نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مقالا لها حول الأحوال في تركيا وتقاربها من إيران، قائلة: إن فضيحة الرشاوى والفساد في تركيا أدخلتها في أزمة، تقوض بشكل خطير سلطة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، حيث يواجه تحديات خطيرة من العلمانيين غير الموافقين على أجندته الإسلامية، وحليفه الذي تحول إلى عدو، رجل الدين "فتح الله غولن"، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي البطيء ونكسات السياسات الخارجية. وأضافت أن هذه المشاحنات غالبا لن تتوقف قبل الانتخابات الرئاسية القادمة، التي من المتوقع أن يترشح "أردوغان" بها، وسيكون من الصعب إصلاح الصورة السيئة المنعكسة عن حزبه "العدالة والتنمية"، فالشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعده هو أن يظهر رجوع تركيا لدورها المحوري في الشرق الأوسط. وأوضحت الصحيفة أن تركيا كانت لأكثر من عقد، تطور علاقاتها مع جيرانها العرب، ويفتح دبلوماسيوها الحدود وطرق التجارة والسياسة مع هذه الدول في أنحاء منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبح نجاح تركيا الاقتصادي الباهر نموذجا يحتذي به في المنطقة بأكملها، لكن هذا العام الذي قرب على الانتهاء أصبحت سياسة "أردوغان" في المنطقة تسير على غير هدى، حيث أدت الاضطرابات المتكررة في المنطقة إلى تآكل نفوذ تركيا وتراجع تطلعاتها الاقتصادية. وأشارت إلى أن الخلافات حول سوريا ومصر أبعدت العالم العربي، وخاصة بين تركيا والسعودية، حيث إن النموذج التركي للديمقراطية الإسلامية هو نسخة أخف من حكومة الإخوان السابقة في مصر، وبينت أن تركيا انتقدت الإطاحة ب"مرسي"، وهذا أدى إلى طرد سفيرها من مصر، وفي الوقت نفسه، اعتراضها على الممالك الخليجية، قطع العلاقات التجارية وأضر بالاقتصاد التركي. ولفتت الصحيفة إلى أن العلاقات التركية مع إسرائيل ظلت مازالت متوترة منذ وقوع اشتباك 2010 حول قافلة مساعدات لغزة، وبانخفاض دور تركيا المحوري في المنطقة، توقفت أمريكا عن التطلع لأنقرة للمشورة بخصوص الشرق الأوسط، وبدلا من ذلك واشنطن قلقة من أن الاضطرابات بالعالم العربي ضد حكوماتهم زعزعت استقرار تركيا. وتابعت بأن جبهة السياسة الخارجية بالنسبة ل"أردوغان" قد تغيرت حيث إن تركيا تختلف عن باقي الدول المنزعجة من الاتفاق النووي الإيراني، فتركيا لها مصلحة في كونها جسرا بين إيران والغرب، وبما أن إيران لديها نفوذ مع العراقوسوريا، فتركيا تحتاج إلى التعاون مع إيران، وتحتاج إلى مساعدتهم في سوريا، حيث إن الحكومة الإيرانية أفضل أمل لتركيا للوصول إلى تسوية في سوريا وإنهاء الحرب في سوريا. وأضافت الصحيفة: حتى لو تم التوصل لاتفاق نهائي بين إيران والغرب، فهي لا يجب أن تتوقع تلقيها ترحيبا من العالم العربي، خاصة بسبب تزايد الانقسام الطائفي في العالم العربي، وهذا يمكن أن يجعل تركياوإيران شريكين محتملين، خاصة إذا أخذ الاقتصاد الإيراني في الارتفاع بعد تقليل العقوبات عليها، مختتمة مقالها بأن تركيا ستلعب دورا مركزيا بفضل علاقاتها مع إيران، ويمكن أن تلقى العلاقات التركية الإيرانية الترحيب من الغرب.