تعرف على الأوراق المطلوبة لتسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي    ننشر أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر في بداية التعاملات    «متاح التسجيل الآن» رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2024    قفزة جديدة.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    30 دقيقة تأخير لخط «القاهرة - الإسكندرية».. الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    طن الحديد يرتفع 1169 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    حدث ليلا.. آخر تطورات الحرب على غزة ولبنان وموقف ترامب وهاريس من ذكرى 7 أكتوبر    ترامب يكشف قيمة المساعدات الخارجية المقدمة لكييف    وزارة الصحة في غزة: إسرائيل تعمدت تدمير القطاع الصحي    في هذه الحالة.. «ترامب» يتعهد بجعل غزة أفضل من موناكو (تفاصيل)    هل إمام عاشور صفقة القرن للأهلي؟.. رد مفاجئ من أمير توفيق    ثروت سويلم يكشف حقيقة إجراء قرعة لبطولة الدوري الموسم الجديد    أجواء دافئة والعظمى في القاهرة 33.. حالة الطقس اليوم    إيمان العاصي: «حياتي كلها متلخصة في بنتي ريتاج»    ابنة علاء مرسي تتحدث عن والدها....ماذا قالت؟ (فيديو)    رئيس "دينية الشيوخ": مبادرة "بداية" محطة مضيئة على طريق وطننا العزيز    تصاعد المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    ريحة من الشيخ زايد إلى الحدائق، أسباب انتشار الدخان الخانق في 6 أكتوبر    تامر عاشور وحماقي في حفل واحد، اعرف الميعاد والمكان    أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    اكتشفي أهم فوائد واستخدامات، البيكنج بودر في البيت    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    خطة النواب: مصر مطالبة بدفع 1.3 مليار دولار لصندوق النقد الدولي لهذا السبب    6 سيارات إطفاء لسيطرة على حريق محطة صرف صحي ب أبو رواش    جريمة هزت أسيوط| قتل شقيقه ووضعه في حفرة وصب عليه أسمنت    مفتي الجمهورية الأسبق يكشف عن فضل الصلاة على النبي    هل يوجد إثم فى تبادل الذهب بالذهب؟ أمين الفتوى يجيب    ارتفاع حاد في أسعار النفط بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط    منير مكرم يكشف آخر التطورات الصحية لنشوى مصطفى: عملت دعامات وخرجت من المستشفى    معلومات عن إلهام عبد البديع بعد طلاقها.. انفصلت في نفس شهر زواجها    إيمان العاصي تكشف ل«صاحبة السعادة» عن أصعب مشاهد «برغم القانون»    أمن مطار القاهرة يحبط محاولة تهريب كمية من النقد الأجنبي بحوزة مسافرة عربية    «أخذت أكبر من حجمها».. تعليق صادم من عصام الحضري بشأن أزمة قندوسي    رياضة ½ الليل| 76 ركلة جزاء بين سموحة والزمالك.. الأبرز    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    ملف يلا كورة.. مجموعات الأبطال والكونفدرالية.. تصريحات أمير توفيق.. وقرعة الدوري المصري    «أحمد» يحول بدلة تحفيز العضلات إلى علاج لزيادة قدرة التحمل: تغني عن المنشطات    خمسة لطفلك| تعرف على أهمية الوجبات المدرسية للأطفال    صحة المنوفية تنظم دورات تدريبية للأطقم الطبية    بالصور.. محافظ المنيا يشهد حفل الجامعة بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر المجيدة    «إسقاط عضوية إسرائيل».. ننشر بيان مؤتمر التحالف التقدمي العالمي    حدث منتصف