؤال الذي يطرح نفسه، هل السينما تصدر هذه القيم السلبية أم هي راصد للواقع المرير الذي يعيشه المواطن المصري؟ لم تكن حادثة مسلسل "أرض النعام" الأولى من نوعها حينما تعرض فريق عمل المسلسل لسطو مسلح من جانب عدد من البلطجية أثناء تصويرهم أحد المشاهد الخاصة بهم في إحدى الفيلات بالطريق الصحراوي، وتم سرقة الملابس الخاصة بالممثلين والمعدات والكاميرات وهو ما كبد منتج العمل أموالا طائلة، وفي الوقت الذي نشاهد هذا السلوك الذي يعاني منه صناع الدراما في مصر، نجد في المقابل أن الدراما نفسها متهمة بدعم تلك الحالة من خلال العديد من الأعمال التي تتناول ظاهرة البلطجة، ومن بين هذه الأعمال فيلمي "جمهورية إمبابة" و"كرم الكينج" اللذان يعرضا حاليا بدور العرض، وهو ما أقرته الرقابة على المصنفات الفنية واضعة لافتة "للكبار فقط" تحديدا على فيلم "جمهورية إمبابة" لاحتوائه على مشاهد عنف وبلطجة. تجسيد الواقع وقد توجهت "أخبار النجوم" لعدد من الجمهور الذي شاهد هذه الأعمال، وتحديدا فيلم "جمهورية إمبابة"، حيث يقول حسن أحمد – 30 سنة –: "أرى أن الأفلام المتواجدة في السوق السينمائي حاليا والتي تمتلئ بالعنف والبلطجة ربما تجسد الواقع لكن بشكل مبالغ فيه لأن هذه الأحياء الشعبية لا أحد يستطيع أن ينكر وجود البلطجية فيها لكن ليس بنفس الصورة الداكنة التي تصدرها السينما أو أي عمل فني آخر، وأتصور أن هذه الأعمال تتسبب أيضا في مزيد من العنف، ولابد من تقديم أعمال ترتقي بالذوق العام ولا تسعى فقط للمزيد من الربح المادي". جدعنة إمبابة ويرى يوسف محمد – 35 سنة –: "بكل تأكيد السينما تحاكي الواقع، لكن هناك العديد من الأعمال التي تتسبب في انتشار مزيد من هذه الظاهرة، أنا لست مع الأفلام التي تقدم الصورة الواقعية بشكلها المرير بل وتزيده أكثر مرارة، وأتصور لابد أن القائمين على العمل الفني أن يراجعوا أنفسهم قبل تقديمه إلى الجمهور، أما فيما يخص فيلم "جمهورية إمبابة" فأن هذه المنطقة مليئة بالعنف والبلطجة، وما تناوله الفيلم قريب جدا من الواقع الذي نعيشه ورغم أنني لم أكن أحبذ ظهور منطقتي بهذا الشكل في السينما، لكن هناك أيضا بعض التحاوزات التي تطرق إليها الفيلم غير موجودة في منطقة إمبابة، وربما السبب في الاستعانة بها في الفيلم الأحداث الدرامية التي تدفع بالمؤلف أو المخرج لتخيل بعض الأحداث المبالغ فيها لتحقيق التشويق والإثارة في الفيلم مثل "الاغتصاب العلني"، فأهل إمبابة ليس بينهم مغتصب ويمتازون بالجدعنة". برئ ويدافع المخرج أحمد البدري عن فيلم "جمهورية إمبابة" قائلا: "الفيلم لا يحتوي على مشاهد عنف أو بلطجة كما يزعم البعض، وهي جميعها مشاهد خاصة بمشاجرات عادية، ولا يمكن الحكم على الفيلم من خلال إعلان تليفزيوني، هذا ظلم للفيلم ولابد من مشاهدة الفيلم للحكم عليه، فكل ما شاهده كان رأيه أن الفيلم يجسد الواقع الذي نعيشه، وأن كل إنسان يحاول أثبات نفسه و لكن يتعرض للعديد من المصاعب التي لابد أن يواجها بشكل من الحزم و القوة , وهو ما نشهده من خلال أبطال الفيلم الذين يرغب كل منهم في تحقيق هدفه دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى". و يضيف البدري قائلا: "الفيلم نال إعجاب قطاع عرض من الجمهور، كما أنني قابلت عدد من سكان منطقة إمبابة وقالوا لي أن الفيلم جسد الواقع هناك بشكل جيد، كما أنه تطرق لبعض السلبيات المسكوت عنها في هذه المنطقة حتى تشعر بنا الدولة". ويشير البدري إلى أن السينما لم تصدر العنف أو البلطجة، لكنها تقوم بتجسيد الواقع على الشاشة وتعبر عن المواطن المصري بكل ما يعاني منه، وأن السينما تستمد قضاياها وأفكارها من الواقع إلى جانب جزء من خيال المؤلف الذي يقدم هذه القضية في إطار توليفة فنية جذابة. أكثر قسوة ويعلق الناقد طارق الشناوي على ظاهرة أفلام البلطجة وارتباطها بالشارع المصري قائلا: "الواقع هو المصدر الأساسي للسينما وليس العكس، فأن العنف والبلطجة موجودة في مجتمعنا منذ قديم الأزل، وخير دليل على ذلك قصة قابيل وهابيل التي ذكرت في القرآن الكريم، وهذا دليل على أن المجتمع يصدر كل ما هو إيجابي وسلبي وليس السينما فقط، ربما هناك أعمال يتم تناولها بشكل مبالغ فيه، لكن الواقع دائما أكثر قسوة من تجسيده على الشاشة والدليل على ذلك أيضا أن هناك العديد من القضايا التي يعاني منها المجتمع لكن غير مكشوفة وغير مرئية، وعندما يتطرق لها المبدع ولا يغوص فيها ينصبون له المشانق منها على سبيل المثال قضية زنا المحارم والشذوذ وغيرها من القضايا المسكوت عنها في المجتمع المصري". يشير الشناوي إلى أن هناك أيضا أعمال تبالغ في تقديم العديد من القضايا، ويتناولها بشكل يبعث على الاشمئزاز، ويجعل الجمهور يدافع عن القضية بدلا من أن يعترف بها، وليس هناك مبرر لذلك سوى المكسب المادي فقط دون النظر إلى الجودة الفنية للعمل.