صراع خفي .. مصالح اقتصادية .. حمل راية الزعامة للأمة الإسلامية، ثلاثة قضايا اختزلت علاقة المملكة السعودية بتركياوإيران، فمع رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتولى شقيقه الملك سلمان الحكم، بدأ الجدل حول السياسة الخارجية للملك الجديد وبالأخص تجاه الدولتين الكبيرتين. مقدسات المملكة منحتها الريادة والمكانة الإقليمية وسط الدول الإسلامية، وإيران منذ ثورتها الإسلامية وإسقاط نظام الشاه في عام 1979 وهي تسعى لبث التشيع بالدول المحيطة، أما تركيا فلا يزال حلم إعادة إمبراطورية الأجداد أمام أعين رئيسها رجب طيب أردوغان. المملكة ذات الأغلبية سنية، وإيران المعتمدة على التشيع، وتركيا التي تأمل في إعادة الخلافة العثمانية من طيات التاريخ،أصبحوا يعيشون في صراع خفي أحيانا كما يحدث بين تركيا والسعودية، وظاهرا للجميع كما يحدث بين السعودية وإيران، من أجل أن يُثبت كلٍ منهم جدارته في حمل راية الإسلام. السعودية إيران.. تقارب أم حصار "العلاقات المتباعدة بين البلدين لن تشهد أي تغيير خلال الفترة المقبلة، التحسن في العلاقات لن يحدث إلا عندما تغير إحدى الدولتين من سياستها الخارجية، وإيران هي القادرة على تغيير سياسيتها حالياً"، هكذا يرى عضو البرلمان الإيراني السابق أحمد برونجاتي- بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الإخبارية- الصراع بين الدولتين الكبيرتين. وأكد برونجاتي على أن العلاقات السعودية – الإيرانية، لن تشهد أي تحسن خلال فترة حكم الملك سلمان، على الرغم من قيام الرئيس الإيراني حسن روحاني بتقديم العزاء للأسرة الحاكمة، وتهنئة الملك الجديد بعرشه. ويرى محمد هجرس مدير مكتب جريدة اليوم السعودية بالقاهرة، أن سياسات المملكة على مر تاريخها ثابتة لا تتغير مع رحيل ملك، و قدوم آخر، لأنها تعتمد على عدد من الأسس الإقليمية والدولية المحيطة، مشيرا إلى أن أي تقارب بين السعودية وإيران في الوقت الحالي غير وارد. وأضاف هجرس في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم" أنه يوجد صراع بين السعودية وإيران على زعامة العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية، وهي تقوم بمحاولة حصار المملكة السعودية عن طريق التدخل المذهبي في دول الجوار لنشر التشيع كالبحرين واليمن، موضحا أنها حاولت أيضًا تأجيج الصراع الطائفي بشمال السعودية ذو الكتلة الشيعية. وأكد هجرس، على أن السعودية تدرك جيدا الخطر الإيراني، خاصة مع تقاربه من جماعة الإخوان المسلمين التي تمتلك نفس الهيكل التنظيمي للدولة الإيرانية من حيث وجود حرس ثوري، مرشدا للثورة، كما تدرك محاولات إيران منذ الثورة الإسلامية، وسعيها لنشر المذهب الشيعي وهو ما تصدى له الملك فهد والملك عبد الله، وسيتصدى له من بعدهم الملك سلمان. السعودية تركيا.. الصراع الخفي على الزعامة "زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله مجرد زيارة برتوكولية، لإثبات التواجد التركي في المملكة، فالعلاقات مع تركيا لا تختلف عن العلاقات السعودية الإيرانية"، هكذا يرى محمد هجرس الصراع بين تركيا والسعودية. وأكد هجرس، على أن الأخبار التي تم تصديرها مؤخرا حول نية الملك سلمان تغيير سياساته مع تركيا، خاصة المتعلقة منها بجماعة الإخوان المسلمين مجرد شائعات، لافتا إلى وجود توتر في العلاقات بين تركيا من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى. وأشار ، إلى أن السعودية ستسعى للحفاظ على وضعها الإقليمي في ظل ما تشهده المنطقة المجاورة لها من توترات، فالحوثيين من جهة يسيطرون على الوضع باليمن، وحزب الله في لبنان، والشيعة بالعراق، ودول ثورات الربيع العربي مصر وتونس وليبيا والتي وصلت الجماعات الإسلامية بها للحكم، موضحا أن السعودية بدعمها لمصر اختارت أن تضرب هذا المخطط في أقوى نقاطه المفصلية. وأوضح هجرس، أن الملك سلمان يدرك هذا البعد الجيوسياسي الخاص بالمملكة، وهو رجل دولة، لن يضحي بمكانة السعودية الإقليمية من أجل عدد من المصالح الضيقة. فيما يرى نائب مدير مؤسسة "سيتا" التركية، موهتين اتامان، أن أنقرة ستستغل التغيير الحادث في المملكة من أجل إعادة بناء جسور التفاهم مع السعودية، مشيرا إلى اعتماد تركيا على كونها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك مقعدا في مجموعة ال20 إلى جانب السعودية. وأكد اتامان -بحسب ما نشرته صحيفة ديلي صباح التركية- على أن تركيا لن تكون البلد الوحيد الذي سيسعى إلى التقارب مع السعودية، مشيرا إلى وجود العديد من البلاد التي ستسعى لإعادة النظر في شأن علاقتها معها. ولفت، إلى قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع جولته الأفريقية من أجل تقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله، والتي تعد خطوة نحو تحسين العلاقات بين البلدين. فما بين ملك راحل وملك جديد يظل مستقبل السياسة الخارجية تجاه إيرانوتركيا يحتمل الجدل والاختلاف.. وستظل الأيام القادمة وحدها هي التي تحمل كلمات الفصل الجديد في العلاقات بين البلاد الثلاثة المختلفة في المذهب، والتكوين الجغرافي، وطريقة الوصول للهدف. صراع خفي .. مصالح اقتصادية .. حمل راية الزعامة للأمة الإسلامية، ثلاثة قضايا اختزلت علاقة المملكة السعودية بتركياوإيران، فمع رحيل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتولى شقيقه الملك سلمان الحكم، بدأ الجدل حول السياسة الخارجية للملك الجديد وبالأخص تجاه الدولتين الكبيرتين. مقدسات المملكة منحتها الريادة والمكانة الإقليمية وسط الدول الإسلامية، وإيران منذ ثورتها الإسلامية وإسقاط نظام الشاه في عام 1979 وهي تسعى لبث التشيع بالدول المحيطة، أما تركيا فلا يزال حلم إعادة إمبراطورية الأجداد أمام أعين رئيسها رجب طيب أردوغان. المملكة ذات الأغلبية سنية، وإيران المعتمدة على التشيع، وتركيا التي تأمل في إعادة الخلافة العثمانية من طيات التاريخ،أصبحوا يعيشون في صراع خفي أحيانا كما يحدث بين تركيا والسعودية، وظاهرا للجميع كما يحدث بين السعودية وإيران، من أجل أن يُثبت كلٍ منهم جدارته في حمل راية الإسلام. السعودية إيران.. تقارب أم حصار "العلاقات المتباعدة بين البلدين لن تشهد أي تغيير خلال الفترة المقبلة، التحسن في العلاقات لن يحدث إلا عندما تغير إحدى الدولتين من سياستها الخارجية، وإيران هي القادرة على تغيير سياسيتها حالياً"، هكذا يرى عضو البرلمان الإيراني السابق أحمد برونجاتي- بحسب ما نقلته وكالة الأناضول الإخبارية- الصراع بين الدولتين الكبيرتين. وأكد برونجاتي على أن العلاقات السعودية – الإيرانية، لن تشهد أي تحسن خلال فترة حكم الملك سلمان، على الرغم من قيام الرئيس الإيراني حسن روحاني بتقديم العزاء للأسرة الحاكمة، وتهنئة الملك الجديد بعرشه. ويرى محمد هجرس مدير مكتب جريدة اليوم السعودية بالقاهرة، أن سياسات المملكة