الليل| تفاصيل عودة خط قطارات السكة الحديد لسيناء.. والمهن الطبية تعلن زيادة مساهمات الأمرا    المدير الفني لنادي بلاك بولز: الزمالك أحد أكبر فرق إفريقيا ومواجهته صعبة.. والمصري البورسعيدي مميز    حسام حسن يحدد موعد انضمام صلاح ومرموش لمنتخب مصر    ننشر نص التحقيقات مع صاحب الاستديو في واقعة سحر مؤمن زكريا| خاص    رئيس مجلس أمناء حياة كريمة: تجار أعلنوا رغبتهم المشاركة فى حملة توفير اللحوم بأسعار مخفضة    4 جثث و 6 مصابين إثر حادث تصادم في بني سويف    القس منذر إسحق: نريد الحياة للجميع ولا سلام دون عدل    أبناء الجالية المصرية بالسعودية يحتفلون بذكرى نصر أكتوبر المجيد    مصرع 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين إثر انهيار منجم في زامبيا    «خانتني بعد ما وعدتني بالزواج».. محاكمة المتهم بقتل سائحة سويسرية بالفيوم اليوم    حزب الله يقصف تجمعًا لقوات الاحتلال وصفارات الإنذار تدوى فى الجليل الغربى    عمرو خليل: فلسطين هي قضية العرب الأولى منذ عام 1948.. فيديو    تنسيقية شباب الأحزاب: الرعاية الصحية ركيزة قادرة على دعم الحياة الكريمة    بعد الموافقة على عدد من الاتفاقيات.. النواب يرفع جلساته العامة للغد    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي ل"سبوتنيك" الروسية: تقسيم سوريا يهدد أمن المنطقة واستقرارها لسنوات قادمة

تحدث الرئيس السيسي في حواره مع ديمتري كيسيلوف، مدير عام وكالة الأنباء الدولية الروسية "روسيا سيغودنيا"، حول رؤيته للأوضاع في سوريا وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار خاص مع دميتري كيسيلوف، مدير عام وكالة الأنباء الدولية الروسية "روسيا سيغودنيا"، يتحدث عن رؤيته للأوضاع في سورية وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها... تنشر وكالة "سبوتنيك" الروسية أجزاءً من هذا الحوار.
سبوتنيك: سيدي الرئيس، دارت كثير من الأحاديث الدبلوماسية حول تمسك الرئيس فلاديمير بوتين باتمام زيارته إلى القاهرة، وهذا يعني أن مصر مازالت مهمة بالنسبة لروسيا، في ضوء كل هذا لماذا تكتسب محادثاتكم مع بوتين هذه الأهمية؟
الرئيس السيسي: في البداية دعني أرحب بوكالتكم، ومن خلالكم، أوجه التحية إلى الشعب الروسي كله، وأتوجه بالشكر والتقدير للرئيس فلاديمير بوتين، وأريد أن أخبرك أنك لو كنت شاهدت حفاوة الاستقبال من المواطنينالمصريين العاديين أنفسهم للرئيس بوتين، ستعرف من خلالها كيف ينظر الشعب المصري إلى روسيا، وكيف أنه يعلم مكانتها ويحمل لها كل تقدير.
سبوتنيك: في روسيا كان هناك اهتمام بالغ بما يحدث في العالم العربي، خاصة مصر التي عانت أوضاعاً شديدة الصعوبة على مدار 4 سنوات مرت، واكتسبت من خلالها خبرة كبيرة في تجربة التغيير... كيف يمكن لهذه التجربة أن تفيد بقية البلدان العربية الأخرى؟
الرئيس السيسي: في 25 يناير 2011 تحرك المصريون لتغيير الواقع الذي كانوا يعيشونه، وهذا كان أمراً هائلاً، كما أنهم نجحوا في إحداث تغيير، لكن أثناء عملية التغيير تحركت قوى أخرى استغلت عملية التغيير للسيطرة على مقاليد ومستقبل المصريين ونجحوا في هذا، لكن المصريين أدركوا هذا وانتابهم خوف على مستقبلهم وهويتهم، فتحركوا مرة أخرى في ثورة 30- 6 واستطاعوا هزيمة هذه القوى ليستعيدوا دولتهم مصر مرة أخرى، واستعادوا هويتها وتمكنوا من ضبط مسار تحركهم للمستقبل ونجحوا في هذا.
