رفض عدد من الفنانين ما يردده البعض عن، أن مشاهد العنف والبطلجة والجنس في بعض الأعمال الفنية الدرامية والسينمائية هي السبب في انتشار مثل هذه السلوكيات غير الأخلاقية في الشارع المصري؛ وأبرزها الاغتصاب والقتل والسرقة والتحرش وغيرها من الجرائم. وأوضح عدد من الفنانين، في تصريحات للنشرة الفنية بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن تركيز بعض الأفلام والمسلسلات على قضايا العشوائيات والمناطق الفقيرة والمهمشة الهدف منه هو تسليط الضوء على هذه الشريحة من المجتمع الموجودة فعلا من أجل التوعية والاهتمام بها والحد منها وليس للتقليد أو ممارستها.
الفنان مجدي كامل يرى أن الفن رسالة تقدم بشكل يفيد الناس والمجتمع، ولايؤدي بهم إلى الهلاك والمتاعب، لأن الفن الحقيقي هو موقف الفنان نفسه في حماية الأمن والسلام في المجتمع.
وقال: "إن هذه النوعية من الأعمال تمثل واقعًا اجتماعيًا حقيقيًا أصبحنا نعيشه في مجتمعنا الحالي وهو انتشار البلطجة والعنف والتحرش"، مشيرًا إلى أن الفن لم يرصد إلا القليل من هذه الحقيقة، التي أصبحت متعمقة ومنتشرة في مجتمعنا وليس هو المسؤول عن انتشارها، ولكن سلط الضوء عليها وكشفها للناس حتى يراها المجتمع لمعالجتها والحذر منها.
وأكد أن الأعمال الفنية في الدراما والسينما لا تحض على العنف أوالتخريب بقدر ما تحمل نصيحة وعظة، كما أنها لابد أن تتناول واقع المجتمع دون خجل خاصة، وأن ما تتناوله هذه الأعمال يحدث بالفعل في الواقع دون مبالغة أو تهويل.
وبرزت في الآونة الأخيرة بعد الثورة بشكل لم يعتد عليه الجمهور المصري مجموعة من الأعمال الفنية، التي تحتوي على مشاهد كثيرة من العنف والبلطجة وعمليات الذبح والتعذيب والدماء في أعمال عديدة؛ منها مسلسل "البلطجي" لأسر ياسين وفيلم "الألماني" لمحمد رمضان، ثم كان أكثرها خطورة فيلم "عبده موتة" لمحمد رمضان .
وتقول الفنانة الشابة ميار الغيطي: "إن هذه النوعية من الاعمال الفنية لا تؤثر على المجتمع وذلك لأن الجمهور أصبح متفتحًا ويدرك جيدًا ما يشاهده لأن الشباب بعد الثورة اختلف تمامًا عما قبل الثورة وأصبح لايشاهد العمل الفني إلا إذا شعر أن هذا العمل يحترم عقليته ويجسد شخصية البيئة التي يعيشها".
ورفضت ما يردده البعض أن تناول الأعمال الفنية للفقر والعشوائيات وما تحتويه من مشاهد بلطجة وعنف ومخدرات يُعد كارثة على المجتمع ككل، بل ومن الممكن أن يخلق جيلا من الصعب السيطرة عليه، قائلة: "إن تجاهل حقيقة ما يعيشه المجتمع من تهميش وفقر وعنف وعدم تسليط الضوء عليه هو الكارثة وليس العكس، وبالتالي يقوم الفن هنا بدور المرآة التي ترصد للمسؤولين حقيقة الواقع في المجتمع وهم عليهم معالجة هذه الظواهر ومواجهتها حتى لا تتفاقم وتصبح قنابل موقوتة ".
ويرى الفنان محمد متولي أن "الحياة الاجتماعية تفرض تأثيرها على الفن كما قد يكون الفن أداة للتغيير الاجتماعي فالأعمال الفنية غالبًا ما تكون تجسيد للواقع الذي نعيش فيه ومنطقية حتى يتقبل الجمهور العمل ويحس بأن هذا العمل يناقش مشاكله الحياتية واليومية وليس خياليا يسرح بعقليته ".
واضاف "أغلب مشاهد العنف في الأعمال الفنية تكون موجودة على أرض الواقع فمثلا مشاهد قتل الزوجة لزوجها وغيرها من جرائم القتل والمخدرات والسرقة والاغتصاب هي ظواهر موجودة في المجتمع منذ زمن وتنشرها الصحف كل يوم والفن لم يختلقها أو يفبركها، ولكنه سلط الضوء عليها ويعالجها بشكل درامي للتنبيه والتحذير من مخاطرها وكشف النهاية المأساوية لمرتكبيها".