على مر تاريخها ثابتة لا تتغير مع رحيل ملك، و قدوم آخر، لأنها تعتمد على عدد من الأسس الإقليمية والدولية المحيطة، مشيرا إلى أن أي تقارب بين السعودية وإيران في الوقت الحالي غير وارد. وأضاف هجرس في تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم" أنه يوجد صراع بين السعودية وإيران على زعامة العالم الإسلامي، مشيرا إلى أن إيران منذ قيام ثورتها الإسلامية، وهي تقوم بمحاولة حصار المملكة السعودية عن طريق التدخل المذهبي في دول الجوار لنشر التشيع كالبحرين واليمن، موضحا أنها حاولت أيضًا تأجيج الصراع الطائفي بشمال السعودية ذو الكتلة الشيعية. وأكد هجرس، على أن السعودية تدرك جيدا الخطر الإيراني، خاصة مع تقاربه من جماعة الإخوان المسلمين التي تمتلك نفس الهيكل التنظيمي للدولة الإيرانية من حيث وجود حرس ثوري، مرشدا للثورة، كما تدرك محاولات إيران منذ الثورة الإسلامية، وسعيها لنشر المذهب الشيعي وهو ما تصدى له الملك فهد والملك عبد الله، وسيتصدى له من بعدهم الملك سلمان. السعودية تركيا.. الصراع الخفي على الزعامة "زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للسعودية لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله مجرد زيارة برتوكولية، لإثبات التواجد التركي في المملكة، فالعلاقات مع تركيا لا تختلف عن العلاقات السعودية الإيرانية"، هكذا يرى محمد هجرس الصراع بين تركيا والسعودية. وأكد هجرس، على أن الأخبار التي تم تصديرها مؤخرا حول نية الملك سلمان تغيير سياساته مع تركيا، خاصة المتعلقة منها بجماعة الإخوان المسلمين مجرد شائعات، لافتا إلى وجود توتر في العلاقات بين تركيا من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى. وأشار ، إلى أن السعودية ستسعى للحفاظ على وضعها الإقليمي في ظل ما تشهده المنطقة المجاورة لها من توترات، فالحوثيين من جهة يسيطرون على الوضع باليمن، وحزب الله في لبنان، والشيعة بالعراق، ودول ثورات الربيع العربي مصر وتونس وليبيا والتي وصلت الجماعات الإسلامية بها للحكم، موضحا أن السعودية بدعمها لمصر اختارت أن تضرب هذا المخطط في أقوى نقاطه المفصلية. وأوضح هجرس، أن الملك سلمان يدرك هذا البعد الجيوسياسي الخاص بالمملكة، وهو رجل دولة، لن يضحي بمكانة السعودية الإقليمية من أجل عدد من المصالح الضيقة. فيما يرى نائب مدير مؤسسة "سيتا" التركية، موهتين اتامان، أن أنقرة ستستغل التغيير الحادث في المملكة من أجل إعادة بناء جسور التفاهم مع السعودية، مشيرا إلى اعتماد تركيا على كونها الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك مقعدا في مجموعة ال20 إلى جانب السعودية. وأكد اتامان -بحسب ما نشرته صحيفة ديلي صباح التركية- على أن تركيا لن تكون البلد الوحيد الذي سيسعى إلى التقارب مع السعودية، مشيرا إلى وجود العديد من البلاد التي ستسعى لإعادة النظر في شأن علاقتها معها. ولفت، إلى قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بقطع جولته الأفريقية من أجل تقديم واجب العزاء في وفاة الملك عبدالله، والتي تعد خطوة نحو تحسين العلاقات بين البلدين. فما بين ملك راحل وملك جديد يظل مستقبل السياسة الخارجية تجاه إيرانوتركيا يحتمل الجدل والاختلاف.. وستظل الأيام القادمة وحدها هي التي تحمل كلمات الفصل الجديد في العلاقات بين البلاد الثلاثة المختلفة في المذهب، والتكوين الجغرافي، وطريقة الوصول للهدف.