ومن خلال تجربتنا، أقول للراغبين في التغيير أن يحترسوا أثناء قيامهم بعملية التغيير لأنها من الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها وتخرج من نطاق التغيير إلى الأفضل وتتجه إلى الأسوأ، مما سيؤذي بلادكم أكثر من اللازم، وأنا لا أرغب في تسمية الدول التي تعرضت لهذا، لكن ما نراه من نتائج هو حالة مأساوية نتيجة الانحراف عن مسار التغيير الذي استخدم في تدمير الدول وليس تغييرها للأفضل، وهذا هو من نراه من واقع في الدول التي أرادت التغيير وانحرفت عن المسار الحقيقي له.
سبوتنيك: مصر دولة مهمة ومحورية في الشرق الأوسط وأفريقيا، اطلعنا على شكل سياستكم الخارجية تجاه المنطقة والعالم؟
الرئيس السيسي:السياسية الخارجية المصرية في المرحلة الحالية هي سياسة قوية ومعتدله ومتكاملة، وهذا أعلنت عنه منذ أن توليت الحكم ومنذ خطاب تنصيبي كرئيس، وقلت إننا منفتحون على العالم كله في إطار سياسية تتسم بالاعتدال والتوافق وبناء علاقات قوية مع دول العالم كافة، بعيدا عن سياسة الاستقطاب وصنع المحاور... وأعلننا أننا نحترم مصالح الأخرين، وعلى الآخرين أن يحترموا مصالحنا... كما أننا لا نتعرض لمصالح الآخرين، وعلى الآخرينأيضا ألا يتعرضوا لمصالحنا... وهذا هو سر التفاهم والتعايش في العلاقات بين مصر والدول كافة على وجه سواء.
سبوتنيك: فيما يتعلق بالأزمة السورية يبدو أن هناك تقاربا بين الموقفين الروسي والمصري... كيف ترى مصر الأزمة السورية؟ وكيف تتعامل معها؟
الرئيس السيسي: ننظر للأزمة السورية في إطار محدد وواضح، وهو أننا لا نرغب في مزيد من المخاطر التي تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها بشكل أكبر من الوضع الحالي التي تعانيه المنطقة الآن، ولابد أن نعترف أن هناك عناصر إرهابية ومتطرفة خطيرة وضخمة موجودة حاليا على الأراضي السورية، ونؤكد أنه إذا لم يتم السيطرة على الوضع في سوريا ستنتشر هذه العناصر خارج سوريا، وستمثل عنصر تهديد لكثير من البلدان، ولذلك نحن متمسكون دائما بثوابت معينة وواضحة في معالجة هذا الملف تتسم أولاً، بأهمية معالجتها في إطار معالجة سياسة بعيداً عن الحل العسكري. والأمر الثاني، هو ضرورة وحدة الأراضي السورية وعدم تفتيتها لأن تقسيم سوريا سينعكس بمخاطر شديدة على استقرار وأمن المنطقة لسنوات كثيرة قادمة. الشيء الثالث، هو ضرورة إيجاد مخرج وحل للعناصر الإرهابية المتطرفة الموجودة على الأراضي السورية الآن، وما هو موقف هذه العناصر؟ وكيف سيتم التعامل معها؟.., هذا هو ما نراه بشأن حلول الأزمة السورية.
