بل إن أديان التوحيد نسبت إلي الله صفات حربية فالحرب تبدأ بأمر صريح من الله ولا يتم شيء دون مشيئته والله يساند المؤمنين ويشتت شمل العاصين لولا الحرب لما كان التاريخ - فالحرب أنجبت التاريخ الذي هو عبارة عن حلقات الصراع المسلح والعنيف - وليس هناك احتمال أن يكتب التاريخ بغير وقائع الحرب والمعارك فالحرب أشد علامات التاريخ وضوحا وهي الحدود التي تميز التحولات العظيمة للأحداث ، فبالحرب تحطمت كل الحضارات المعروفة وعن طريقها ظهرت كل الحضارات الجديدة. تشغل الحرب في الأساطير القديمة مساحة كبيرة وفيما عدا الأساطير الصينية التي مالت إلي السلم والبوذية التي عارضت الحرب نجد أن معظم ما ورد في أساطير الحضارات الأخري يمجد الحرب، في الهند تصور جدران المعابد أربابها وهم يتصارعون في صخب فوق عرباتهم الحربية وفي اليونان يحارب الأرباب التيتان والمردة وقد أطلقت عليهم أسماء مثل إله الحرب (مارس) وآلهة الفزع والخوف وتصورهم الأساطير وهم يتسلحون بالحراب والتروس والسهام القاتلة ، وفي معابدنا المصرية القديمة نجد تمجيدا للحرب وتصويرا للمعارك وفخرا بالنصر الذي حققه القادة. اللافت أن الكثير من الفلاسفة يؤيدون الحرب ومنهم أفلاطون وأرسطو وهيجل ونيتشة وغيرهم وبعضهم اعتبرها جزءا من النظام الإلهي ، بل إن أديان التوحيد نسبت إلي الله صفات حربية فالحرب تبدأ بأمر صريح من الله ولا يتم شيء دون مشيئته والله يساند المؤمنين ويشتت شمل العاصين. عشنا في مصر عقودا من الزمان نخشي الحرب. زرع فينا السادات هذا الخوف تنفيذا للمخطط الغربي بإخراج مصر من المعادلة العربية وتحييد الجيش المصري حتي لا يعود التهديد مرة أخري لإسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام. استمر شعورنا بفوبيا الحرب وانتقل إلي الوطن العربي فصدأت البنادق وتنامي شعور المواطن العربي بالدونية في مواجهة القوي التي تجوس في أرضه وتنتهك سيادته بينما حكامه يدعون ويسعون إلي ضبط النفس. كان من أثر الحملات التي تمت لغسيل مخ المواطن العربي تكريس أن حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب وكأن التاريخ يجب أن يتوقف هناك كما رسخ أن من أهم إنجازات الرئيس الأسبق مبارك أنه حافظ علي السلام !. لقد حافظ علي السلام لكن الساحة العربية انتهكت بشكل غير مسبوق فقد ضاع العراق وتقهقرت التنمية وتنازلت مصر عن صولجان القيادة العربية لتعربد إيران وتركيا في المنطقة بكاملها بدون حساب مما أدي إلي ارتماء البعض ليس في أحضان هؤلاء فحسب ، لكن في حضن إسرائيل العدو الدائم للوطن العربي.. ناهيك عن تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعدما أدرك الجميع أن لا حرب بعد خروج مصر. بعدما تولي الرئيس السيسي وجدنا نبرة مختلفة ، تصريحاته أكدت أن لا مانع من خوض حرب من أجل الدفاع والحفاظ علي الأمن القومي. اللافت أن تعبير الأمن القومي امتد ليشمل الأمن القومي العربي أي أن الجيش المصري يمكنه أن يشارك الأشقاء الذين لم يتخلوا عنا في محنتنا الدفاع عن أمنهم الذي هو أمننا فعليا. وجدنا ضربة مصرية سريعة في ليبيا ، وجدنا مشاركة مصرية فاعلة في ضرب الحوثيين بعدما اختل ميزان القوي في اليمن ووصلت إيران إلي هناك هادفة إلي السيطرة الملاحية علي باب المندب. وجدنا تنفيذا لتشكيل قوة عسكرية عربية للتدخل. التدخل في اليمن مبرر سياسيا وقانونيا بعدما عجزت السياسة عن تحجيم خطر إيران ورأس حربتها في اليمن الحوثيين وكما قال كلاوزفيتز الجنرال الألماني صاحب كتاب » في الحرب » : » إن الحرب في حقيقتها ليست سوي التعبير عن السياسة أو أحد مظاهرها والعامل السياسي هو الذي يقرر الحرب وهو القوي المفكرة والحرب أداته فقط وليس العكس وإخضاع وجهة النظر العسكرية لوجهة النظر السياسية هو إذن الشيء الوحيد الممكن ». والضربة العربية للحوثيين حرب بشكل أو آخر تشن لأهداف محددة فلا أحد يقاتل من أجل القتال وعندما تتحقق الأهداف بإخضاع الطرف الذي يمثل خطرا ، سيكون هناك مجال للسياسة. أما إذا كان البعض يري أن الحرب لن تحل الخلافات ، فالسلام أيضا لا يحل المشاكل وقد أمكن حصر ما يقرب من 9 آلاف معاهدة سلام معروفة علي مدي التاريخ لم توقف النزاعات والحروب.. وقد آن الأوان للعرب أن يذخروا بنادقهم حتي لا تصدأ وتأكلهم ذئاب الفرس والترك. بل إن أديان التوحيد نسبت إلي الله صفات حربية فالحرب تبدأ بأمر صريح من الله ولا يتم شيء دون مشيئته والله يساند المؤمنين ويشتت شمل العاصين لولا الحرب لما كان التاريخ - فالحرب أنجبت التاريخ الذي هو عبارة عن حلقات الصراع المسلح والعنيف - وليس هناك احتمال أن يكتب التاريخ بغير وقائع الحرب والمعارك فالحرب أشد علامات التاريخ وضوحا وهي الحدود التي تميز التحولات العظيمة للأحداث ، فبالحرب تحطمت كل الحضارات المعروفة وعن طريقها ظهرت كل الحضارات الجديدة. تشغل الحرب في الأساطير القديمة مساحة كبيرة وفيما عدا الأساطير الصينية التي مالت إلي السلم والبوذية التي عارضت الحرب نجد أن معظم ما ورد في أساطير الحضارات الأخري يمجد الحرب، في الهند تصور جدران المعابد أربابها وهم يتصارعون في صخب فوق عرباتهم الحربية وفي اليونان يحارب الأرباب التيتان والمردة وقد أطلقت عليهم أسماء مثل إله الحرب (مارس) وآلهة الفزع والخوف وتصورهم الأساطير وهم يتسلحون بالحراب والتروس والسهام القاتلة ، وفي معابدنا المصرية القديمة نجد تمجيدا للحرب وتصويرا للمعارك وفخرا بالنصر الذي حققه القادة. اللافت أن الكثير من الفلاسفة يؤيدون الحرب ومنهم أفلاطون وأرسطو وهيجل ونيتشة وغيرهم وبعضهم اعتبرها جزءا من النظام الإلهي ، بل إن أديان التوحيد نسبت إلي الله صفات حربية فالحرب تبدأ بأمر صريح من الله ولا يتم شيء دون مشيئته والله يساند المؤمنين ويشتت شمل العاصين. عشنا في مصر عقودا من الزمان نخشي الحرب. زرع فينا السادات هذا الخوف تنفيذا للمخطط الغربي بإخراج مصر من المعادلة العربية وتحييد الجيش المصري حتي لا يعود التهديد مرة أخري لإسرائيل بعد توقيع معاهدة السلام. استمر شعورنا بفوبيا الحرب وانتقل إلي الوطن العربي فصدأت البنادق وتنامي شعور المواطن العربي بالدونية في مواجهة القوي التي تجوس في أرضه وتنتهك سيادته بينما حكامه يدعون ويسعون إلي ضبط النفس. كان من أثر الحملات التي تمت لغسيل مخ المواطن العربي تكريس أن حرب أكتوبر 1973 آخر الحروب وكأن التاريخ يجب أن يتوقف هناك كما رسخ أن من أهم إنجازات الرئيس الأسبق مبارك أنه حافظ علي السلام !. لقد حافظ علي السلام لكن الساحة العربية انتهكت بشكل غير مسبوق فقد ضاع العراق وتقهقرت التنمية وتنازلت مصر عن صولجان القيادة العربية لتعربد إيران وتركيا في المنطقة بكاملها بدون حساب مما أدي إلي ارتماء البعض ليس في أحضان هؤلاء فحسب ، لكن في حضن إسرائيل العدو الدائم للوطن العربي.. ناهيك عن تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية بعدما أدرك الجميع أن لا حرب بعد خروج مصر. بعدما تولي الرئيس السيسي وجدنا نبرة مختلفة ، تصريحاته أكدت أن لا مانع من خوض حرب من أجل الدفاع والحفاظ علي الأمن القومي. اللافت أن تعبير الأمن القومي امتد ليشمل الأمن القومي العربي أي أن الجيش المصري يمكنه أن يشارك الأشقاء الذين لم يتخلوا عنا في محنتنا الدفاع عن أمنهم الذي هو أمننا فعليا. وجدنا ضربة مصرية سريعة في ليبيا ، وجدنا مشاركة مصرية فاعلة في ضرب الحوثيين بعدما اختل ميزان القوي في اليمن ووصلت إيران إلي هناك هادفة إلي السيطرة الملاحية علي باب المندب. وجدنا تنفيذا لتشكيل قوة عسكرية عربية للتدخل. التدخل في اليمن مبرر سياسيا وقانونيا بعدما عجزت السياسة عن تحجيم خطر إيران ورأس حربتها في اليمن الحوثيين وكما قال كلاوزفيتز الجنرال الألماني صاحب كتاب » في الحرب » : » إن الحرب في حقيقتها ليست سوي التعبير عن السياسة أو أحد مظاهرها والعامل السياسي هو الذي يقرر الحرب وهو القوي المفكرة والحرب أداته فقط وليس العكس وإخضاع وجهة النظر العسكرية لوجهة النظر السياسية هو إذن الشيء الوحيد الممكن ». والضربة العربية للحوثيين حرب بشكل أو آخر تشن لأهداف محددة فلا أحد يقاتل من أجل القتال وعندما تتحقق الأهداف بإخضاع الطرف الذي يمثل خطرا ، سيكون هناك مجال للسياسة. أما إذا كان البعض يري أن الحرب لن تحل الخلافات ، فالسلام أيضا لا يحل المشاكل وقد أمكن حصر ما يقرب من 9 آلاف معاهدة سلام معروفة علي مدي التاريخ لم توقف النزاعات والحروب.. وقد آن الأوان للعرب أن يذخروا بنادقهم حتي لا تصدأ وتأكلهم ذئاب الفرس والترك.