سبوتنيك: مشروع قناة السويس الجديدة يشهد تطورات كبيرة، خاصة أن من ساهم فيه هم المصريون فقط بمدخراتهم الشخصية.. ماذا سيحقق هذا المشروع بالنسبة لمصر والعالم؟ ومتى سيتم الانتهاء منه؟
الرئيس السيسي:مشروع قناة السويس من المشاريع العملاقة الكبيرة التي تم دراستها بشكل جيد، والمصريون فقط بالفعل هم من ساهموا فيه بمدخراتهم، وتم جمع ما يقرب من 8 مليارات جنيه (بما يعادل أكثر من مليار دولار) خلال 7 أيام، وهذا رقم كبير بالنسبة للمصريين، وبمجرد الإعلان عن حاجتنا لأن يشارك المصريون في المشروع سارعوا للمشاركة فيه، وكان مخطط الانتهاء منه خلال 3 إلى 5 سنوات، لكننا اتخذنا قراراً بأن نتحدى أنفسنا وننتهي منه في عام واحد، وسيعمل على ربط التجارة العالمية بين الشمال والجنوب وآسيا وأوروبا لأن توسيع قناة السويس سيسمح أولاً، بمرور السفن العملاقة التي كانت لا تستطيع عبور القناة بشكل سلس خصوصاً أن القوافل التي تعبر القناة حاليا لا تستوعب أكثر من 8 سفن في الرحلة الواحدة... الأمر الثاني، هو أن المشروع سيسمح بتقليل زمن عبور القوافل من 11 إلى 8 ساعات بدون أن تتوقف أو تنتظر، فجميع قوافل الشمال والجنوب ستتحرك بدون توقف، وهذا يعني أن حركة التجارة العالمية، التي ستشهد تطوراً خلال السنوات القادمة، ستجد مجرى وممراً ملاحياً مستعداً لهذا التطور.
الأمر الثالث، هو أنه يتم تخطيط منطقة ضخمة في سيناء لتكون مؤهلة لإقامة مشروعات ترتبط بموقع مصر الجغرافي وقناة السويس... وهنا أرغب في أن أقول إن هناك فرصاً عظيمة للمستثمرين الروس، مثل كل المستثمرين، لإنشاء مناطق لوجيستية ضخمة، في هذه المنطقة، ولأنكم تنتجون الكثير من الحبوب التي يستهلكها العالم، يمكن إنشاء منطقة لوجيستية عملاقة شرق بورسعيد تخدم تجارة الحبوب الروسية للعالم كله.
سبوتنيك: في أسوان يوجد "السد العالي" الذي يعمل على توليد الكهرباء، وقد شارك فيه الروس، والآن هل سيكون لموسكو تعاون في إنشاء محطات نووية في مصر؟
الرئيس السيسي: بالفعل هناك دراسات لإنشاء محطة توليد طاقة نووية في منطقة الضبعة على البحر المتوسط، ونتحرك فيه الآن ونشرح للشركات العملاقة شكل المشروع، وندعوهم للمشاركة فيه، بما في ذلك الشركات الروسية والصينية والفرنسية، ونتمنى من أصدقائنا الروس أن يساهموا معنا في بناء هذه المحطة مثلما شاركوا في الكثير من المشاريع التي أقيمت في مصر في الستينيات والخمسينات.
وأود من خلال وكالتكم أن أقول للشعب الروسي إن مصر تنظر لروسيا نظرة تقدير واحترام، لأن روسيا لها دور كبير خلال السنوات الماضية، ونقدر أيضا وقوفكم إلى جانبنا خلال المرحلة الحالية، وأقول للمستثمرين الروس إن لديكم فرصة كبيرة للاستثمار في مصر... لأن مصر موجودة في قلب العالم والشرق الأوسط بين افريقيا واوروبا والخليج.
ونحن منفتحون جداً على كل العالم، ونهيئ مناخا جيدا للاستثمار خلال الفترة القادمة، كما أننا نعمل على إقامة المؤتمر الاقتصادي المقرر في مارس المقبل في شرم الشيخ، وسندعو فيه فيه كل المستثمرين لنطرح عليهم المشاريع التي ممكن أن يعملوا معنا فيها.
كما أننا نعمل على الانتهاء من "قانون الاستثمار الموحد"، الذي سيوفر بيئة أمنة وسهلة للاستثمارات العربية المصرية والعربية والأجنبية كافة.
وأقول للمستثمرين إن فرص الاستثمار ستكون متاحة للجميع، وإن مناخ الاستثمار وإجراءات الحصول على تراخيص العمل والمشروعات التي سيتم طرحها ستكون بعيدة عن البيروقراطية، أو بدون بيروقراطية على الإطلاق، وستكون أيضا بعيدة عن الفساد.. نقول للجميع أهلا بكم في مصر.
وأخيراً اقول للمواطنين والسياح الروس... أهلا بكم في مصر وتأكدوا أن كل المقاصد السياحية الموجودة بها آمنة ومستقرة.
تحدث الرئيس السيسي في حواره مع ديمتري كيسيلوف، مدير عام وكالة الأنباء الدولية الروسية "روسيا سيغودنيا"، حول رؤيته للأوضاع في سوريا وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها.
الرئيس عبد الفتاح السيسي في حوار خاص مع دميتري كيسيلوف، مدير عام وكالة الأنباء الدولية الروسية "روسيا سيغودنيا"، يتحدث عن رؤيته للأوضاع في سورية وضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة يحافظ على وحدة سورية وسلامة أراضيها... تنشر وكالة "سبوتنيك" الروسية أجزاءً من هذا الحوار.
سبوتنيك: سيدي الرئيس، دارت كثير من الأحاديث الدبلوماسية حول تمسك الرئيس فلاديمير بوتين باتمام زيارته إلى القاهرة، وهذا يعني أن مصر مازالت مهمة بالنسبة لروسيا، في ضوء كل هذا لماذا تكتسب محادثاتكم مع بوتين هذه الأهمية؟
الرئيس السيسي: في البداية دعني أرحب بوكالتكم، ومن خلالكم، أوجه التحية إلى الشعب الروسي كله، وأتوجه بالشكر والتقدير للرئيس فلاديمير بوتين، وأريد أن أخبرك أنك لو كنت شاهدت حفاوة الاستقبال من المواطنينالمصريين العاديين أنفسهم للرئيس بوتين، ستعرف من خلالها كيف ينظر الشعب المصري إلى روسيا، وكيف أنه يعلم مكانتها ويحمل لها كل تقدير.
سبوتنيك: في روسيا كان هناك اهتمام بالغ بما يحدث في العالم العربي، خاصة مصر التي عانت أوضاعاً شديدة الصعوبة على مدار 4 سنوات مرت، واكتسبت من خلالها خبرة كبيرة في تجربة التغيير... كيف يمكن لهذه التجربة أن تفيد بقية البلدان العربية الأخرى؟
الرئيس السيسي: في 25 يناير 2011 تحرك المصريون لتغيير الواقع الذي كانوا يعيشونه، وهذا كان أمراً هائلاً، كما أنهم نجحوا في إحداث تغيير، لكن أثناء عملية التغيير تحركت قوى أخرى استغلت عملية التغيير للسيطرة على مقاليد ومستقبل المصريين ونجحوا في هذا، لكن المصريين أدركوا هذا وانتابهم خوف على مستقبلهم وهويتهم، فتحركوا مرة أخرى في ثورة 30- 6 واستطاعوا هزيمة هذه القوى ليستعيدوا دولتهم مصر مرة أخرى، واستعادوا هويتها وتمكنوا من ضبط مسار تحركهم للمستقبل ونجحوا في هذا.
ومن خلال تجربتنا، أقول للراغبين في التغيير أن يحترسوا أثناء قيامهم بعملية التغيير لأنها من الممكن أن يفقدوا السيطرة عليها وتخرج من نطاق التغيير إلى الأفضل وتتجه إلى الأسوأ، مما سيؤذي بلادكم أكثر من اللازم، وأنا لا أرغب في تسمية الدول التي تعرضت لهذا، لكن ما نراه من نتائج هو حالة مأساوية نتيجة الانحراف عن مسار التغيير الذي استخدم في تدمير الدول وليس تغييرها للأفضل، وهذا هو من نراه من واقع في الدول التي أرادت التغيير وانحرفت عن المسار الحقيقي له.
سبوتنيك: مصر دولة مهمة ومحورية في الشرق الأوسط وأفريقيا، اطلعنا على شكل سياستكم الخارجية تجاه المنطقة والعالم؟
الرئيس السيسي:السياسية الخارجية المصرية في المرحلة الحالية هي سياسة قوية ومعتدله ومتكاملة، وهذا أعلنت عنه منذ أن توليت الحكم ومنذ خطاب تنصيبي كرئيس، وقلت إننا منفتحون على العالم كله في إطار سياسية تتسم بالاعتدال والتوافق وبناء علاقات قوية مع دول العالم كافة، بعيدا عن سياسة الاستقطاب وصنع المحاور... وأعلننا أننا نحترم مصالح الأخرين، وعلى الآخرين أن يحترموا مصالحنا... كما أننا لا نتعرض لمصالح الآخرين، وعلى الآخرينأيضا ألا يتعرضوا لمصالحنا... وهذا هو سر التفاهم والتعايش في العلاقات بين مصر والدول كافة على وجه سواء.
سبوتنيك: فيما يتعلق بالأزمة السورية يبدو أن هناك تقاربا بين الموقفين الروسي والمصري... كيف ترى مصر الأزمة السورية؟ وكيف تتعامل معها؟
الرئيس السيسي: ننظر للأزمة السورية في إطار محدد وواضح، وهو أننا لا نرغب في مزيد من المخاطر التي تؤثر على أمن المنطقة واستقرارها بشكل أكبر من الوضع الحالي التي تعانيه المنطقة الآن، ولابد أن نعترف أن هناك عناصر إرهابية ومتطرفة خطيرة وضخمة موجودة حاليا على الأراضي السورية، ونؤكد أنه إذا لم يتم السيطرة على الوضع في سوريا ستنتشر هذه العناصر خارج سوريا، وستمثل عنصر تهديد لكثير من البلدان، ولذلك نحن متمسكون دائما بثوابت معينة وواضحة في معالجة هذا الملف تتسم أولاً، بأهمية معالجتها في إطار معالجة سياسة بعيداً عن الحل العسكري. والأمر الثاني، هو ضرورة وحدة الأراضي السورية وعدم تفتيتها لأن تقسيم سوريا سينعكس بمخاطر شديدة على استقرار وأمن المنطقة لسنوات كثيرة قادمة. الشيء الثالث، هو ضرورة إيجاد مخرج وحل للعناصر الإرهابية المتطرفة الموجودة على الأراضي السورية الآن، وما هو موقف هذه العناصر؟ وكيف سيتم التعامل معها؟.., هذا هو ما نراه بشأن حلول الأزمة السورية.
سبوتنيك: مشروع قناة السويس الجديدة يشهد تطورات كبيرة، خاصة أن من ساهم فيه هم المصريون فقط بمدخراتهم الشخصية.. ماذا سيحقق هذا المشروع بالنسبة لمصر والعالم؟ ومتى سيتم الانتهاء منه؟
الرئيس السيسي:مشروع قناة السويس من المشاريع العملاقة الكبيرة التي تم دراستها بشكل جيد، والمصريون فقط بالفعل هم من ساهموا فيه بمدخراتهم، وتم جمع ما يقرب من 8 مليارات جنيه (بما يعادل أكثر من مليار دولار) خلال 7 أيام، وهذا رقم كبير بالنسبة للمصريين، وبمجرد الإعلان عن حاجتنا لأن يشارك المصريون في المشروع سارعوا للمشاركة فيه، وكان مخطط الانتهاء منه خلال 3 إلى 5 سنوات، لكننا اتخذنا قراراً بأن نتحدى أنفسنا وننتهي منه في عام واحد، وسيعمل على ربط التجارة العالمية بين الشمال والجنوب وآسيا وأوروبا لأن توسيع قناة السويس سيسمح أولاً، بمرور السفن العملاقة التي كانت لا تستطيع عبور القناة بشكل سلس خصوصاً أن القوافل التي تعبر القناة حاليا لا تستوعب أكثر من 8 سفن في الرحلة الواحدة... الأمر الثاني، هو أن المشروع سيسمح بتقليل زمن عبور القوافل من 11 إلى 8 ساعات بدون أن تتوقف أو تنتظر، فجميع قوافل الشمال والجنوب ستتحرك بدون توقف، وهذا يعني أن حركة التجارة العالمية، التي ستشهد تطوراً خلال السنوات القادمة، ستجد مجرى وممراً ملاحياً مستعداً لهذا التطور.
الأمر الثالث، هو أنه يتم تخطيط منطقة ضخمة في سيناء لتكون مؤهلة لإقامة مشروعات ترتبط بموقع مصر الجغرافي وقناة السويس... وهنا أرغب في أن أقول إن هناك فرصاً عظيمة للمستثمرين الروس، مثل كل المستثمرين، لإنشاء مناطق لوجيستية ضخمة، في هذه المنطقة، ولأنكم تنتجون الكثير من الحبوب التي يستهلكها العالم، يمكن إنشاء منطقة لوجيستية عملاقة شرق بورسعيد تخدم تجارة الحبوب الروسية للعالم كله.
سبوتنيك: في أسوان يوجد "السد العالي" الذي يعمل على توليد الكهرباء، وقد شارك فيه الروس، والآن هل سيكون لموسكو تعاون في إنشاء محطات نووية في مصر؟
الرئيس السيسي: بالفعل هناك دراسات لإنشاء محطة توليد طاقة نووية في منطقة الضبعة على البحر المتوسط، ونتحرك فيه الآن ونشرح للشركات العملاقة شكل المشروع، وندعوهم للمشاركة فيه، بما في ذلك الشركات الروسية والصينية والفرنسية، ونتمنى من أصدقائنا الروس أن يساهموا معنا في بناء هذه المحطة مثلما شاركوا في الكثير من المشاريع التي أقيمت في مصر في الستينيات والخمسينات.
وأود من خلال وكالتكم أن أقول للشعب الروسي إن مصر تنظر لروسيا نظرة تقدير واحترام، لأن روسيا لها دور كبير خلال السنوات الماضية، ونقدر أيضا وقوفكم إلى جانبنا خلال المرحلة الحالية، وأقول للمستثمرين الروس إن لديكم فرصة كبيرة للاستثمار في مصر... لأن مصر موجودة في قلب العالم والشرق الأوسط بين افريقيا واوروبا والخليج.
ونحن منفتحون جداً على كل العالم، ونهيئ مناخا جيدا للاستثمار خلال الفترة القادمة، كما أننا نعمل على إقامة المؤتمر الاقتصادي المقرر في مارس المقبل في شرم الشيخ، وسندعو فيه فيه كل المستثمرين لنطرح عليهم المشاريع التي ممكن أن يعملوا معنا فيها.
كما أننا نعمل على الانتهاء من "قانون الاستثمار الموحد"، الذي سيوفر بيئة أمنة وسهلة للاستثمارات العربية المصرية والعربية والأجنبية كافة.
وأقول للمستثمرين إن فرص الاستثمار ستكون متاحة للجميع، وإن مناخ الاستثمار وإجراءات الحصول على تراخيص العمل والمشروعات التي سيتم طرحها ستكون بعيدة عن البيروقراطية، أو بدون بيروقراطية على الإطلاق، وستكون أيضا بعيدة عن الفساد.. نقول للجميع أهلا بكم في مصر.
وأخيراً اقول للمواطنين والسياح الروس... أهلا بكم في مصر وتأكدوا أن كل المقاصد السياحية الموجودة بها آمنة ومستقرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.